القـــصور الـــذاتـــي :-
... قد يقصر الطالب فى تحصيله الدراسي فى مرحلة من المراحل ، ويتسرب من المدرسة هرباً من التبعات المدرسية ليواجه مصيره بعد حين ، وربما يهمل المهندس في الإشراف على تشييد البيوت والمنازل ، ويترك الأمر لصغار المقاولين ، وتكون النتيجة كارثية بالطبع فتنهار العمارات والأبراج الشاهقة على رؤوس ساكنيها ، وأحياناً يتقاعس الطبيب عن آداء عمله بأمانه ويخالف قسم أبي قراط أملاً في ذهاب المريض لعيادته الخاصة لتلقى العلاج هناك . حتى زعيم الأمة عندما يتربع على عرش السلطة لعقود متقدمة يسجن مواطنيه ويحبس معارضيه ، وينفى مناوئيه ، ويغلق الصحف والمحطات ، ويصادر الرأي الآخر ..أنما يزج بلادة لغياهب المجهول .تُرى إنه القصور والضياع بعينه ، وأخيراً نلوم الظروف والأيام والحظ العاثر . لعل الشاهد الوحيد فى القصة يكمن في القصور الذاتي الذي يتيح للغرب كي يسيطر علينا ، ولا سبيل للتخلص من تلك السيطرة إلا بالتخلص من ذلك القصور ... وطاب نهاركم .