مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 على سبيل .. أنقفتْ وقتاً...بقلم الكاتبة فوزية أوزدمير.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




على سبيل .. أنقفتْ وقتاً...بقلم الكاتبة فوزية أوزدمير. Empty
مُساهمةموضوع: على سبيل .. أنقفتْ وقتاً...بقلم الكاتبة فوزية أوزدمير.   على سبيل .. أنقفتْ وقتاً...بقلم الكاتبة فوزية أوزدمير. I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2016 10:14 pm


على سبيل .. أنقفتْ وقتاً
السماء كانت في تلك اللحظة ما تزال ماطرة مطراً غزيراً ، تقاطر المطر من لفائف شعري الأشقر فوق منكبيّ العريضين في تلك اللحظةِ الهشّة ، عندما لا تكون واثقاً تماماً من أنّ المطر سيتوقف عن الهطول ، في تلك اللحظة الفاصلة ، يلّف الهدوء كلّ شيء ، تبدو السماء وكأنّها تعتذر !
كم أنا غبية لأنظر إلى السماء وفي ذاتي ظلاً خفيفاً من ظلال اللون اللازوردي ؟
ومن حين إلى آخر ينتابني السواد والعتمة ، وأشعر بتحجّر العاطفة وكأنّي تحت تأثير مخدّر ما !
كانت عينايّ الخضراوان المائلتان إلى الزرقة الواسعتان عادة ، اللتان تشعّان ذكاء حاداً ، ترمشان وترنوان إلى خطّين من لا مبالاة لا تشوبها شائبة ، كان يروقني أن أُبقيّ حالي على حالي
وفي الحقيقة فإنّ هذه الخصال لا يرثها إلا ثلاث مجموعات من الناس
الساذجون سذاجة تامّة
المتحفّظون تحفّظاً تاماً
والمفعمون بالأمل والتفاؤل
لم أكن من أيّ مجموعة من هذه المجموعات ، لهذا كان يصعب عليّ فهم هذه اللامبالاة حتّى وإن كانت لا مبلاة عابرة ، ففي لحظة من اللحظات تستبدّ بيّ اللامبالاة وتخيّم على روحي لتخدّر أحاسيسي !
وفي لحظة أخرى تذوب وتتلاشى تاركة إيايّ وحيدة من جسدي .
كنت أفتخر على وجه الخصوص بذلك الثقب لأنّي أنا من صنعته بنفسي ، المكان غاية في اللمعان ، أقرب منه إلى التألق ،ولم يكن حشد الناس مجموعة من الأجساد الحيّة والمبلّلة والمعذّبة تحت وابل المطر ،كنت أنا وهي والأخريات وهم كلّ الأبيض المسكوب من محبرة الروح
و كنت كمن يسير على حجارة مقلقلة ولدهشتي البالغة لم يكن تحت تلك الحجارة سوى فراغ ، ولهولي الشديد ، أنّ ما كان يكمن تحتي إنّما هو فوقي أيضاً !
لم أنوي أن أنفق وقتاً ، فإنّ ( بندول ) عقلي يتأرجح بين قطبين متضادّين ، من حالة الانجماد إلى حالة الهيجان !
عذراً لأنّني تأخّرت ؟
كانت الساعة المثبّتة على الجدار تشير إلى أنها كانت متأخرة ستاً وأربعون دقيقة
وكان المطر هو السبب ..
لم يكن ذلك الذي أود قوله ، فأنا أخفي بين ضلوعي نبضاته ، لتكيّف ذاتي على الرؤية على نحو أفضل ، أنا تذكّرت بغتة الحقيقة الحزينة عن نفسي ، وكما هو شأن الكثير من النساء اللواتي دأبن على التصرّف بما يشير عليهن العقل
وما إن نطقتُ بالكلمات حتّى تورّدت وجنتايّ في هدوءٍ كالنعاس تغلّغلت وجهيّ ، كانّي ضبطتُ عارية أمام كلّ المرايا !
ابتسمتُ بغبطةٍ واستمتعتُ باللحظةِ المؤلمة ، بل إنّ اللامبالاة التي كنت أشعرُ بها في أعماقي أوحتْ ليّ همساً بالعطف والشفقة
يا شجيرات اللوز الأبيض امنحيني لآلئ في سوارِ الريحِ ، أو في خاتم الشمس ، لا أودُّ أحياناً أن تلتفّ العقارب بطيئةً في الساعة ، وتُخلفُ ثقوبَها على جلديّ !
لم أرتكب خطايا كبيرة أو صغيرة ، لو كان هناك وقت صحيح واحد لارتكاب الإثم ، فلا بدّ أن يكون في هذه اللحظة العابرة ، فقد كانت لحظة من اللحظات النادرة التي تجعل المرء يشعر أنّ الله لا يحرسنا فحسب ، بل يعتني بنا أيضاً !
ما السبب الذي يجعل الأمور على هذا النحو دوماً ؟
لماذا تحرمني الدنيا تراتيل صلاة امرأة قد ذبلت ورودها من الحنين ؟
أتراه البائع نفسه أم أنّه بائع آخر ؟
عندما استيقظتُ من غفوتي وجدتُ نفسي وحيدة ، مصابة بالغثيان ، وفي حجرة غريبة
هل هناك حجرات أم حجيرات ؟
أمّا كيف دخلتُ هذه الحجرة فتلك أحجية لم أجد في نفسي الرغبة على حلّها ؟
لقد أصبتُ فجأةً بالصمت ، وأطبقتُ شفتايّ ، لقد خطوتُ خطوة واسعة نحو مملكة ( مورفيوس )
وبينما كنت أبذل قصارى جهدي لأنأى بنفسي عن لونِ الصمت ، تشتّت انتباهي بقعة سوداء على السقف ، وكلما ركّزتُ نظري عليها بدتْ لي البقعة مثل عنكبوت أسود ، في البدء كان ساكناً ثمّ بدأ يزحف رويداً رويداً لينتشر سمه في أوردتي !
وبعد ثواني معدودة أو هكذا بدتْ لي ، شعرتُ بثقلٍ هائل جاثم على روحي حتّى لم أعد قادرة على تحريك إصبع من أصابعي ، فأجهشتُ بالبكاء ، وكأنّي كومة من الغبار وأنا أخشى أبعادها بريح كلماتي إذا ما تحدّثتُ بصوتٍ عالي
تمنّيتُ لو أنّ الله يسمعني !
اغفر لي ، وأكرّر طلبي مرّات ومرّات ، على المرء أن يطلب المغفرة ثلاث مرّات :
اغفر لي ، اغفر لي ، اغفر لي ، متى ما أراد من الله أن يغفر له .
لم ترهبني الحرب مثلما أرهبني البياض الشديد ، ففي اللون الأبيض ما يشبه الصمت ، وخلو المكان من همس ابتسامتك التي افتقدها ، كلاهما بلا حياة ! .
مورفيوس : إله الأحلام في الميثولوجيا الإغريقيّة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
على سبيل .. أنقفتْ وقتاً...بقلم الكاتبة فوزية أوزدمير.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: إرشيف آسمهان الفالح-
انتقل الى: