مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ماذا اِفتقدنا؟ بقلم الكاتب فضل أبو النجا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




ماذا اِفتقدنا؟ بقلم الكاتب فضل أبو النجا Empty
مُساهمةموضوع: ماذا اِفتقدنا؟ بقلم الكاتب فضل أبو النجا   ماذا اِفتقدنا؟ بقلم الكاتب فضل أبو النجا I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 06, 2015 10:28 am

ماذا افتقدنا
ماذا افتقدت ، كانت خاصة بما افتقدت شخصيا ، أما ماذا افتقدنا فعامة وتشمل الجميع ،وهو الأدهى والأمر ، فقد افتقدنا اللحمة الاجتماعية وصلات القرابة والجوار والألفة والحميمية في التعامل والاتصال وعدم التكلف وعدم المرواغة والسجية والفطرة.
أين نحن الآن من التعاون المطلق عند الحصاد وأين نحن من التعاون في جني اللوز والبرتقال والليمون والبطيخ ، دون أن نتأفف أو نتعذر أو نتهرب ونطلب مقابلا.
أين نحن من البيدر أو الجرن ودرس القمح والشعير والتذرية لفصل الحب عن التبن بكفاءة منقطعة النظير ثم الغربلة التي تفصل الشوائب عن الحبوب؟
أين نحن من الأم ،تلك الأم التي تعد الخبز بدءا بالحصاد حتى الفرن أو الطابون والصاج.وتعد كل مايلزمها من من قريب ،وتساعدها صديقتها أو جارتها في كل مايلزم وتعيرها بعضا من الزيت والبصل أو السكر ؟
أين نحن من التعاون العظيم الشاق المتعب في بناء البيوت من ألفها إلى يائها ، أين نحن من مجاملة الجيران في أفراحهم وكأنه فرحنا وفي عزائهم وكأن المتوفى من أهلنا ، نسهر معهم نواسيهم نقدم لهم الطعام ونستقبل المعزين ونكرمهم ونخدمهم ونسهر على راحتهم.،أين نحن من السفر لمسافات طويلة للعزاء وعيادة المريض وتقديم الهدايا لهم أو المساعدات؟
بل أين نحن من البهجة التي تلفنا في الأعياد وكأنا ولدنا من جديد ونستقبل الحياة من جديد ، على بساطة ماكانت عليه وسائل الترفيه ومحدوديتها ؟
لايمكن مقرنة تلك بهذه الأيام التي تعددت وتنوعت وسائل الترفيه وافتقدت البهجة والمتعة وتعود منها وقد اعتراك الملل.
هل افتقدنا الأسواق الباذخة التي تعج بالفواكة والخضار والشتلات ومنتحات الألبان ، وكل تلك الحاجيات عضوية وببلاش تقريبا ولا يقوى على شراء مثيلاتها الآن إلا الأثرياء فضلا عن أنها غير معروضة للجميع.
أين منها المنتجات الزراعية الملوثة والمسرطنة والتي تسبب كل الأمراض حتى أنها أصبحت بلا رائحة ولا طعم ولا يشتهيها أو يقبل عليها المستهلك بل قد يتحنبها ؟
أين السيدات اللواتي يبعن انتاجهن من مزارع بسيطة ومن منتجات الطيور والطيور نفسها ، وما يحكنه بأنفسن من الأصواف وليس البولي استر ؟
وأين من تراه يسوق عنزة أو تيسا ونعجة رباها على بقايا الطعام ولم يلقه في القمامة في مثل هذه الأيام؟
وأين البادية الذين يسوقون منتحاتهم من الألبان والصوف بلهحتهم الفريدة والجميلة وبساطتهم وطيبتم وصدقهم فلا يعرفون الحلف على جودة منتجاتهم لترويجها كذبا ؟
لم يعد شيء في حياتنا كما كان لا الشمس ولا القمر ولا السهر واللعب على ضوءه ولا النجوم الزاهرة التي تطرز السماء في أجمل صورة تفعل كما كانت فقد أفقدها برقها وجمالها التلوث الضوئي.ولم تعد السماء كما نعرفها تشق سقفها درب التبانة أو اللبانة وتحتل شمالها بنات نعش اللواتي يحملن نعش أبيهن أربع منهن والبقية تشيعه كما تقول الأسطورة ، أما أنت أيها الأسطورة فقد اختفيت من أفواه الأمهات اللواتي كن يحكينها للصغار للتسلية أو لجلب النوم لعشرة تحت غطاء واحد وغرفة واحدة للنوم وللدراسة واللعب وغرفة معيشة، ولهي على ضيقها أروح من الشقق والأدوار والفلل التي لايرى فيها أحد أحدا.
سقى الله أيام زمان بما فيها وأصلح لنا الحال التي نعيشها ونشكو منها ونزدريها.

فضل أبو النجا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماذا اِفتقدنا؟ بقلم الكاتب فضل أبو النجا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: إرشيف آسمهان الفالح-
انتقل الى: