يا مُهجةَ القلبِ لا تغيبي... فلسْتُ أقوى على النَّحيبِ
لو غبتِ يوما أَبِيتُ مُضْنًى... وأنتِ لي في الجَوى طبيبِي
فكيف لي مِنْ فراقِ شهْرٍ... يَخُطُّ مثواي عنْ قريبِ؟
وكيفَ أنمُو بدونِ رِيٍّ؟.... ظمآنُ شوقًا بلا مُجيبِ
يُرْضِيكِ أني أموتُ عشْقًا.... إذْ كيف أحيا بلا حبيبِ؟!
زوجانِ والروحُ روحُ فَرْدٍ.... فأنتِ جزْءٌ ولي نَصِيبي
سلبْتِ نصْفًا فلستُ ميتًا.... ولستُ أحْيا بِذا السَّلِيبِ
الدارُ قفرٌ بلا نَداكِ... تهفو إلى غيْثكِ الخَصيبِ
هلّا أغثْتِ الفتى بوبْلٍ ... ينْهلُّ مِنْ مُزْنِكِ الرَّطيبِ
الصمتُ مِن وحشةٍ مُريبٌ... فليسَ إلا صَدى النَّعيبِ
الصمتُ في الدار بحرُ همٍّ ... كالمارد المُفزعِ المَهِيبِ
أمسى الطعام اللذيذُ مُرًّا.... لو كان شَهدًا مع الزَّبيبِ
أَغَصُّ بالماء يا عُجابي ...كيف ارتواءُ الفتَى الكَرِيبِ ؟
يجفو زماني جَفاءَ مَيْتٍ... فكيفَ أَهْنا بدون طِيبِ؟!
أُعَدُّ مِنْ فتيةٍ أُبِيدُوا... مِنْ عشْقِ حُورٍ بلا حرُوبِ
هلّا تُعيدينَ لي حياتي... في رمْسِ مُرِّ النَّوى العجِيبِ؟!