يا معبدا بين السماء والأرض بقلم الأستاذة : جليلة مفتوح // مجلة نجوم الأدب والشعر

زائر

يا معبدا بين السماء والأرض

فلسطين
يا إرث الجراح
جف الدمع لطول
وصلة قطع الرقاب
أتوه بركعات زمن
لا يذكر منك إلا
تراتيل الصلوات
وبطولات بالألقاب
يراقصني الصليب
فتعانقني الثوراة
وأختضن القرآن
فيختلط بعمقي
سلاطين الكتاب
البندقية كالعصا
وموت تعود النفخ
فيك بمر الخراب
وأريدك ...
عروسا كنعانية
تتجلى بين حمر
الخمر فتزف عند
الآذان وراء براق
بكحل الأهذاب
تدق لأنفاسها
الأجراس بالتراتيل
و تحيا بالأنخاب
رثوك بأنواع البكاء
ناحوا عليك بالأرواح
تحت ظلال الغصب
وبدع الاغتصاب
ناحوا عليك بأعين
لامعة وأخرى لفها
وجع السراب
لكن أنا يا فلسطين
أحج بروحي إليك
يسرى بناظري إلى
قبابك من الأبواب
إلى وجوهك بنفحة
الحلم وحفرالملامح
بقرون العذاب
أرفض كره بعض
دمك وانحيازي لآخر
كما ذكرك باقتضاب
وجعك يخترق
المسافات لينخر
نومي بالمثقاب
يؤرقني بالرؤى
برعب الكوابيس
وحملقة الأنداب
تشل يمين وتقطع
شمال ويعلق
أبرياء من الأذناب
بين هول ما نحياه
تسقط رؤوس من
الصوامع بلا حجاب
يئن تاريخك...
بالتناقضات مجللا
بعفن الدم وطهر
رسالات الألباب
أدفع عني عصورا
من النور والغبار
فأكتوي بالرهاب
أمحو ابدية القيامة
بحملات العهر و
توسعات الأصحاب
كأني بقابيل يضحك
جنونا حين تيقظ
ودمه قد سفك
بيده فجهل خرافة
الصبر والثواب
كأني بهابيل لا
يعرف أميت أم
يلقي بأحجار
حفرته منازعا
بين اللحد والتراب
كأن وحشية الأخ
تنسيني..
ذبائح ابن العم
والجار والأغراب
وأريدك منارة الفكر
بر الأديان ومجمع
أولياء السلام
بلا أشباح عتاب
أريدك نعيما يروي
بموج الدم شجر
زيتون بمجازر الحطاب
فتربعي معبدا بين
السماء والأرض
بأمر هادم الأنصاب

جليلة مفتوح