درﺍﺳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﺺ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻧﺠﺎﺡ ﺩﺍﻋﻮﻕ -( ﺻﻤﺖ ﻭ ﺻﻮﺕ)بقلم الناقد العراقي رائد مهدي_ مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﻷﺛﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭ ﻗﻬﺮﻳﺔ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﺕ ((
ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻧﺺ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﺔ ﻧﺠﺎﺡ ﺩﺍﻋﻮﻕ - ﺻﻤﺖ ﻭ ﺻﻮﺕ
- ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻃﻴﺐ ﺍﻻﻣﻨﻴﺎﺕ .
ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﺎﻥ ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻠﺒﺴﻪ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺟﺪﺍ ﺍﻥ
ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻷﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺗﻤﻴﻞ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻤﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻓﺮﺡ ﻭﺣﺰﻥ ﻭﺷﺒﻊ ﻭﺍﺭﺗﻮﺍﺀ
ﻭﺣﺮﻣﺎﻥ ﻭﻣﻨﻊ ﻭﻛﺒﺖ ﻭﺍﻃﻼﻕ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻓﻬﻮ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺗﺨﺮﺱ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ﻋﻦ
ﺍﻟﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻤﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ . ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻼﻣﻌﻨﻰ ﺍﻭ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻻ ﺟﺪﻭﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ . ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﺑﻴﺲ
ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺠﻤﺪ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻋﻨﻮﺓ ﻟﻬﻮﻝ ﻣﺎﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻭﻳﺴﻤﻌﻪ ﻭﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ . ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻧﺒﺬﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻋﻦ
ﺍﻟﺼﻤﺖ . ﻭﻓﻲ ﺭﺣﺎﺏ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻧﺴﺘﻘﺼﻲ ﺍﻥ ﺍﺻﻄﻨﺎﻉ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻫﻮ ﺍﻣﺮ ﺟﻠﻞ ﻳﻤﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻷﻥ
ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻉ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﺍﻇﻬﺎﺭ ﻣﺘﻘﺼﺪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻗﺪ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﻌﻮﻳﻞ ﻓﺎﺻﻄﻨﺎﻉ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻫﻨﺎ ﻓﺮﺽ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﺭﻏﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺗﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺤﺎﻝ .ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺠﺮﻱ
ﻷﺭﺿﺎﺀ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﺍﻭ ﻷﻧﻬﺎ ﺍﻫﻮﻥ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺍﻗﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﺟﻬﺎﺩﺍ . ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺒﺪﺃ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺑﺄﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ :
ﻗﺪ ﺍﺻﻄﻨﻊ ﺍﻟﺼﻤﺖ
ﺍﺩﻕ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﻮﺕ
ﻭﻫﻲ ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﻷﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﻻﻣﻔﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ . ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻧﺖ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ
ﺗﺠﺮﻱ ﺿﻤﻦ ﺗﺨﻴﻴﺮ ﻗﺪ ﻳﺴﻠﻜﻪ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ
ﺟﻬﺘﻴﻦ ﻻﺛﺎﻟﺚ ﻟﻬﻤﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻴﻴﺮ ﻗﻬﺮﻱ ﻭﺍﻥ ﺑﺪﺍ ﻟﻠﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﻣﺴﻠﻚ ﻣﻘﺼﻮﺩ . ﻓﺎﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ
ﺑﻴﻦ ﺍﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻫﻮ ﻣﺴﺎﺭ ﻗﻬﺮﻱ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﺣﺪﻯ ﺟﻨﺒﺎﺗﻪ
ﻭﻛﻞ ﻣﺎﻫﻮ ﻗﻬﺮﻱ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺘﺼﺤﺐ ﻟﻠﻀﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺗﻘﻴﻴﺪﻫﺎ ﻭﻟﺠﻢ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﻗﺔ ﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ ﻭﺍﻵﻣﺎﻝ . ﻭﻣﺎﺑﻴﻦ ﺻﻤﺖ ﻭﺻﻮﺕ ﺗﻔﺎﺟﺆﻧﺎ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ :
ﺍﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻨﺒﺾ
ﺍﻫﻤﺲ ﻋﺸﻘﺎ
ﻓﺎﻟﻨﺒﺾ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﻞ ﻧﺒﻀﺔ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺝ
‏(ﺻﻤﺖ ‏)ﻭ ‏(ﺻﻮﺕ ‏) ﻭﻻﺛﺎﻟﺚ ﻟﻬﻤﺎ . ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭﺍﻋﻘﺒﺘﻬﺎ ﺑﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻨﺒﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻠﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ . ﻭﻟﺘﺴﺘﻤﺮ ﻗﺪﺭﻳﺔ ﺍﻟﺼﻤﺖ
ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻭﺗﺘﺠﻠﻰ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺭﺗﻬﺎ ﺃﻫﻤﺲ ﻋﺸﻘﺎ ﻓﺎﻟﻬﻤﺲ ﻳﺠﺮﻱ ﺑﺼﻮﺕ
ﻣﻨﺨﻔﺾ ﺟﺪﺍ ﻻﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺍﻻ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺍﻟﻬﺎﻣﺲ ﻭﻳﺴﻤﻌﻪ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻛﻼﻡ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻭ ﺻﻮﺕ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻪ . ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﺣﺴﺎﺱ ﺛﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻬﻮ ﺳﺮﻳﺎﻥ
ﻭﺍﻧﺠﺪﺍﺏ ﻣﻬﻮﻝ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﺴﻼﻡ ﺗﺎﻡ ﻭﺗﺴﻠﻴﻢ ﻣﻄﻠﻖ ﻧﺤﻮ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ
ﺍﻭ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﻴﻦ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﺴﻼﻡ ﺗﺎﻡ ﻟﺸﻌﻮﺭ ﻳﺠﺘﺎﺡ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﻳﻤﻮﺝ ﺑﻬﺎ ﻛﻤﻮﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﺼﻤﺖ
ﻭﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺑﺼﻮﺕ ﻓﺎﻟﻬﻤﺲ ﺻﻨﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺸﻖ ﺻﻨﻴﻌﺔ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺸﻮﻕ ﻭﺻﻤﺖ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻣﺮﻏﻤﺎ
ﺑﻞ ﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﻟﻪ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻘﻞ . ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻭﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺴﺎﺑﻘﺘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻮﺭﻱ ﺍﻟﺼﻤﺖ
ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ . ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻤﻦ ﺻﻤﺖ ﺍﻻﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻰ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻄﻢ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺗﻠﻤﺲ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻻﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﺘﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ :
ﺍﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ
ﺗﺰﻫﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺎﺕ ..... ﺍﻣﻮﺍﺟﺎ ....
ﻓﻤﻦ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺗﺤﻠﻖ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻓﺠﺄﺓ ﺍﻟﻰ ﻓﻀﺎﺀ ﻋﺎﻝ ﺑﺄﺟﻨﺤﺔ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﺗﺤﺎﻛﻲ
ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﻫﻲ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﺘﻄﻴﺮ
ﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺎﺕ ﻭﺗﻬﺰ ﺍﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺴﺘﻠﺰﻣﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﻭﺗﺼﻒ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺎﺕ ﺑﺎﻻﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻟﺼﺨﺐ
ﻓﻲ ﺳﻄﺤﻬﺎ ﻭﻳﻘﺘﻠﻬﺎ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻫﻞ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺬﺍﺕ
ﻓﻨﺮﻯ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺼﺨﺐ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻨﺎ ﻭﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﻊ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻋﻨﺪ
ﺗﺤﻠﻴﻖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺎﺕ . ﻭﺗﺘﻮﺍﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻟﺘﺄﺧﺬﻧﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺘﺘﻴﻦ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﺘﻘﻮﻝ :
ﻓﺠﺮﺍ
ﺍﺯﻫﺮ ﺍﻧﺎ ﺑﻚ .
