ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ !
ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺰﺭﻕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺍﻟﻤﺸﺮﺏ ﺑﺎﻟﺤﻤﺮﺓ ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺨﻒ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﻣﺔ ﺗﻤﺘﺺ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ، ﻓﺘﺸﻌﺮﻙ ﺑﺎﻻﺧﺘﻨﺎﻕ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺭﺅﻳﺘﻪ .
ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻩ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻓﺄﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭﻧﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﻭ ﺃﺟﻌﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﻱ ﻳﻘﻒ ﺑﺒﻨﻲ
ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺸﻒ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﻣﺘﻔﺎﻗﻤﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﻬﺎ ﻟﺒﺘﺮ ﺍﻟﻘﺪﻡ ، ﺑﻜﻰ ﻛﻄﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﻔﻘﺪ ﺣﻨﺎﻥ ﺃﻣﻪ .
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﺑﻜﺎﺋﻪ ﺃﺫﻫﻠﻨﻲ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ .
ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﺍﺑﻨﺎ ﻣﺪﻟﻼ ﻷﻡ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺠﺒﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ، ﺭﺑﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺑﻴﻪ
ﻛﻤﻠﻚ ﻣﺘﻮﺝ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺵ ﻗﻠﺒﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻻﻝ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻭﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻟﻪ ﻭﻟﻬﺎ ، ﺍﻧﺤﺎﺯ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﻬﺠﺮﺓ ﺃﻣﻪ ﻭﺍﻧﺰﻭﺍﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ
ﺑﺒﻴﺖ ﺃﺑﻴﻬﺎ .
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﺘﺴﺘﺮﺿﻴﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﺄﺭﺿﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻏﺘﺼﺒﻬﺎ ، ﻫﺎﺝ ﻭﻣﺎﺝ ﻭﺿﺮﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺩﻣﺎﻫﺎ ،
ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﺧﺎﻑ ﻛﻄﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺟﺮﻯ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻓﺎﺭﺗﻄﻢ ﻓﻲ
ﺣﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﻭﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ، ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺑﻨﺰﻋﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺗﻘﻮﻝ : ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ، ﺣﻴﻨﻤﺎ
ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