مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 على سبيل .. ماذا أستطيع أنّ أقولَ أكثرَ ؟ بقلم الأستاذة : فوزية أزدمير // مجلة نجوم الأدب والشعر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




على سبيل .. ماذا أستطيع أنّ أقولَ أكثرَ ؟ بقلم الأستاذة : فوزية أزدمير // مجلة نجوم الأدب والشعر Empty
مُساهمةموضوع: على سبيل .. ماذا أستطيع أنّ أقولَ أكثرَ ؟ بقلم الأستاذة : فوزية أزدمير // مجلة نجوم الأدب والشعر   على سبيل .. ماذا أستطيع أنّ أقولَ أكثرَ ؟ بقلم الأستاذة : فوزية أزدمير // مجلة نجوم الأدب والشعر I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 22, 2015 12:09 am

على سبيل .. ماذا أستطيع أنّ أقولَ أكثرَ ؟

ينامُ البعض وقوفاً كالأحصنةِ ، وتهتزُ رؤوسً كبندولِ ساعةٍ ، يبتلعُ الليل النهار ، ويلفظُ البحر المرأةُ العمياء ، ويختفي وجه روبن هود في حلكةِ كوابيس الأحلام ، حُلمُ الفراشة ظلّ يسكننا .. البرقُ والنيرانُ والمطرُ .
هناك حقائقٌ بلِا حدود ، وأشياءٌّ تنفد ، تُلتمحُ العقاربُ تحت ضوء القمر ، تبرز نقوش كثيرة بارزة ، تبدو مهيبة على صدرِ المكان ، والصمت وحدهُ .. الصمت قادر على تحفيزِ أصواتٍ بداخلنا ، تبدو لأناسٍ آخرين قد شلّت الصدمة لسانهم ، نطمئن لهم ، يرشدوننا إلى أماكن غير مألوفة !!
هو ذا الأمر بهذه البساطة ، الطريق الذي يقودُ من البحر إلى النواقيس ، الطريق الذي يقودُ من الحبْر إلى شكسبير ، مِنْ الزهرةِ إلى أيديّ حفّاري القبور ، مِنْ كادَ حتى حتماً !!
ثمَّ تنطلقُ من جديد حكايا مِن حكايات الوجوه ، لا أحتاج لتخمين القصص التي تختفي وراءها ، فكلّ وجهٍ بحكاياتهِ يبوّح .
رعشة تسلّلت من أعماقي إلى أطرافي ، أتخمتني الهموم الشاحبة من قهر الحياة المثثائبة ، وأثخنتني الجراح ، وانكسرت قارورة العطر ، لتشرب الناس من كأسِ الحقد ، لم تبقِ ليّ الدُنيّا شيء من الأحلام .
سأمطر حزنيّ الذي كان ما يزال ينهمرُ في داخلي ، لأرقد بسلام .
لا أدري كيف خرجت جافّة من فمٍ بلِا ريق ولا لسان !
مثلَ حشرةٍ في كأسٍ مقلوب ، أمسك بقدمها بكفيّ ، أضغط باطنها بإبهاميّ ، تّتخلل كفي أصابع قدمها ، أحكم قبضتي ، أواصل الضغط تشرّع وجوههم مُنعكسّة على عدسةِ مرآةٍ ، تتعامل معها بإزدواجيّة غريبة ، ويبقى ذاك السّر الدفين في حنايا سطحها الصقيل ناعماً كالحلم ، تتكلّمُ لغةَ ورقٍ مُمزَّقٍ ، على الرغم من أنّها ليست سوى أنفاس مكتومة برملٍ قاسٍ .
كمن يقّفُ في منتصفِ جسرٍ ممتدٍ بين عالمين ، عالم طفولة مطمئنة لمصيرها ، وعالم رجال ونساء يصارعون حياة مجهولة الأفق .
الريحُ السوداءُ التي تضيف إلينا أجنحةَ ملاكٍ سقط ، وتلتهمُ في الغابةِ قلبَ النهار ، التي تبحثُ عن البلورِ المكسور للبيتِ المقفل ، حيثُ تنحتُ نجمةَ الموت في الصخر المسلوخ عن الشمس .
تبتعدُ أصوات الضحكات .. تتلاشى الأغنيات ، أواصل السير ، تتناهى إلى سمعي أصواتٍ أخرى ، تأتي من البعيد ، بكاء .. رجاء .. ترتيل .. صلاة وشكوى وأنين ، ويواصل الصقيع يشحذُ سكاكَينهُ ، والفطر ينمو في الأحلام المجروحة .
والخدّر ينتشرُ في رأسي ، وشيء يشبه دبيب النمل يتصاعد إلى صدغيّ ، وينحني ظهريّ وأشيخ .
فزعت ، لا غفّارة لنا ، نحن ابنا تلك اللحظة ، الكلابُ التي تأكل فضلات حياتك ؟
تمرُّ ساعاتي ، تمرُّ لياليّ ، أيّ مصير ينتظرني هنا ؟
الندوبُ ضرباتٌ لا تُنسى !!
احتشدت الصوّر في رأسي ، واستفزت لها حواسيّ ، اليوم سمعتُ الشمس تسأل الوردة :
أوّ لمَ تتعبي مِن الانتظار ؟
النحل لا يأتي ، غريب أمر الموت ، يتحرك ببطء ، يبحثُ عن شخصٍ ما يسلب حياته .
كانت نسمة واحدة كافيّة لتغسل الرماد من عينيّ ، في الغد سستتبخر المياه مع الشمس ، والرمل يلامس وجهي مع هبوّب الريح من بغداد .
المغيب أجمل دوماً متى وشحتهُ سُحبٌ غير متناسقة ، ويستحيل المطر قوس قزح ، عندما يلامس خدّ الشمس ، ويذهلني الغفران وردة بلِا شوك ؟
كمّا لو كانت مفاجأة دائمّة ليّ لهذه ( الأنا ) التي لم يوجدها أبي أو أمّي ، لأنّني سأحيا ببراءةِ طفلٍ ، كمّا لو أنّني أفعل كل شيء للمرّةِ الأوّلى !!
فتسأل السّموات زيوس .. لكّن أيّ معنى ؟
كيف أنّ لا تكون عبد السلام ؟
يقودني أرنب أليس إلى حفرّةٍ ، تفضي إلى بلادِ العجائب ،أبحثُ عن شيء غامض ، كان ينبتُ فيَّ قوياً كالطحالب ، وبارداً كسكّين الساموراي ، أغمضُ عينيُ المرهقتين المثقلتين بشيء غامضٍ بين الواقع وحُلم غريب .
أقاربُ حدودَ النوم في درب انفلاتات الأشياء ليومٍ واحدٍ في مدفنتي السرَّيّة ، أغلقُ كوني عليّ ، أطفئ ضوئي من الظلّ إلى الحُلم ، أنا لا أُريدُ ظلمةً ودخاناً ، ومناطق متوحّشة في الروح ؟
على الرّغم مِن الضباب بدت ملامحهم واضحة بعض الشيء وظلّهم أيضاً ، تَسرّبت من وراء فجوّات القطع الخشبيّة المواربة .
كانت تتنفس بهدوءٍ وسكينة ، أو هكذا تخيل ليّ ، رحتُ باتجاههم وأنا أحاول أن لا أصدّق ، هربوا منّي داخل كتلة الضباب ، لعنتُ الشيطان .. لم يكّن هناك أحد ؟
هممتُ بالخروج ، وكأنّ ظلّي الذي انسحب عني ، خلّف وراءه فراغاً ، سمعتُ نشيجهم الداخلي ، وأنا أبلعُ صوتي بأظافري وأسناني ، وأنا أُريدُ أن أمنحَ الكوّن شكِل الحياة ، وقبل أن أصل يصبحُ وجهي واحداً مِن هذه الوجوه الشّاحبة ؟ !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
على سبيل .. ماذا أستطيع أنّ أقولَ أكثرَ ؟ بقلم الأستاذة : فوزية أزدمير // مجلة نجوم الأدب والشعر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: إرشيف الكاتبة سامية عبد الرحيم-
انتقل الى: