مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المركز الثالث عشر سعاد سحنون ... الجزائر عن قصتها امرأة فاتنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




المركز الثالث عشر سعاد سحنون ... الجزائر عن قصتها امرأة فاتنة Empty
مُساهمةموضوع: المركز الثالث عشر سعاد سحنون ... الجزائر عن قصتها امرأة فاتنة   المركز الثالث عشر سعاد سحنون ... الجزائر عن قصتها امرأة فاتنة I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 27, 2015 2:17 pm

المركز الثالث عشر سعاد سحنون ... الجزائر عن قصتها امرأة فاتنة
امرأة فاتنة
صمّاء تلك الطبيعة ..تكلّمي، اطردي عنك هذا الوقار ..دافعي عن نفسك صامتةٌ أنت مثلى أنا المراة المقهورة عبر العصور ،انفجري ببراكينك وهزّي الأرض بزلازلك...لا تصمتي لهذا الكائن الوحشي ،إنك مثلي تخبئين أسلحتك ليوم غير معلوم ،يعنفك الرجل بقنابله الموقوتة كتعنيفه للمرأة الصامتة الهادئة الجميلة.
زوبعة تسكنني مثلك ولكن قلبي الدافئ الحنون يمنعنى من الإنهيار ،وقيود التقاليد وسكاكين العادات الضالة تلف حبل التخلف حول عنق الحضارة والتقدم للمراة العربية.
لطالما تساءلت لمذا ينفث الانسان سمه في الطبيعة ويلوث صفائها ؟
هاته العصرنة المخيفة المريبة ،لون الأشجار حمراء، وتلك النّخلة تمورها سامة لوثها الإنسان بشتى أنواع الكيماويات الضارة،والاحتباس الحراري أكمل دوره في خلق فطريات جديدة سامة .
وأنا كذلك يا صديقتي –الطبيعة- قد لوّث صفائي هذا الرجل ،هذا القيد الأزلي ،انقطع صوتي كونه عار،فهل للعار أن يتقدم او أن يختار؟؟
لا زال الرجل العربي يرى في المرأة جسدا بلا روح،كائنا بدون عقل ،أنا أحسدك يا صديقتي كونك تستطيعين الإنتقام لنفسك بالفيضانات والزلازل ...لكنني أشفق عليك حين تنهمر دموع شتاءك باكية كل الفصول السابقة ولكم تصبحين أكثر جمالا عند البرق وصوتك عند الرعد الذي يزلزل قلب الاسود المتوحشة.
ليتك يا صديقتى تتكلمي وتشتكي لى همومك ، فأنا صورة عكسية لظلم الإنسان عليك ... أعلم أنك لست صماء ولا بكماء وإنما خجلك واحترامك الزائد جعلك تخبئين ما بداخلك، افصحي أرجوك بما يجول في خاطرك.
أعيريني ثوبك الأخضر لأحس بالارتياح والصفاء وفي يوم كئيب من حياتى المظلمة أعيرينى صديقتى ثوبك الأبيض المثلج لأرتديه يوم حفلة حقيرة زعيمها صديق حقير فثوبك الأبيض يمحي كل السواد المخيم على هذا العالم،
فارقتني يد أعز صديق ،أبعد يده عني وكأن بي جرثومة إيبولا المعدية . لم يمد يده لي سوى لملامسة أطراف جسدي ، ذلك الصديق الذي لم يصدق يوما سوى في جبنه .
أعيرينى صديقتي سحابة دامعة دما ،أقطر دموعها وأعصر همّها، أريد دموعا تغرق المدينة كلّها ليسمع كل المارة من حولى أنني أغرق في حزن الطبيعة ، عندما يحل الليل ، زتلبسين لآلئ نجومك الساطعة ويزين وجهك القمر المبتسم ، وتستعدين لسهرتك المعتادة بفستانك الطويل الأسود ، تبدين رائعة أتقمص الجمال منك وأرتدي فستاني الأسود الجميل لكنني لا أقبع مكاني ،فالمرأة عندنا مازالت محرومة من إلتقاء صديقاتها ليلا أو أن تتمتع بجمال السماء ،كم يؤسفني أنهم يقودوننا إلى المنازل في وقت تتزين السماء لنا بأبهى صورة ،فنتركها نحن النساء ويبقى معشر الرجال يترقبون جمالها ويتغزلون بنجومها ،أناني هذا الرجل حتى في صحيته مع الطبيعة ،فلطالما تمنيت أن أراك بذلك الفستان الأنيق ولو مرة في الصباح لأنهم يحجبون حتى النوافذ بستائر غليظة . ألم اقل لك انك تشبهينني ؟
ولكم أنت فاتنة في كل خريف عندما تتجردين من ملابسك ، أنا أحسدك على تحررك ،لون ثوبك البني كلون الرّمال الذهبية ، أنت امرأة جميلة حقا فسبحان من صورك وأبدع في تصويرك
أطلب منك صديقتي الغالية أن تتجسدي في صورة امرأة حقيقية لأتمتع بجمالك الأخّاذ إن كنت قد أحببتني فعلا بقدر ما أكن لك من حب .
عمّ الهدوء على المكان وخيّم الصمت على كل الكائنات ،وبرهةً استجمعت الطبيعة كل الألوان الجميلة من حولها وتجسدت في صورة امرأة فائقة الجمال ،حورية من حوريات الجنة أو عروس بر وبحر معا ،تفرقت دهشتي من انبهاري بجمالها الخارق ،
امراة تلبس ألوان قوس قزح ،فستانها طويل له ذيل بمختلف الألوان ،أما شعرها أشقر طويل ذهبي كخيوط الشمس ،لها عينان زرقاوان كلون السماء ووجهها مستدير كتفاحة حمراء ،وكأنها استحوذت على كل جمال الكون الرّباني .
فرحت كثيرا كونها قبلت صحبتي وهل هناك أرقى من الصداقة الصافية النابعة من القلب ؟
قلت لها :هل أنت جائعة ،أتريدين شيئا ؟
قالت مبتسمة: هل أملك كل هاته الخيرات وأجوع؟
ثم مدّت يدها إلى ظهرها وأخرجت أحلى الثمار ،ووضعتها في سلّة خضراء وقالت: تفضلي معي ، تناولنا الطعام سوية، ثم قلت لها : علي العودة الآن ،هل نلتقي غدا في نفس الموعد؟
قالت: نعم بالتأكيد. .
ذهبت بسرعة إلى البيت قبل حلول الظلام ،ونظرت من النافدة للسماء وقلت لها تصبحين على خير يا أعز صديقة.
وفي الصباح الباكر قبل أن يستيقظ أحد ، نهضت قبل بزوغ الشمس وقبل كل الكائنات الصباحية لملاقاة صديقتي الجميلة ،اتجهت صوب الغابة لرؤيتها فوجدتها قرب نهر صغير
قلت لها :هل أنت بخير؟
قالت:ما دام هناك مثلك من الأحباء والمتيمون فأنا بخير، ولكن لدي الكثير من الأعداء.
فقلت لها :وهل أعرفهم ؟وكيف لامرأة رقيقة مثلك أن يكون لها أعداء ؟
قالت إنهم أعداء الخير والسلام ،كل من ينفث الدّخان والقنابل ويشن الحروب بلا أسباب هو عدوي ،انظري لهاته البحيرة لقد كانت صافية ذات بريق هادئ ،واليوم هي راكدة ومعكرة الصفو بفعل الدخان المتكاثف في السماء فاتخذت لون سماءها الرمادي فاختفى اليوم بريقها وتعكرت مياهها .
ثم أضافت قائلة :انظري إلى تلك الأشجار التّي كانت تغطي ربع مساحة العالم، اليوم هي في تناقص دائم ،وكذا البحر قد أصبح الناس يرومون كل فضلاتهم فيه ......
وأثناء حديثها تشكّلت غيمة هموم فوق رأسها الجميل تذرف دموعا غزيرة وأخذ العرق يتصبب من جبينها
قلت: مابك يا صديقتي هل أنت مريضة؟
قالت نعم أنا مريضة جدا، وإن لم تسارعي لإنقاضي سأموت لا محال.
استولى عليّ الفزع وقلت لها :ومدا علي فعله من أجلك يا غالية ؟
قالت لا بد أن توقفي الإنسان على ما يفعله ضد ي من حملات وأوبئة لا تنفعه ولا تنفعني،
وراحت تنام في سبات طويل وهي محمومة ترتعد أطرافها ، تمتم وتهذي تمد يدها الى السماء وتقول بصوت يمزق الاحشاء : أبنائي لا تموتوا... الأشجار..الأزهار ..البحر.. العصافير ....ساعدوني ...تركتها وهرولت مسرعة
صوب البحر أين يتواجد الصيادون ثم إلى تلك المصانع للكيماويات ومنها إلى المزارعين وجمعتهم إلى ساحة كبيرة وصرخت في وجههم قائلة, أوقفوا كل هاته الأعمال القذرة ،ولما تذكرت صديقتي المريضة قلت أرجوكم ساعدوا الطبيعة أن تقف على قدميها كما كانت ،إنها تحتضر
استغرب الحاضرون وضنوا بأنني أهلوس
قلت لهم: تعالوا معي وانظروا أخذتهم إلى مكانها وقلت :هاته المرأة هي أمكم الأولى إنها الطبيعة منها تأكلون ومنها تشربون ولا بد من العودة لها وأن نساهم في شفائها ومنع الضرر عليها
أخذت الشفقة مكانا في قلوب الحاضرين ،وسارعوا إلى التشجير وتنظيف المدينة من الغازات والسموم والقاذورات
وجلست أنا أراقب صديقتي فبدأت تتعافى قليلا ، نهضت واخذت ريشتها الجميلة ورسمت لي ما إذا قامت كل مدينة بفعل ما فعلناه كيف تصبح الحياة جميلة بكل معنى الجمال ،وكيف يتخلص الإنسان من كل الأمراض والفيروسات من جسمه ويتعافى كليا.
ورسمت العكس من ذلك لو تمادى الإنسان في إهماله للطبيعة وغزو الرمال الذي يقضى على الأشجار والثمار فلا فواكه طيبة ولا بحار نظيفة ...ولا جمال على الإطلاق
ثم أخذت ريشة أخرى وقالت :أنا الآن سارجع إلى مخدعي وأنت كذلك عودي إلى المنزل ولا تهتمي لأمر الرّجل .فإنه كلما أحب الطبيعة سيحبك وكلما اقترب من الطبيعة أدرك بأننا وجهين لصورة واحدة
عاد الرجل إلى الطبيعة ،فبنى منزله بالقرب من حدائق رائعة الجمال ،يقابله البحر المترقرق الصافي ،وأصبح أكثر تحررا .وانجذابه للجمال جعل منه رجلا وديعا مع المرأة يتغنى بها ،ويتغزل بجمالها،
وعاش حياة سعيدة مع صفاء السماء وتعانق روحه الجبال الشامخة وارتمى في أحضان الطبيعة الدافئة ونام بسلام دائم
النهاية
أعجبنيتعليق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المركز الثالث عشر سعاد سحنون ... الجزائر عن قصتها امرأة فاتنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: إرشيف آسمهان الفالح-
انتقل الى: