عرابة البوح
وكنت على وشك الاحتراق، لولا أنها رشقتني ببعض سرابها الأخاذ!
صحيح أن جحافل الغياب تدوس بحوافرها صمت المدى أو تكاد، إلا أن روح كلماتها كانت تنزف معاني الحضور الصارخ، وتعري لحظات الصمت الحائرة، من أثواب الظنون، والشك، والريبة... لقد كانت ومازالت ترسم برجفة أصابعها ورعشة ألمها، لوحات مجردة من الزيف، فيها من البكاء ما يكفي لترتوي الذات فتزهر السعادة! وفيها تغدو أسراب فراشات البوح سحابا محملا بالرحيق.