مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الخيط الرفيع بقلم الأستاذ : إيهاب بديوي // مجلة نجوم الأدب والشعر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




الخيط الرفيع بقلم الأستاذ : إيهاب بديوي // مجلة نجوم الأدب والشعر Empty
مُساهمةموضوع: الخيط الرفيع بقلم الأستاذ : إيهاب بديوي // مجلة نجوم الأدب والشعر   الخيط الرفيع بقلم الأستاذ : إيهاب بديوي // مجلة نجوم الأدب والشعر I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 22, 2015 12:34 pm

الخيط الرفيع
ابتسم في يأس وترك المكتب بعد أن تداعت أركان الواقع من حوله، متثاقلا مهموما بدأ في جمع حاجاته الشخصية. كانت الساعة الأخيرة قبل العطلة الأسبوعية حين جاءه مدير إدارة شئون الأفراد يخبره بقرار الاستغناء عنه، لقد فعلها المتآمر الفاسد بعد دفاعه عن أصحاب الكفاءات الذين تم الاستغناء عنهم في الشهر السابق، جلس يأخذ أنفاسه من جديد، ثم استجمع كل شجاعته ومعها إحباطات السنوات الماضية وقام بالهجوم على مكتب المدير العام، وجد رؤساء الأقسام المتآمرين يجتمعون للقضاء على أحلام مجموعة جديدة من العاملين بحجة الأزمة الاقتصادية مع أن راتب المدير منهم يساوي رواتب جميع العاملين في قسمه، ثار أكثر واشتعلت كل جنباته وطفت كل عذاباته فأطلق صيحة غضب ينعتهم بالظلمة القتلة... فوجئ المجتمعون بهذا الهجوم المفاجئ فثبتوا في أماكنهم رغم أنهم ستة وهو فرد واحد. تجمع الموظفون في الخارج على صوت الجلبة ثم حضر فرد أمن وأشهر سلاحه في وجهه عندما وجده ممسكا بقطعة زجاج بعد أن ضرب على طاولة الاجتماعات ويده تنزف.. دفع أحد المتعاطفين مع ثورته فرد الأمن فسقط السلاح من يده . أسرع بالتقاطه وطلب من الجميع التزام الهدوء والتجمع في مكان واحد وإغلاق هواتفهم المحمولة، نظر إلى زميله الذي دفع فرد الأمن شاكرا دون أن يتحدث، أومأ برأسه بينما وجد التعاطف في عين كل زملائه... سمع الجميع صوت سيارات الشرطة فأدرك أن أحدهم أبلغ الشرطة، أغلق باب غرفة الإجتماع الضخم بإحكام من الداخل، التفت إلى الستة القابعون في رعب عند ركن الغرفة، تلذذ بنظرة الرعب التي تتملكهم، ضرب على المقعد القريب بيده مهددا فانطلقت رصاصة من السلاح استقرت في كتف رئيس أحد رهائنه. صرخ مَن في الداخل ومَن في الخارج في رعب، سمع من الخارج من يرجوه ألا يضيع مستقبله من أجل مجموعة من الكلاب، بينما كان الوضع في الداخل أكثر سوءا بعد أن ظهرت الدماء، صرخ الجريح في ألم طالبا الرحمة، استجمع شتات نفسه ثم صرخ فيه: وأين كانت هذه الرحمة وأنت تتلذذ بالضغط على العاملين معك. من يصدق أنك تسببت في أزمة قلبية لشاب في الثلاثين من عمره.. لعِلمَك: أنا لم أطلق الرصاص متعمدا، لقد اختارتك الرصاصة من بين الجميع. همَس له رئيس مجلس الإدارة والرعب يسيطر عليه أنه سيسامحه وسيعيده لعمله بترقية وزيادة في الراتب. ضحك في جنون والدموع تملأ عينيه ثم صرخ فيه: أيها الكاذب المخادع، خمس سنوات الآن منذ آخر زيادة محدودة في راتبي وأنت تحيلني للعام التالي متحججا بعشرات الأسباب الواهية مثل الخسائر المتلاحقة الكاذبة وتتناسى أنني محاسب عمله هو الأرقام. ولم تمنعك هذه الخسائر الوهمية من رفع رواتب وبدلات هؤلاء الفشلة حتى تضاعفت عدة مرات ليغضوا النظر عن سرقاتك، أيها الفاشل، لن تخرج من هنا حيا، سمع طرقات على الباب، صرخ من الداخل: أية محاولة لاقتحام الغرفة سوف أقتلهم جميعا، تحدث الصوت الخارجي معرفا بنفسه: أنا قائد شرطة المدينة، ونحن هنا لمساعدتك، أرجوك افتح الباب، نحن معك.
ضحك بسخرية يائسة صائحا: لن أخرج، ولن أسمح لأحد بالدخول، حدثه رئيس الشرطة قائلا: اسمع. لقد وفرنا لك عملا أفضل في مكان آخر، نحن نتفهم الموقف، أخرج الآن، كل دقيقة تمر يزداد وضعك القانوني سوءا.
أجابه: لا شيئ يهم الآن، يكفيني ما حدث طوال حياتي، هؤلاء القتلة يقتاتون على دماءنا وشبابنا، سأجعلهم عبرة للجميع، سأحرر الخوف الذي في الصدور.
كان إصراره يزداد علي عدم التراجع، طلب منهم أن يجلسوا في مقاعدهم، ثم طلب من رئيسهم أن يربط أقدامهم جميعا معا، بعد أن انتهي طلب منه الجلوس على مقعده ثم ربطه من قدمه بإحكام، وضع أمام كل منهم مجموعة من الأوراق ثم طلب منهم أن يكتبوا كل سيئات حياتهم وجميع المكائد التي صنعوها، ووعدهم أنه سيخرج أكثرهم صدقا، نظروا إلى بعضهم ثم بدأوا في الكتابة تحت إلحاح سلاحه.
دق جرس الهاتف بعد أن رفض الحديث إلى من خَلف الباب، كان صوتا جهوريا غاضبا: اسمع أيها المجرم. لو لم تخرج الآن مسلما نفسك فسوف نقتلك....
أصابته الكلمة بالجنون فأطلق رصاصة في السقف ثم صرخ فيه: المرة القادمة ستكون في رأس رئيس مجلس الإدارة عضو مجلس الشعب والوزير السابق، أو اللص الكبير، أعلم أهميته لكم، ولكنه مهم لي أيضا.
أجابه هذه المرة رئيس الشرطة قائلا: أرجوك أن تهدأ وسوف نحقق لك كل طلباتك، ولكن يجب أن تخبرنا أولا ماذا تريد.
فكر قليلا ثم أجاب رئيس الشرطة: بعد نصف ساعة سوف أبلغكم بمطالبي.
أغلق الخط ثم تحدث إلى رئيس مجلس الإدارة قائلا: ماذا أطلب منهم أيها اللص الكبير. لك خبراتك الكبيرة في سرقة مال الشعب ومقدراته. وتهريب الأموال للخارج. ما رأيك أن تعطيني نصف ثروتك التي في سويسرا. أليست في سويسرا؟ بل أكتب لي كل أملاكك الآن.
أسرع إلى الهاتف يطلب مديرة مكتب رئيس مجلس الإدارة. أجابه رئيس الشرطة ليسأله عن مطالبه. طلب منه أولا أن تدخل السيدة سعاد. وافقت رغم المخاطر لأنها تعرفه كما يعرفها. كيمياء مقاومة الفساد والاعتراض على الوضع القائم مشتركة بينهما.
دخلت في حذر شديد لا يخفى خوفها رغم كل شيء، أغلق الباب بعنف خلفها وأحكمه، نظرت إلى العيون المترقبة المرعوبة فبرقت عينها بالفرحة الرضاء الذي لم يخفى عليهم فصاح رئيسها: ما بك يا سعاد؟ هل أنت فرحة لرؤيتنا في هذا الوضع؟ ارتبكت قليلا ثم غمزت له لتوهمه أنها خطة ما. ابتسم بعد أن ابتلع الطعم ثم تحدثت إلى صديقها الثائر قائلة: اسمع يا فريد، الوضع سيئ جدا في الخارج، قوات الأمن تحاصر المبنى أخلت الدور لكنها منعت أحدا من الخروج، هناك قناصة مستعدون لقتلك بمجرد أن تسنح له الفرصة، يجب أن تنهي هذا الوضع في أسرع وقت ممكن.
فريد: اسمعي يا سعاد، لا تراجع الآن، لقد تجاوزت خط العودة، لقد طلبتك لأني متأكد من أنك تعرفين كل حسابات هذا الفاشل الفاسد داخل البلاد وخارجها، أريدك أن تخبريني بها.
نظرت إلى رئيسها الذي غمز لها قائلا: أعطيه ما يريد. كل حساباتي في الخارج. وخصوصا سويسرا.
ابتسمت وهي تنظر لفريد الذي طلب منها الجلوس على جهاز الحاسب الخاص برئيسها في جانب مستقل من الغرفة وتفتح له حسابا سريا في أحد البنوك الوطنية وتنقل إليه كل أمواله في العالم.
نبهته إلى صلات رئيس مجلس الإدارة الوثيقة بأعضاء الحكومة وسهولة استرجاعها.
نظر إلى الرجل الكبير قائلا: أيها الفاسدون، جعلتم الوطن ساحة مستباحة لكم، أحطتم بكل شيء وبعتم كل شيء، حتى لو كان الوطن حفنة من تراب، سنحبه، ولكن بدونكم.
طرق إلى الأرض هو يحدث سعاد قائلا: افتحي حسابا في أية دولة ترحب باستقبال اللصوص ولا يمكن تتبعه.
لمعت عينها وهي تأخذ بياناته الشخصية وتبدأ في تحويل الأموال من الحسابات التي تحتفظ بها في ذاكرة خاصة على الانترنت.
بدأ الشعور بالخطر يجتاح رئيس مجلس الإدارة مع توالي تهنئة سعاد لفريد بنجاح تحويل الأموال من حساب تلو الآخر حتى صاح فيها: أيتها الخائنة. لقد كنت تخدعينني؟.
نظرت له باحتقار قائلة: أيها الفاسد العجوز، أيها المفسد الكبير، كم براءة أنهيتها وكم حلما قتلته، استغللت مناصبك الحكومية حتى الوزارة لصنع ثروة ضخمة من الحرام، تاجرت في كل شيء، حتى مستقبل الوطن غامرت به، أنت الخائن وأمثالك.
في غضب ثائر صاح فيها: لن يكفيني قتلك أيتها العاهرة.
فوجئ بفريد يضربه على وجهه بعنف شديد حتى سال الدم من فمه قائلا: أيها الفاسد العاهر، نحن نسمع عن الجرائم التي كنتم وما زلتم تفعلونها، عرفت من سعاد عن تهديدك لها إن لم تفعل ما تريد، استحللتم كل شيء، اليوم جاء وقت الحساب، هيا أكمل اعترافاتك كلها، كل مال حصلت عليه، كل من ظلمتهم، كل من أجبرتهم على الإنحراف.
ثم أمر الباقين بالإسراع بكتابة اعترافاتهم.
لم يحتمل الرجل الكبير كل هذه الإهانات فصاح فيه:
ومن أنت؟ مجرد محاسب لا قيمة له ظل أكثر من عشر سنوات لا يفعل شيئا غير السماح بركوب الآخرين عليه، أنت مجرد درجة نطأها بأحذيتنا لنرتفع قليلا، تحتمي خلف سلاح لن يغير شيئا من حقيقتك الحقيرة.
أصابته الكلمات المتعالية المغرورة في مقتل، لكنه تمالك نفسه قائلا:
عندما اقترح العلماء النظام الاقتصادي العالمي الجديد في القرن السابع عشر كان الغرض توزيع الثروة بالعدل وكسر سطوة رجال الدين الذين يحرمون كل شيئ. للأسف الشديد ظهرت طبقة اللصوص ومصاصي الدماء الذين يستحلون كل شيء بحجة البحث عن الربح مهما كان الثمن، أنتم مجموعة من الذئاب التي تستغل أمثال هؤلاء الكلاب الجالسة معنا للضغط علينا ومنعنا حتى من الأحلام، تربون فينا الخوف والخضوع والرضا بالذل بحجة الحفاظ على الاستقرار الذي يضمن لكم الاستمرار في سرقتنا، نهايتكم في صحوتنا، لن أعود لما كنت عليه أبدا.
دق جرس الهاتف فأسرع بالإجابة، كان رئيس الشرطة يسأله عن طلباته. أجابه هذه المرة قائلا: خلال ساعة من الآن أريد إعداد سيارة كبيرة تتسع لنا جميع، وأن تبتعد جميع القوات عن المبنى، أية محاولة للغدر سيقتلهم وينتحر.
كانت الشمس قد غابت، راجع اعترافات الجميع، ضربهم جميعا على وجوههم صائحا: أيها الكاذبون المتجملون، ليس هذا كل شيء.
فوجئ ببكاء أحدهم وهو يقسم أنه لا يذكر غير ذلك وأنه تائب ومستقيل من العمل ومن الحياة.
راجع ما كتب فإذا بها عشر صفحات تقطر غدرا وظلما وخيانة، ابتسم في ألم وأخبره أنه سيفي بوعده له وسيتركه هنا.
كانت سعاد قد أنهت نقل أموالهم جميعا بعد أن أجبرهم على إعطائها أرقام حساباتهم إلى حسابه الجديد.
أعطته ورقة فيها رقم الحساب الجديد ومكانه. قام بتحطيم الحاسب الآلي ثم أحرق الورقة أمامهم.
التفت إلى رئيس مجلس الإدارة قائلا: كل أموالكم الآن أصبحت باسمي، لا يمكن أن تقتلني، لو دخلت السجن فلن أخبرك بشيئ، سنخرج جميعا في هدوء ووجوهنا مخبأة بالقمصان، سأعطيك عصا تشبه المسدس و تسير خلفنا، أية حركة غدر سأقتلك قبل أن يقتلوك.
خرجوا في هدوء، سعاد في المقدمة، صفين خلفه هو فيهم شاهرا سلاحه تحت حلته، بينما رئيس مجلس الإدارة يسير خلف الجميع مذلولا مقهورا مرعوبا.
ركبوا السيارة المعدة لهم في حراسة الشرطة وسط هتافات مؤيدة وصيحات باسمه من جميع العاملين بالشركة، قادتها سعاد بسرعة عالية، بعد عدة مناورات ومحاصرات خرج إلى الطريق الساحلي، حررهم ثم انحرفَت بالسيارة لتسقط من فوق أحد الجسور ، قبل أن تصل السيارة إلى الماء كان قد تحرر من كل خوفه كما حرر جميع العاملين في الشركة.
كانت الشرطة قد دخلت خلفهم الغرفة التي كان يحتجزهم بها، وجدوا اعترافات الجميع، كماوجدوا ذلك التائب الذي رفض اخبارهم عما دار بالغرفة. أغرب ما وجدوه كان المسدس نفسه!
إيهاب بديوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخيط الرفيع بقلم الأستاذ : إيهاب بديوي // مجلة نجوم الأدب والشعر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: إرشيف الكاتبة سامية عبد الرحيم-
انتقل الى: