باولو
لم يتوقع أحد تلك الجثة الملقاة على أرضية الغرفة ستكون لباولو ، المحقق ينظر لنا بدهشة ، ونحن لا ندري ماذا يحدث أو بالأحرى ماذا حدث ، في مشفى المجانين كما يحلو للبعض أن يطلق علينا نحن المرضى النفسانيين مجانين ، منذ أن قدمت إليه أنا وتلك العجوز الغابرة والتي أودعها أولادها المشفى كي يحجروا على أملاكها بعد إقامة دعوى عليها ، أما أنا لا أدري أمجنونة حقا أم العالم الخارجي هو المجنون ، ما أعرفه أني كنت صحفية مرموقة ذات شأن ، وأُسند لي الكشف والتحري خلال مقال صحفي ، عن فساد لأحد الشخصيات الهامة ، كيف انتهى بي المطاف بعد نشر هذا المقال إلى أروقة هذا المشفى لا أعلم ، ولكن ربما جسدي أدمن الصعقات الكهربائية ، ربما أنيي لم أفهم أن للأخطبوط أذرع طوال يمكنه في أي لحظة تهشيم أمثالي وكسر تعنتهم عندما يتشبتون بالمبادئ ويرفضون الأموال كثمن لتكميم الأفواه، يحتار المحقق بيننا وينظر لكل واحدة منا بعين الريبة من قتلت باولو ،
من الجانية التي قذفته بمزهرية وأردته قتيلا بلا حراك ولماذا ، هو معروف بأنه ممرّض وحارس ومسؤول القسم النسائي ، وأيضا هو من يصدر الأوامر لاختيار ضحاياه ممن سيتلقين الصعق الكهربائي ، في ظل غياب مستمر للطبيب المناوب والذي لا نراه إلا بالمناسبات ، وحتى رئيس المشفى والذي نادرا ما يحضر فقط للترحيب بالضيوف من الخارج ، أخيرا خرجت تلك الفتاة الصبية الشابة من صمتها وهي تضحك بهستيرية : نعم أنا قتلت باولو وأخذت تضحك ما نعرفه عنها أنها فائقة الجمال وأنها تعرضت يوما للإغتصاب الجماعي من قبل شباب وتركوها في حالة يرثى لها إلى أن أودعت بالمشفى جراء صدمتها، بقي المحقق يتساءل ولكن ما الذي أتى بباولو في منتصف الليل لهذا القسم،لم نجرؤ على القول أنه كان دوما يأتي ليستبيح كل ليلة جسد كل واحدة ومن تعارض تتلقى وعدها ونصيبها من الصعق الكهربائي ، ومن سوء حظه قدوم تلك الفتاة الشابة عندنا وهو الذي مني نفسه بتلك الوليمة ، ولكن يبدو أنها عرفت كيف تجابه مغتصب آخر أراد استباحة جسدها هذه المرة