( الأدب ثمرة من أشجار الهدى أو الضلال ) نعم أقول ذلك عن كل كاتب أو شاعر أو أديب أو صحفي قد مكنته الأقدار من جني ثمار اليراع والاستفاضة من ينابيع الحروف الجميلة ! والتمكن من صياغة السطور عبر ما يصول ويجول بالذاكرة من أفكار يلتقطها الكاتب كصياد انتثرت بين قوسه عصافير تميل بأجنحة تتراقص شوقا لصيد ما بأجوافها من عناقيد سامية من الهداية والاصلاح أو عناقيد سامة من الفساد والطلاح ! فمن كانت نيته تنشّأت على الخير أخذ الصياد قوس الفلاح فصوّبه حيث الفضائل وصاد به ما فاح عطره ولاح قطره من كلمات تشنّف آذان السامع وتهز وجدانه من أطايب القول الجميل ! فقد ابتغى فيما ذهب اليه رضوان الله ثم الاستقامة على الطريقة المثلى فلا يداهن مخلوقاً على حساب مخلوق بل يقول الحق صدّاحاً وصدّاعاً له بكل هدوء واطمئنان وقول حسن جليل ! فكلماته تدخل القلب فتخليه من الشر وتحلّيه بالخير ! فيحفظ الناس اسمه ورسمه ويشكرونه ويدعونه ويدعون له بكل دعاء نبيل ! أما من فقد الحياء فلا يفرّق نبله وسهمه بين غراب وبوم أو طاووس نؤوم ! فيداهن المخاليق على حساب خالقه وينصر الظالم على المظلوم فذاك ممن انداح سره وجهره وفكره ونهره صوب غضب الله والدعاء عليه ممن كان سبباً في ابتلائه وبلائه ! فيا أيها اليراع الجميل كن متأدباً بنثر ما لذّ وطاب ودعْ عن كاهليك ما يذَمه الناس وما يُعاب !! الأديب وصفي المشهراوي ...