مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شيزوفرينيا بقلم الأستاذ : عبد الله خزعل // مجلة نجوم الأدب والشعر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




شيزوفرينيا بقلم الأستاذ : عبد الله خزعل // مجلة نجوم الأدب والشعر Empty
مُساهمةموضوع: شيزوفرينيا بقلم الأستاذ : عبد الله خزعل // مجلة نجوم الأدب والشعر   شيزوفرينيا بقلم الأستاذ : عبد الله خزعل // مجلة نجوم الأدب والشعر I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 01, 2015 11:25 pm

شيزوفرينيا
استيقظت ليلاً؛ أحسسّت بشيءٍ غريبٍ تسرّبَّ إلى جسمي ؛ فزادني قوة وحيوية،تلمسّتُ يدي: إنها أكثر نعومةً ،ووجهي اختفت منه لحيتي البيضاء ،نظرت في مرآة قريبة وجدتني شاباً في العشرين من عمري.تحيّرت في أمري ماذا أصنع وكيف لي أن أقنع الآخرين بأنني شربت من إكسير الحياة فعدّت شابا قويا لا أشعر بكلّ علةٍ تنتابني؟.فتحت باب الدار وهربت أطوي المسافات إلى عالمٍ مجهول أعود إليه مرةً أخرى ولكنه يختلف عن عالمي المعهود.استيقظ أهل الدار فلم يجدوا أباهم،بحثوا عنه في كلّ مكان وأخيراً وجدوا جثة لقتيلٍ دون ملامح، قربُهُ هوية باسم أبيهم؛ أفاموا مجلس العزاء وأسقطوا اسمه من حياتهم...بعد عشرين عاماً من اللهو عدّت من جديد يحدوني الأمل ويتملكني الحنين .دخلت الحيّ فرأيت معالمة قد تغيّرت ووجوه الأطفال خطّ عليها الزمن مظاهره وعلامته الحتمية.لم يعرفني أحد رغم أني عرفت الكثيرين منهم ولكن دون أن أكلمهم.حتى وجدت امرأة كبيرة لعلها كانت جيراننا ؛ فسألتها عن بيتي وكأنني غريب عن المنطقة؛ فاسترجعت كثيراً وترقرقت دموعها في مآقيها :
-- لقد رحل أهل الدار يابني بعد مقتل أبيهم وموت والدتهم رحمها الله..
-- وأين ارتحلوا يا خالة؟.
-- لقد هاجر بعضهم خلف أخيهم في الخارج والأخ الكبير رحل ولم يترك عنوانه الجديد.
-- وأين أجد من يعرف عنواناً لهم؟.
-- لهم أخت كبيرة تسكن في محافظة قريبة بإمكاني أن أعطيك العنوان إذا ترغب في ذلك.
-- كلا يا خالة فأنا أعرف العنوان.
سافرت إلى تلك المحافظة ووقفت أمام دار ابنتي دون أن أتجرأ لطرق الباب،حتى خرجت منه شابة في العشرين من عمرها تشبه ابتني تماماً وكأنها نسخة منها.تفاجأت الشابة بوجودي أمام الدار فسلمت عليها وقلت لها:
-- أنا ضيف على الأستاذ .
-- أطرق الباب إنهم في الداخل ،والآن تسمح لي فأنا ذاهبة إلى الجامعة.
-- بأمان الله يا ابنتي.
طرقت الباب فنادت ابنتي:
من الطارق؟.
-- أنا أبوك ؟.
فتلعثمت في الكلام خصوصاً وهي تعلم نبرات صوتي.
-- ما تقول؟.
-- أنا أبوك حبيبك الذي كان يحملك وأنت صغيرة .
-- لقد مات أبي منذ عشرين عاماً ،وجدوه مقتتولاً.
-- كلا يا أم زهراء أنا هو ولم يقتلني أحد فقط افتحي الباب وسوف ترين أباك.
-- فتحت الباب ولكن لم تكن لوحدها بل كان معها زوجها وقد تغيرت ملامحه وزرع الشيب على رأسه جنوده بكثرة.
-- أهلا بأبي زهراء أما تتذكر عمك الذي كان يحبكم جميعا؟.
-- هل أنت مجنون ؟لقد توفي عمي منذ عشرين عاما وذهبت بنفسي إلى مجلس عزائه.
-- كلا أنا هو يا ابني صدقني ألا تتذكر صوتي وملامح وجهي؟.
-- أنت رجل اربعيني وعمي تجاوز الخمسين وكانت ملامحه لا تشبهك كثيراً.
وحين ألححت عليهم قال لي:
-- لعلك الرجل الذي قتله وجاء بعد أن سقط الحكم ليدعي مثل ما تدّعي ،نادي على إخوته وجيرانه؛فاحتشد الناس عليّ وبعضهم أخذ يسبني بأقذع الشتائم. في مقر البوليس القريب تكلم الرائذ الذي كان يشبه الطاووس في حركاته:
-- تكلّم أيها الرجل وقل الحقيقة ،كيف قتلت المرحوم ، ومن تكون؟.
