مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المركز الخامس حسناء محمد على ... المغرب عن قصتها مساحة بيننا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




المركز الخامس حسناء محمد على ... المغرب عن قصتها مساحة بيننا  Empty
مُساهمةموضوع: المركز الخامس حسناء محمد على ... المغرب عن قصتها مساحة بيننا    المركز الخامس حسناء محمد على ... المغرب عن قصتها مساحة بيننا  I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 27, 2015 1:28 pm

المركز الخامس حسناء محمد على ... المغرب عن قصتها مساحة بيننا
مساحة بيننا
في أول اللحظة..
اخترنا لنا مكانا أحببناه سويا.. شربنا نخب أفراحنا الآتية قبل موعدها.. تسللنا من بين عقربي الساعة.. لأن الساعة الآن أنا وأنت.. جلسنا إلى طاولة الحب مستطيلة كانت.. تضمن توازي أحلامنا.. جرعات هيامنا.. وسبيلنا المستقيم.. لنمحص كل مكنوناته.. لا منعرج فيه ولا التواء.. نسير مغمضي العيون .. استرقنا النظرات.. ابتسمتُ بخجل.. مسحتَ محياي.. وتنهدتَ تنهيدتين.. بينهما كدتُ ألفظ أنفاسي.. صمتك الطويل هذا يشي بك.. أتخاف الكلام.. أم أن هيبتك في صيامك.. عيناك لم تنزلا من علي.. تتفحصني.. وكأنك قاصد إرباكي.. حين أشفقتَ على حالي.. نطقت كلمتين لا ثالثة لهما:
- ما الحكاية؟
دموعي كانت على شفى عيني.. تنتظر أبسط همس منه كي تنهمر.. فما عاد بمقدوري الصبر على ما بي.. مللت الصمت على ما أراه.. يدري جيدا أني أكره الأسئلة.. واليوم تمنيته أن يسأل بدل السؤال.. ألفا.. كل الأجوبة معي.. لكن لا أدري أيها تليق بأي سؤال.. بعد صمت طويل.. نطقت..
- أي حكاية.. ومن أين أستهلها لك.. أمن البداية أم من النهاية أم من مفترق الطرق.. متعبة أنا.. أقسم أني تعبت..
علامات الحيرة تعلوه.. فشل لأول مرة في قراءة عيوني.. أخبرني يوما أن لقلوبنا عيونا ترى ما لا تراه عيوننا.. يبدو أن ولا واحدة منها بعد تبصرني.. انزاح من على كرسي الهيبة.. وشد على كتفي ونطق بكلمتين..
- من البداية..
عاد إلى مكانه.. كان مناي التخفيف عن نفسي قليلا .. حتى وإن لم أجد من يسمعني.. إخراج أرقي يكفيني.. حتى أن نفسي اقترحت في لحظة من اللحظات.. السفر إلى المدينة التي لم أسكنها يوما.. أستأنس بحرها.. أتمشى حافية على بلاطها.. ألاقي مياه جبهتيها.. مدن كثيرة لم نسكنها.. لكن سكنتنا.. أَشفقَ علي القدر وأرسله إلي.. فليكن إذن هو مستمعي.. قلت:
- الحكاية.. لا بداية لها.. هي متجذرة فينا.. نفطم بعقدتها.. ونتربى على أحداثها الرئيسية.. ونشيب على نهايتها المأساوية.. الحكاية لم تعد حكايتي وحدي.. القصة لن أؤلفها وحدي.. سنتشارك فيها جميعا.. أردنا أم أبينا.. الحكاية دوامة دخلناها سلفا دون أن نشعر.. لكن نهايتها مازالت مجهولة.. أعياني التفكير فيما ستؤول إليه.. الحكاية حكاية وطن.. أتعلم.. كتبت عنه سلفا فقالوا إنك قاسية فيما كتبت.. هم أعلم الناس بطيبتي.. يتوارون خلف بعض الكذب المطلي أبيض.. فلبيت وسحبت ما كتبت.. راجعت نفسي.. فعلا وطني بريء لا ذنب له.. وهم صادقون.. أنا قاسية.. الذنب ذنبنا نحن أبناء الوطن.. لا ماضي عشناه.. ولا حاضر أسسنا له.. المستقبل أصلا ليس مضمونا.. أتساءل إن كان أحمد مطر صدقا تنبأ بحالنا أعواما مضت.. قال أن رجلا ولد وعاش ومات.. تدارك بعدها قوله كأن وحيا آتاه نبوءة العرب.. فأعاد الصيغة: رجل ولد ولم يعش ومات.. نحن أمة ولدنا ولم نعش ومع ذلك سنموت.. إذن نهايتنا معروفة .. ما يهمني ما بين البداية والنهاية.. ما بين الولادة والموت.. والله لا أستكثر في وطني أن أقول عنه في المدح ما لم ينظم قبلا.. وفي المحاسن ما لم يُقل عن أمة سلفا.. قلمي أبى ذلك.. لم يألف الكذب.. فمضطرة أنا أن أكتب سيناريو الواقع.. تُخرجه النزاعات.. وينتجه البغض.. ويمثله الشعب.. أترى.. حكايتنا معقدة.. ومع ذلك لها حل.. أترى كم كتمت في نفسي.. يعاتبونني لأني أكتب عن الحب.. لا يدرون أنهم لو عرفوا هذا الحب الذي أكتب عنه.. لسلمنا المشاكل منذ زمن.. لو عرفوه لاقتسموه وأرضهم وعشنا في سلام.. ألا يكفيهم جفاف مناخنا؟؟ لم هذا الجفاء في المشاعر؟؟ كلما انتفضنا من عقدة.. غرسنا جذورنا في أخرى على سماد الأولى.. غدا الماضي همنا.. سجينو الأرشيف نحن.. فهل من يقظة؟؟
مازال ينظر إلي في صمت.. شعرت أني أثقلت كاهله بكلامي وهو أصلا لا يبالي.. نطق بنفس العدد كأنه يختزل كل أقوالي في عددنا.. كنا اثنين.. ويزفر بكلمتين.. ويتنهد تنهيدتين.. ويتجرع من كأس قهوته رشفتين.. ليصل إلي يخطو خطوتين.. حتى الفرق الذي بيني وبينه خطان.. سره وذاك العدد أجهله.. هو أصلا رجل الأسرار.. لم يفصح لي عن شيء يوما.. حديثه المختزل في اثنين.. دليل على أن الكلام الكثير.. ينتقص من شخصه شيئا.. أردف:
- ما الحل؟؟
- لا أدري.. وهذه المرة لا أدري صدقا.. ليست تلك التي أتدارى وراءها وأنا عالمة الجواب.. أتخيل دائما إن كان وطني هذا رجلا يمشي ويتحدث.. إن أتانا سائلا عن الأمانة التي تركها لنا.. بم سنجيبه.. أننتكس أمامه لأننا خذلنا العهد.. أم نستعير عذرا من كتاب ثلاثمئة وخمسة وستين عذرا لكل المناسبات.. أم نختلق كذبة غير محسوبة.. لا أدري ما الحل؟؟
بهدوء أعصاب وتثاقل كبير ترك كرسيه متوجها إلي..همس في أذني:
- وداعا إذن..
وفي آخر اللحظة..
لوح بيده ورحل.. تركني مشتتة في المساحة الفاصلة بين الكلمتين.. تحدثت كثيرا وجاد علي هو بالعدد اثنين.. كان كريما جدا.. كنت غبية في اختيار الطاولة المستطيلة.. وكان هو ذكيا في انتقائها.. نسيت أن شكلها المتوازي ضمن توازي كل شيء فينا.. حلمنا.. لقاءنا..آهاتنا..إلا لقاءنا.. مذ متى كانت نهاية التوازي نقطة اللقاء.. رآني في حلمه تدهسني سيارة فأنقذني ورحل.. وأنا الآن بين عينيك أعيد نفس المشهد.. يدهسني كبرياؤك.. فلا تعد لإنقاذي.. ارحل ولا تغب كثيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المركز الخامس حسناء محمد على ... المغرب عن قصتها مساحة بيننا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: إرشيف آسمهان الفالح-
انتقل الى: