نَادِلَةٌ مُدْهِشَة..
....
لَمْ تَهْدَأ وَ لاَ سَكَنَ لَهَا رَمش مُنْذُ أَنْ ارْتَدْتُ المقهى..
عِنْدَنَا قَهْوَة مُغَايرَة لِمَا تَعْرِفُ يَا سَيّدِي ..سَتُعْجِبُكَ حَتْماً..
شُكْراً عَزِيزَتِي...اَتِينِي بِهَا
وَ فَجْأَةً يَسْقُطُ اَلْكَأْسُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهَا ..يَا لَلْمُصِيبَة؟ احْمَرّتْ وَجْنَتَيّ وَ جَمُدَتْ كَلِمَاتِي عَنْ اَلْبَوْح وَ اسْتَقَرّ طَرْفِي عَنْ اَلْهُيَام فِي تاريخ صباها..
أَ أَقُومُ وَ أُسَاعِدُهَا؟ أَمْ أَبْقَى مُتَجَمّداً فِي مَكَانِي..لَكِنّ شَهَامَتِي أَبَتْ إِلاّ اَلنّهُوض وَ لَمّا هَمَمْتُ بِذَلِكَ انْتَفَضَتْ وَ أَظْهَرَتْ جَمَالَ كُحْلَ عَيْنَيْهَا وَ مَا خَبّأَتْهُ اَلْأَيّام لِسِحْرٍ كَانَ يَانِعاً لَكِنّهُ بَدَأَ يَذْبُلُ مَعَ اَلْوَقْت وَ يَأْسَفُ مِنْ غَدْرِ اَلْقَلْبِ اَلّذِي اَوَاهُ..
إنّها فتاة في الثامنة و العشرين من أقصى جنوب المملكة..نبرات صوتها قوية و مفحمة في الخطاب.. بيضاء البشرة ..مع بقع تبدو صفراء على خدّها الأيمن..لازال الجمال فيها يتضور جنفا على الليالي الحمراء التي كانت فيها في حضن دافئ لكنّه كان خشنا و لم يع مرونة المرأة و لا كيانها و لا رقصها لعفوية طافحة على مزمار الكيس..
روت لي أنها كانت بمعيته في إحدى مدن الصحراء تعيسة الحال..يلكمها كلما احتسى قارورة خمر ذابلة و مخمرة لأن أباه قد مات؟؟ و ما ذنبها هي؟ كانت تحبه حبا طفيفا أو ما يسمى حبّ اللحظة و الضرورة ..و استمر حالها معه حتى ضاقت ذرعا بهذه الحياة الميتة و التي لم تزن جمالها بكف السماء و لا أهدتها لدمعاتها جواهر النبل و الالاء..طلبت الخلع إذا في لحظة نرفزة واهية ..فتدخل الأهل أيضا ليكون الشيك منه لها على بياض و نالت ما أرادت..فاستقر بها الحال الان في هذا المقهى كنادلة..ثم تتنهد و تسألني ماذا عنك صديقي؟ فأضحك كعادتي.. ليس سخرية و لا تهكما بل تأملا و ندما..فضحكي الذي لم يستوعبه أصدقائي كان تأملا و ندما و لم يكن سخرية أبدا..فقلت لها أنا طيف الأشجان الذي سيحمل ما نطّت له شرايينك و ما تأوهت لأجله..فما فهمت شيئا من عبارتي..و أنستها رياح السرعة طلب الإجابة..فانصرفت و انصرفت..!