قراءة في ( مفازة من الصمت ) ل عدنان عبد غركان
كرار حيدر
اختار ( عدنان عبد غركان ) درباً اكثر بلاغة من الصمت الذي احتوى كتابه ( مفازة من الصمت ) أو الوجع ربما.
ترفعت تلك المفردات بطابعها السومري وأنغام الأهوار فكانت فصيحة وافرة بكثير من اهات القصب وحكاوي آخر النهار في اركان مقاهي الناصرية.
تنهال التساؤلات كم احتاج ( عدنان عبد ) من وجوه ومرايا و صباحات ليلون اصفرار ٥٤ صفحة بسبعة عشر قصيدة نثرية تمايلت بين البسمة الممزوجة بالحزن تارة وبين الإشراق الذي ارتدى ثوب الغموض تارة اخرى.
وفي جولة عميقة على أرصفة أحرف ( عدنان عبد ) ، لم تكن تلك النصوص الا عصارة لغة نقية وصور لم يخلوا منها التعقيد الذي تجمل في كثير من جوانبه ولعله ارتدى ذلك الثوب لعمق المعاناة أو احتاجت الصور بروازاً لكلماتها التي وجدت في العقدة هيبة ووقار.
أدهشتني تلك اللغة في ( منابت القصب ) وكأنني أتجول في سومريات عباس الغالبي ، الحزن الذي احتوى ( هكذا كان أبي ) يحتاج لألف عباءة ليل ليهدئ ، ( الحناء ) تلونت بالأمل كثيراً وكم تروق لنا تلك الألوان.
امتازت قصائد المفازة تلك باستخدام مفردات كانت بمثابة جواهر تزينت بها الصفحات مثل ( الأقحوان ) ، ( الجلنار ) و ( الليلو ) ، كما تتجلى ثقافة الكاتب بشكل واضح حين تطرق الى ( قصة اوديب ) و ( ملوك لكش ) ليكمل قطعة القمر خاصته بأبهى حلة.
ومن الجدير بالذكر ان ( مفازة من الصمت ) يعتبر النتاج الثاني ل ( عدنان عبد غركان ) بعد موسوعته لتاريخ مسقط رأسه مدينة الرفاعي بعنوان ( تاريخ مدينة الرفاعي ).