مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبي...بقلم الكاتبة وفاء ماضي.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




أبي...بقلم الكاتبة  وفاء ماضي. Empty
مُساهمةموضوع: أبي...بقلم الكاتبة وفاء ماضي.   أبي...بقلم الكاتبة  وفاء ماضي. I_icon_minitimeالسبت أبريل 09, 2016 12:05 am

أبي
------
كان رجلاً بشوش الوجه، جميل الطلة، حلو اللسان، ذا طبيعة ميالة للكرم والطيبة، من ذوى الأيد الفرطة، ومشجعي إصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب، له حضور، متسامح لأقصى درجات التسامح، ليس عن ضعف وإنما عن اقتناع بالعفو عند المقدرة، أستمد سعادتي من ضحكاته التى تشبه ضحكات طفل برئ، كان أبي بالنسبة لى وتداً حين تعصف الرياح بسكينتي، كنت أتدثر فى حضنه من صقيع الحياة فأحظى بالدفء والسكينة، كان ليناً هيناً أمام حدة طباع أمى وحزمها الصارم، يتكاتف معنا ضد انضباطها وقسوة أوامرها هامسا باسما هاي هتلرويتمتم (دي مش أمها تركية دي ألمانية)، مرض أبى ،أمرالأطباء بسرعة نقله إلى المشفىفانطفأت بسمتي، ظل بها أكثر من أسبوع دون أن يطرأ عليه أي تحسن، كنت أزوره يوميا وأجلس معه طوال اليوم، وفى يوم من أيام زياراتى له وكنت بمفردي في ذلك اليوم لاحظت تغيرا واضحا عليه، يغيب عن الوعى للحظات ثم ينتبه ثانية، أنفاسه تلهث، نظراته ثابته، حشرجة تخرج من قفصه الصدرى وتتراجع، ارتجفت وشعرت بجليد يقتحم جسدى، وتجمد الدم بعروقى، بردت أطرافى، شعرت بدوار وترنح جسدى كدت أهوي على الأرض، أسرعت وفتحت باب الغرفة، هرولت يمينا ويسارا أبحث عن أي احد حولي، السكون الذي يملأ المكان يخنق أنفاسي، وقفت ساندة ظهرى إلى باب الغرفة، ثم دخلت الغرفة نظرت من نافذتها إلى السماء، تملكنى شعور أدهى من الشعور بالموت نفسه ، إنه الخوف من فراق أحب الناس، أنتبه على صوت أبى ينادي ( وفاء ) ألتفت إليه، وأخر راكعة على ركبتي، بجوار فراشه ممسكة بإحدى يديه أقبلها وأبللها بدمعى، أتحسس قطرات فضية باردة على جبينه الوضاء أشعر بلزوجتها وبرودتها كقطرات الندى ساعة بزوغ الفجر جففتها بيدي ومسحت يدي بردائي كي أحتفظ بآخر نقطة عرق في حياة أبي، أحاول أن أتماسك ، أهمس في نفسي يجب أن يختفي الخوف من عيني حتى لا أخيفه ينظر لى بعين دامعة ونظرة موجعة لن أنساها ما حييت وكأنه يصارع وحشا كاسرا، تفردمعة من عينيه، أدرك أنها دمعة الفراق ،أحتضنه وأضمه بقوة حبي له، تهدأ أنفاسه فى صدرى، وأنا أنتفض .....................
وفاء ماضى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبي...بقلم الكاتبة وفاء ماضي.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: إرشيف آسمهان الفالح-
انتقل الى: