مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المركز الرابع عشر سميحة ناصر ... فلسطين عن قصتها زهرة اللوتس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




المركز الرابع عشر سميحة ناصر ... فلسطين عن قصتها زهرة اللوتس Empty
مُساهمةموضوع: المركز الرابع عشر سميحة ناصر ... فلسطين عن قصتها زهرة اللوتس   المركز الرابع عشر سميحة ناصر ... فلسطين عن قصتها زهرة اللوتس I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 27, 2015 2:13 pm

المركز الرابع عشر سميحة ناصر ... فلسطين عن قصتها زهرة اللوتس
زهرة اللوتس
تبخترت بجمالها على حواف النهر ، وجلست تتأمل جريان النهر الذي يتخلله رقصة الزنبقات على سطحه ، ليضفي نكهة جمالية على تأملها ، وجاء هو كعادته يستريح على ضفة النهر بعد يوم شاق في العمل ، جاء الغروب بشمسه النائمة ، فبدأت الزهور بالإنقباض ، فنفضت جسدها عن المقعد تجري صوب النهر، لترى ضمور الزنبقات ، فتطاير شعرها الطويل بهبوب الرياح ، فشده الإنتباه لجمال رفرفته ، فقرر التعرف عليها ، فنفض التراب عن ملابسه ، وبدء الركض بإتجاهها ، ولما صار بالقرب منها توقف متأملا ساكتاً ، وبعد لحظات ... دفنت زهور اللوتس نفسها تحت سطح الماء ، ومالت الشمس للإختباء وراء الجبال ، فأخدت أنفاسها مستعدة للذهاب لبيتها ، أدارت نفسها مئة وثمانون درجة ، فرأته بقربها ، نظرت إليه بغرابه وقالت : هل هناك خطباً ما ؟
نظر إليها ، فتوسعت عيناه تعجباً ، وأخذ نفساً عميقاً ، ورد بصوت مرتبك : لا ، أنا أعتذر منك.
أتت تتفوه بكلمه انتظر ، لكنه برفه عين تلاشى من أمامها ، وفي كحلة الليل جاء في أحلامها ، فرأته فارس أحلامها ، وبدء قلبها بنبضات الحب يتكلم .
أما هو بعد رؤية وجهها ، مشى مهموم البال ، منكسر الأحلام ، وقال في نفسه : هي ابنة الأمير ، وأنا مجرد مزارع ابن فقير ، ومسح عرقه عن جبينه ومضى إلى بيته منكسر الحب .
مضى يومين على ما حدث ، وكانت هي تأتي النهر بالمكان نفسه لعلها تراه ، لكن ... لم يكن يأتي ، أُشغل بالها لعدم حضوره ، فقد تيمم قلبها به وأحبته رغم فقره الذي ظهر على هيئته ، وأرادت البوح له بما يخفيه غلاف قلبها ، وأنها ترضى به كما هو .
شُعلت نار الحب في قلبها ، وعندما ترى تلك الزنبقات البيضاء المتفتحة ترقص ، ترى وجهه الجميل يغني لها ، فيبتسم ثغرها ، وعندما يطل الغروب على النهر، تركض لترى ضمور بتلاتها البيضاء ، وعندما تدفن الزنبقات نفسها تحت الماء ، تعود للبيت .
في اليوم الرابع ، قررت أن تخبئ نفسها بين الشجيرات المنتشرة حول النهر ، لعله يظهر ، وآمالها لن تخيب ، فقد ظهر بجانب النهر ، فقد كان يمر كل يوم وعندما يراها يلذ بالفرار خوفاً من قتله لأنه نظر عيناها ، فجلس وأخد راحته في الإستراحة ، وسرح في تأمل النهر وزهور اللوتس ، وفجأة ظهرت أمامه مبتسمة ، وقالت : مساء الخير .
نهض عن الأرض مرتعشاً ، وطأطأ رأسه أرضاً ، وقال : مساء الخير أيتها الأميرة ، وأعتذر عن وقاحتي للنظر إليكِ .
