فينا مساكن
خَشِيَت دوماً أن تمد يدها إليه لتمسك به،لأنها على يقين بأنه كالهواء، لكنها كانت تستشعر وجوده من حولها، ولا تراه بغير قلبها.
حاولت مرة ان تلتقط حروفه بين اصبعيها، لتلثمها شفتاها، لكنه تسرب ورحلت هي، وما زالت في سعيها اليه.
اشفق عليها ذات مرة ولدها وسألها عن حاجتها اليه، فأجابته بانها بدونه لا تتذوق طعم الاشياء،فهو شهد أيامها،ومنه مُر احزانها، به تعرف حقيقتها من خيالها، ونجاحها من فشلها، فهو من اعتاد أن يئن لوجعها ومن تنزف هي جرحه.
فإن وجدناه يا أمي؟
سنرتمي في احضانه لنتذوق طعم الأمان!
أسرع الطفل ورسم خريطة بأصبعه على صدره وحضنهما....