منام ٌ حلبيّ
-----------
فَرِحاً ...قال لي:
رأيتُ في منامي
بيتي و أحلامي
كتبي و أقلامي
رفاقي و أوهامي
رأيتني عائداً من مدرستي
تعانقني أمّي
و تعتني بإطعامي
حلمتُ بغرفتي ..
بسريري و نافذة جيراني
آهٍ يا آنستي
ما أورقت ابتهالاتي
و لا دامت فرحتي
إذ مددتُ يدي
لامستُ أكوامي
روتها دموعُ آلامي
نفترشُ الأرضَ
نلتحفُ السّقفَ
و نرسمُ على أشرعةِ الرّيحِ
طريقُ عودةٍ للأمانِ
أنا الحلبيُّ
و قد نصبتُ للتاريخِ قاماتِ
عطّرتُ إسمَ بلادي
في كل المحافلِ و الجهاتِ
أنا الحلبيُّ سيّدتي
و قد سرقوا ابتساماتي
قتلوا ...ضربوا
اغتصبوا و اعتدوا
على أوابدي و مقدساتي
ضمّدتُ جراحي
بملحِ البحر و الموجاتِ
حتى أزهرت شهباءُ
في كلِّ الأزقّةِ و الطرقاتِ
صرتُ أكدحُ وجعاً
درءاً للعَوَزِ و المذلاّتِ
صارَ الحلمُ كابوساً
يقضُّ مضجعَ أمنياتي
و صرتُ ألوّنُ وطني
بكحلِ الدمعاتِ و الحسراتِ