ﻓﺎﻟﻔﺠﺮ ﻫﻮ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﺘﺰﻗﺰﻕ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﺗﻔﻮﺡ ﺭﺍﺋﺤﺔ
ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻋﻨﺪ ﺣﺮﺍﻙ ﻧﺴﻴﻢ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﻳﺤﺮﻙ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﺗﻴﺠﺎﻥ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﻳﺮﻃﺐ ﻛﺆﻭﺳﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻭﺻﻤﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺣﺮﺍﻛﻪ ﻭﺗﺘﻮﺍﺻﻞ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻻﻳﺄﺗﻲ ﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺍﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻭﻷﻥ ﺍﻻﺯﻫﺎﺭ
ﻳﻌﻘﺐ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺘﺠﻤﺪ ﻭﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻣﺰ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﻘﺒﺎﺽ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻛﺬﺍ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﻨﺪ ﺷﺘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﺮ
ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﺍﻟﻤﻨﻘﺒﺾ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺰ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﺑﺄﻏﺼﺎﻥ ﻣﻮﺭﻗﺔ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﺣﺎﻣﻠﺔ
ﺍﺯﻫﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﺍﻙ ﻳﻠﻮﺡ ﻟﻠﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﺑﻮﺣﺎ ﺑﺤﺐ ﻭﺻﻮﺕ ﻳﻌﻠﻦ ﺭﺑﻴﻌﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺤﺴﺎﺭ
ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﺻﻤﺖ ﺍﻟﺘﺠﻤﺪ ﻓﻴﻬﺎ . ﺍﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻟﻠﻨﺺ ﻭﻧﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺕ
ﺍﺧﺮﻯ ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﺧﺮﻯ ﻭﻣﻊ ﺍﻧﻨﺎ ﻧﺸﻬﺪ ﻟﻠﺘﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻟﻜﻦ
ﺗﺒﻘﻰ ﺣﺎﻟﺘﺎ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻻ ﺍﺛﺎﺭﺓ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺭﻭﺗﻴﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺗﻴﺐ
ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ ﻟﻜﻞ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﻭﻟﺴﺎﻥ . ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺤﺴﺐ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮﺓ ﺍﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ
ﻧﺺ ﻣﺜﻴﺮﺍ ﺑﺘﺮﺍﺑﻂ ﺍﺟﺰﺍﺀﻩ ﺻﻮﺭﻳﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﻗﺪ ﺗﺠﻠﻰ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﺍﻟﺮﺷﻴﻖ
ﻓﻼ ﻧﻜﺎﺩ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺤﺎﻝ ﻓﺎﺋﻀﺔ ﺍﻭ ﻫﻮﺓ ﺗﻜﺘﻨﻒ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ ﻭﻻﻧﺠﺪ ﻓﺮﺍﻏﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻘﺪ
ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺑﻌﻨﺼﺮﻱ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﻣﻊ ﺗﻀﻴﻖ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻟﺤﺮﻛﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺺ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭﺷﻜﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﻋﻤﻼ ﺍﺩﺑﻴﺎ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺛﺎﺭﺓ
ﻓﺮﺿﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﺮﺿﺖ ﺍﻻﻗﺪﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺻﻤﺘﺎ ﻭﺻﻮﺗﺎ . ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻲ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮﺓ ﺍﻻﺩﻳﺒﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﺔ
ﻧﺠﺎﺡ ﺩﺍﻋﻮﻕ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﻣﺰﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻖ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻧﺼﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺟﺮﻳﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﻭﻗﺪ ﺍﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﻮﺍﻥ
)) ﺻﻤﺖ ﻭ ﺻﻮﺕ ((
ﻗﺪ ﺍﺻﻄﻨﻊ ﺍﻟﺼﻤﺖ ...
ﺃﺩﻕ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﻮﺕ ...
ﺍﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻨﺒﺾ ....
ﺃﻫﻤﺲ ﻋﺸﻘﺎﺍﺍﺍﺍ
ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ...
ﺗﺰﻫﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺎﺕ ..... ﺃﻣﻮﺍﺟﺎﺍﺍﺍ ....
ﻓﺠﺮﺍﺍﺍﺍﺍ ....
ﺃﺯﻫﺮ ﺃﻧﺎ ..... ﺑﻚ ...
*************************
ﺭﺍﺋﺪ ﻣﻬﺪﻱ / ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