ضحكت وردت قائلة : لا تعتذر ، فأنا وقعت في شباك حبك من ذاك اليوم ، وانتظرك دوماً هنا لأراك وأتكلم معك ، لكنك لن تأتي .
احمرت خدوده خوفاً ، لكن ... بعد مهلة رفع رأسه ، وتكلم : إن أنتِ وافقتني بما أباح لكِ قلبك ، فإن قوانين قصرك ستعدمني شنقاً وتعاقبك ، وإن وافقت أنا على ما أردت أنتِ ، فسوف تتبرأ عائلتي عني خوفاً من أن يمسها ضرر من عائلتك ، فأنا مزارع فقير وأنتِ أميرة .
زادت ثقته بما قال ، فتحدث لها : ما رأيك أيتها الأميرة ، ألا تجدين كلامي منطقياً .
ردت عليه بنبرة أمر : أنا سأنتظرك هنا ، وسوف نتزوج أنا وأنتَ على ضفة النهر بحلول المساء ، إياك أن لن تأتي .
فرد قائلاً : لن أتي ، فهذا زواج لن يتم ، أنا أقنعت نفسي ، فعليكِ أنتِ أن تقبلين بمنطق الحياة .
أدار نفسه ومشى ، فرفعت صوتها قائلة : إن لن تأتي غداً ، سأرمي بروحي بالنهر، وهو لم يعرها انتباهاً كونها أميرة تحب الدلع ، وأقسم على نفسه أنه لن يأتي النهر مجدداً ، وأن يرحل بعائلته عن المملكة ، لكي ينسيها حبه ، وخوفاً عليها من أسرتها المالكة .
أتى اليوم الخامس ، حضرت نفسها بأن تكون الليلة عروساً ، وأتت بصحبة رجل الدين ، على ضفة النهر ، ليكتب وثيقة زواجهم ، مضت الدقائق سريعاً ولم يأتي ، أشغلت تفكيرها بتأمل الزهور المتمايلة لحناً مع تدفق النهر ، متأملة بأن يأتي بين الثانية واللحظة ، أطل الغروب من جديد ، ولن يظهر ، فأعطت نفسها أملاً جديد بقدومه ، ركضت إلى النهر ، فشاهدت تساقط بتلات الزهرة ونظرت إلى قرنتها الخضراء وهي تنحني نحو الماء لتلقي بذورها لبدء دورة جديدة من النمو ، آلت إلى نفسها بفكرة الموت ، ونظرت بعيناها هنا وهناك لعله يأتي ، لكن ... دون جدوى .
صعدت على الصخور المتراكمه بجانب النهر ، وأغمضت عيناها وقالت في نفسها : لقد صدقت القول يا حبيبي ، منطق الحياة مؤلم جداً ، لعل الموت هو السبيل للتخلص من أوجاع الحب ، نظرت إلى النهر مودعة ، فانتظرت غوص زهور اللوتس تحت الماء لتغوص معها ، وعندما بدأت الزنبقات بالإختفاء تحت الماء قفزت للنهر ، فكتب رجل الدين وثيقة موتها ، وحاول جهده أن يجد ذلك الشاب الذي أحبته ، ليخبره بما آل به مصير الأميرة ، لكن ... دون أمل فلن يجده ، فقرر أن يمشي بين الناس ويقول " قصة زهرة اللوتس التي قد قدمت نفسها قرباناً للحب ".
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المركز الرابع عشر سميحة ناصر ... فلسطين عن قصتها زهرة اللوتس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» زهرة اللوتس ... بقلم الكاتبة الفلسطينية سميحة خليف- مجلة نجوم الأدب والشعر
» المركز التاسع مكرر أسراء عبوشي ... فلسطين عن قصتها نافذة الحياة
» المركز الرابع والثلاثون جميل أبوداود فلسطين عن قصيدة سأصلي .. لن تمنعني
» المركز الرابع مكرر رشيدة خزيوة ... المغرب عن قصتها البحيرة البحيرة..
» المركز السادس عشر نجلاء على ... مصر عن قصتها قلب محتاج للحب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: إرشيف آسمهان الفالح-
انتقل الى: