جزء من /
قصيدة / طائرٌ من نبيذ
للشاعر المصرى / وائل العجوانى
-1-
تحولت الحروفُ فوقَ شفاهنا
من غيومٍ تغسلُ الأغوارْ
إلى نوافيرِ عشقٍ
ماؤها كالنارْ
تحوَّلتْ أنفاسُنا ..
من مراوحٍ للحنينْ
إلى كبرياءِ جرحٍ
يشقُّهُ السكينْ
فكيفَ يمكننا ..
مواصلةِ العزفِ ..
إذا كانَ كلُّ وترٍ ..
تلمسهُ أصابعنا ..
يتفجَّرُّ فى عروقنا
كفوَّهةِ البراكينْ
وكيفَ يمكننا استعادةَ عقولنا
وقد حجزتْ أسرِّتها ..
لألفِ عامٍ قادمةٍ
فى مستشفى المجانينْ !
-2-
اعطنى أصابعكِ كى أُقبِّلها
يامَنْ تحومينَ فى صدرى ..
كطائرٍ من نبيذْ
ما عدتُ أُفرِّقُ بينَ نصلكِ الماخرِ فى أعصابى
وبينَ طلقِ رعودكِ العتىِّ اللذيذْ
اصمتى قليلاً ودعينا نتواصلُ
بلغةٍ جديدةٍ مُبتكرةْ
لغةٌ ٍ تتشكَّلُ من عروقنا
لغةٌ ٍ تتشكلُ من دِمائنا
لغةٌ ٍ مُنتقاةٌ من أجنحةِ الطيرِ
ومن قُبلةِ الضوءِ ..
فى ثغرِ المجرَّةْ
-3-
اعتلينا أوجاعنَا ..
كما يعتلى الصقرُ أكتافَ السماءْ
وكما تعتلى الريحُ ..
أنهارَ الشتاءْ
توضَّأنا من دموعنا
وصلَّينا للحبِّ صلاةً
صهرتْ ثلوجَ القطبِ الشمالى
بجدائلِ الشمسِ المُستريحةِ
فوقَ خطِّ الإستواءْ
قصيدة / طائرٌ من نبيذ
للشاعر المصرى / وائل العجوانى