-- أنا هو لم أقتل أحداً ولا أدري عما تتكلمون .
-- سأجعلك تعترف باللين أو بغيره.
-- إذن أعطني فرصة أخيرة أكلم بها ابنتي وبعدها افعل بي ما تشاء.
التفت الرائد إلى صهري وأقنعه بالأمر ؛ فجاءت ابنتي وبدأت انا الحديث:
-- زينب مابك ألا تتذكرينني ،سأقول لك شيئاً : كنت في صغرك مع إخوتك أضعكم في عربة صغيرة وآخذكم معي لبيت الأجداد .
عندها انفجرت بالبكاء وقالت:
-- ولكنك تبدو صغيراً بعمري أو أقل فكيف يعقل هذا ؟.
-- هذه قصة يطول شرحها ولكنني أقول لك شيئا واحداً ،أنا شربت من عين الحياة فاسترجعت شبابي ولا أدري كيف كان ذلك ؟.
-- أنت أبي أنا عرفتك من أول لحظة .
عندها انفجرت بالبكاء وأرادت أن تحتضنني فجاء زوجها سريعا وتلها وأجبرها على الخروج وخيرها بيني وبين وأطفالها.عندها جاءني الرائد وقال لي:
-- لقد أعطيتك فرصة لم أعطها لأحد، فقل لي من أنت ولحساب من تعمل ولا تعد لي اسطوانتك المشروخة حتى لا يجنّ جنوني عليك وارتكب بحقك حماقة؟ .
-- أنا عبد الأله الكاتب وليس عندي غير هذا.
-- حسناً أيها الشرطة تعالوا وانتزعوا منه اعترافاً سريعا ،سأكون في الغرفة المجاورة أريد أن أدخن سيجارتي على لحن صوته وهو يعذب؛ فأنا أحب ذلك الصوت المشحون بالصراخ.
اقترب مني الشرطة وأخذوا يضربونني بأنواع (العصي الكهربائية) دون أن أشعر بأيّ ألم،اقترح أحدهم أن يطفئوا أعقاب السجائر بجسدي ،فكانت جروحي تلتئم بشكل عجيب.؛ مما جعلهم يطلبون السماح مني ويقبلون يدي كثيرا .
دقائق معدودة ودخل الرائد إلى غرفة التعذيب فوجدهم يقبلون يدي فاغتاظ كثيراً وقال بعصبية واضحة:
-- هل سحركم هذا المعتوه بكلامه؟.
-- كلا يا سيدي إنه ولي من أولياء الله .
-- بل شيطان مارد وقاتل هارب من وجه العدالة ،ولكنني سأجعله الآن يعترف.
أخرج مسدسه وسحب(أقسامه) وجعله على رأسي وهو يصيح عالياً ،فأفلتت منه رصاصة .
صحوت من غيبوبتي لأجد نفسي وسط مقبرة قديمة وحولي مجموعة من الهياكل العظمية وهم يتسامرون همساً.نهضت من رقدتي وناديت عليهم ؛ فهربوا يمينا وشمالا وتعالت صيحاتهم فأضحت المقبرة وكأنها مسرح كبير لعرض فلم مرعب.
كان بيت الحارس قريباً. اقتربت منه وطرقت باب الدار.ناداني بصوت رجلٍ مخمور.
-- من الطارق في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟.
-- أنا أيها الحارس.
-- هل لديكم جنازة؟
-- نعم.
فتح الباب وما أن وقع نظره على هيأتي حتى ولى فرارا ولم يعقّب.
دخلت الدار وكان فارغاً من أهله.غيرت ملابسي وخرجت لا الوي على شيء إلا الذهاب إلى بيتي القديم ثانية؛ لشيء في نفسي.دخلت في حارتي ليلاً ،وطرقت باب الدار.خرجت زوجتي وهي ترحب بي قائلة:
-- أين كنت لقد أقلقتنا يوم أمس.
تملكتني الحيرة وانتابني الصمت؛ فقامت باصطحابي لغرفتي وأعدّت لي فراشاً وغطاءً سميكا.نمتُ؛ لأصحو بعد ألف عام وأجدني في غرفتي منهك القوى وإلى جانبي شابة صغيرة تشبه زوجتي،فقلت في نفسي لعلها شربت من عين الحياة ،خرجت مسرعاً وتناهبتْ قدماي الطريق العام ومنذ ذلك الحين وأنا أنتظر نفسي ولكنني لم أعد...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شيزوفرينيا بقلم الأستاذ : عبد الله خزعل // مجلة نجوم الأدب والشعر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في بلاديبقلم الأستاذ : عبد الله خزعل // مجلة نجوم الأدب والشعر
» رحيل بقلم الأستاذ : عبد الله خزعل / مجلة نجوم الأدب والشعر
» للبيع بقلم الأستاذ : عبد الله خزعل // مجلة نجوم الأدب والشعر
» ضياع بقلم الأستاذ : عبد الله خزعل / مجلة نجوم الأدب والشعر
» المبارك....بقلم الكاتب عبد الله خزعل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: إرشيف الكاتبة سامية عبد الرحيم-
انتقل الى: