زائر زائر
| موضوع: أرق . . في ظلمة ممطــرة بالقذائف بقلم الأستاذ : أمين ثابت / مجلة نجوم الأدب والشعر الخميس فبراير 25, 2016 12:11 am | |
| أرق . . في ظلمة ممطــرة بالقذائف ( زاوية من تعز . . ساحة لتصفية الحساب (
في بقايا الزمن القديم ككل ليلة . . رتيبة حين ينسكب النعاس . . على جسد أنهكه التعب ودبيب التنمل في الخلايا - كفطر زئبقي – يتنامى في المكان أبعد من مساحة الرؤيا . . وحمى الاعتقاد حين تأتيك الذاكرة . . بألم العقود الماضية وخــز من وجع الضمير عن أحلام لم تستوقفها منعطفات التحول . . إلى الانحطاط - كـكل ليلة رتيبة –
تنقطع فيــها الكهرباء ورب ثوان . . تصدح مولدات . . تقطع سكون الليل الصامت . . في حالته الطافرة . . من الخمول
هو التكرار ما أعتدناه في الآونة الأخيــرة تتراءى لك في البعيد . . بعض النوافذ . . نمارد تقاوم تشد مئزرها كبقع ضوء - خارج حدود الفقر الشعبي الغارق في وحشة الظلام المتسربل امتدادات اللحظة . . لطخات من الفسيفساء . . تراقب المحيط تكسر الوجع المرائي خلف طائرات الموت الراحلة بحمولتها إلى الساكنين في الخوف . . أين يسقط منها الجحيم نمارده تعاكس تهاوي روحك المحبطة فتزرعك إعياء يتذبذب على فرشك المتهالك . . في الركن البعيد عن مسال الرصاص . . خارج حدود الحضور بين الجنون . . والارتحال . . داخل تضاريس انخماد الذاكرة
حين يتلاقح ليلك بنهار مستديم فتقحم في عراك النوم المكبل بأثقال لا تقوى على حملها وسلطان يفرض عليك التنبه - كـكل نهار – لا تفوتك شاردة فتقرأ الواردة ورب منعطف يقدم في الدروب . . يعبر على أناس غافلين يعيد تكرار المسألة - عـــراك . . وتسقط في التعب حين تبدأ مولدات النور . . تنوح بانتهاء حمولتها ويتعرى المكان بانطفاء . . شبابيك مغايرة . . تسامرك الوقوف ضد الطاغية . . وتغرق المدينة مجددا في السواد - تقول رب ضارة نافعة – لكن السكون . . مدى تتلاشى فيه حدود البيوت . . والسماء الراجفة . . تحت دوي صاعق الطائرات مدى تتماهى فيه الجبال . . بالأرض المنبسطة - - قد يمنحك الوقت فسحة من الارتخاء - هي ذات الأمنية . . أن تغيب لحظة لكن الكلاب الشاردة . . تعيدك الحضور . . بين أصوات شاكية ولعان في حرب ضروس . . تتناثر طول الأزقة المظلمة . . حتى يصل أسفل النافذة - سعار يعتصر المعركة بين حشـود متقاتلة فتطل برأسك . . لا ترى سوى أشباحا تتقافز على بعضها بين عض . . ولهاث . . وهروب للضعفــــاء - وتسترقك فكرة عبرت في رأسك وإذا المكان يصدح بالانفجار - وصرخات رعب وبكاء – وقعقاعات رصاص يمخر الظلام . . قرب رأسك المطل عن النافذة تلعن مروعات النظام تتلو مستحضرات المولى
. . عسـاه يرفع الأذى عسـاه . . يمرق لعنته على الجبناء أو يحيل القاذفات عن مسارها . . إلى الخلاء . . لتهدأ نفوس كانت آمنة - كـكل ليلة في البلد اليباب في بقايا زمن الاسوداد - منذ قرون – لا تسكت القاذفات . . ليلا . . حتى انبلاج الصباح حين تطل عن شرفتك ترى شارعا . . ميتا لا تسرح فيه سوى الهائمات وأوراق متطايرة تتراقص في الهواء المتسخ بالدخان . . عن الليلة الفائتة وركام الزبالة المرمية دون عناء - مرسوم بالحاكم الأحد – لا حياة تدب . . لا قبول لمن يعترض فتفتح شاشة التلفاز قهرا عساك تصحو عن وهم اعتراك
فترى في ليلتك الرتيبة أبرياء قد نزعت عنهم الحياة وترى أناس دون حياء يمجدون القاتل . . ويتألمون اتهامهم . . بالقتلة - هي لحظات عابرة . . من النهار تسقط قذائف . . جديدة لتستقبل يومك الجديد . . على آلام لا تنتهـــي . |
|