صروف الزمان
قِفْ بِالْمَرابعِ وَاسْألْ دُرَّها الْخَضِلا
عَنِ اللّواتي غَدَتْ في دَهْرِها مَثَلا
عَنِ النّجومِ وَقَدْ تاقَتْ لِرُؤْيَتِها
وَاذْكُرْ لَيالي الْهَوى فَالْبَدْرُ قَدْ أَفِلا
وَرَنَّةُ الْكَأْسِ وَالأنْغامُ ضِحْكَتُها
وَالْهَمْسُ في نَبْسِهِ قَدْ ضارَعَ الْعَسَلا
وَاللّيلُ ظَلَّ لِسِرِّ الشّوقِ مُرْتَقِبا
وَالْقَلْبُ مِنْ نارِهِ قَدْ شَبَّ وَاشْتَعَلا
عَلامَ في رَسْمِها ذِكْرى أُقَلِّبُها
في خاطِري تَنْتَضي الْأسْيافَ وَالَأسَلا
وَالْهَجْرُ قَدَّ سُوَيْداءَ الْفُؤادِ وَفي
حُشاشَتي زَرَعَ الْأدْواءَ والعِلَلا
رَبّاهُ مَنْ لِكَسيرِ الْقَلْبِ يَجْبُرُهُ
إذا صَريعُ الهوى قَدْ شارَفَ الْأجَلا
هذي صُروفُ الزّمانِ الْمُرِّ قَدْ عَصَفَتْ
بِوالِهٍ يَرْتَجي في ضَغْثِهِ الَأمَلا
هَيهاتَ إنَّ الأْماني فيهِ فانِيَةٌ
وَالْعُمْرُ تَجْري بِهِ الْأيَامُ مُرْتَحِلا
فَالرُّوحُ تَمْضي عَلى مِعْراجِ بارِئِها
وَالْقَلْبُ يا خالِقي يَأْتيكَ مُبْتَهِلا