و قدّ ملّنى الوحىّ !
وبخنى وحى ّ الشاعر لائما........ قدّ
أعيانى أن آتيك كل يوم..... ببوح جديد
و قد كان أسلافك يكتبون المعلقه...
فى ثلاث سنوات ربما تقلّ أو قد تزيد
و أنت ترسلنى صباحا لأؤكد شروق
شمسها و ليلا أتعسس الهلال الوليد؟
و أنا أخشى حلكة غياب بدرها عنك
و ليس بكل الشهر اكتماله فى تأكيد
أتخبّط بين النجوم أتحسس الشهب
و تنذرنى نيازك ملتهبة بتهديد و وعيد
بكماله أنقل عنه أخبار حبيبتك و باقى
أيام شهره أعيد لك ما أخبرتك و أزيد
ألا تملّ من تكرار أسئلتك عنها ملّحا
و أفيدك لكن.... و كأنك منى لم تستفيد!
فهل من راحة لطيّف قد أرهقته تكليفات
البحث عنها ...و قد ذهبت للمكان البعيد
و استحالة من عودة لها الا بسطورك...
و أدعم كلماتك ....و لحروفك منى التأييد
و ها أنا أعترف بالفشل فى وصلها ...
فلن يكون ما دون حبيبتك بيت القصيد !
و لن تراها الا سحابة الخيال رسمها..
كذبا أرمقّها فقط و لا تكن لأقدارك عنيد
قلت ويّحك أيها الوحىّ .. لا توبخنى
بمصيبتى و قد كفانى منك قسوة و تهديد
أتلومنى على جسدّ نحيل قد نحتته....
وشايات و لفنون الغدر أنا عاجز لا أجيد
و ليس بكثير أن تطعنى و قد وهبتك
خيالى ... و دونك لن يكون الرأى رشيد
فافعل كما تشاء لكن تذكرّ أن الدموع
و ان كانت كرات لهب فلن تذيب الجليد !