مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البناء القصصيّ و الحبكة الدراميّة في نصّ "بئر الحرمان" للقاصّ محمّد وجيه/ بقلم الكاتبة والناقدة أسمهان الفالح/ تونس_ مجلة نجوم الأدب والشعر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سوزان عبدالقادر




عدد المساهمات : 11030
تاريخ التسجيل : 12/09/2015

البناء القصصيّ و الحبكة الدراميّة في نصّ "بئر الحرمان" للقاصّ محمّد وجيه/  بقلم الكاتبة والناقدة أسمهان الفالح/ تونس_ مجلة نجوم الأدب والشعر Empty
مُساهمةموضوع: البناء القصصيّ و الحبكة الدراميّة في نصّ "بئر الحرمان" للقاصّ محمّد وجيه/ بقلم الكاتبة والناقدة أسمهان الفالح/ تونس_ مجلة نجوم الأدب والشعر   البناء القصصيّ و الحبكة الدراميّة في نصّ "بئر الحرمان" للقاصّ محمّد وجيه/  بقلم الكاتبة والناقدة أسمهان الفالح/ تونس_ مجلة نجوم الأدب والشعر I_icon_minitimeالسبت يونيو 11, 2016 6:51 pm

البناء القصصيّ و الحبكة الدراميّة في نصّ "بئر الحرمان" للقاصّ محمّد وجيه/
بقلم أسمهان الفالح/ تونس
_______________________________________________
النصّ:
********
بئرُ الحرمانِ
رحّالة من وطنٍ لآخرَ ، يبحث عن ضالّته في كل الأوطان ، يجد بداخله بقايا إنسان ، شريد فقد الأمان بكل مكان ، هل يجد مبتغاه و تتفتح زهور البستان ؟!
أم يبقى بعتمة هذا الزمان إلى أن يسكن اللحد و يطويه التراب؟!
وجدها كما تمنّى و كما رسمت أحلامه ، سحرت قلبه بملامحها الشرقية ، و كم هو عاشق لسحر الشرق ، ذلك الطائر المهاجر عبر شطآن الفقد و الحرمان ، عشقها حد الجنون ، تمناها زوجة له ، لكنها كانت غانية لا تعرف درب العشق ، وجدها بفراش رجل آخر ، لم يتمالك نفسه فقتلهما ، حُكم عليه بالإعدام .
صرخ قائلاً :
سيدي القاضي حكمك كالسيف ماضٍ ، لكن لكل من حكم عليه بالإعدام مطلب ، و لا أطلب إلا أن تسمعني ، فهل تحقق لي آخر أمنية بالحياة ؟
أنا ضحية الحروب و الظلم ، أنا ضحيتك أنت ، ضحية كل صامت على الظلم و القهر و الإستبداد ، أنا البريء الذي فقد أسرته منذ سنوات ، لم يجد خلالها قلباً حنوناً ، و حين وجد ذلك القلب ، كان ككل القلوب المتحجرة .....
صرخت امرأة عجوز قائلة :
حسبي الله و نعم الوكيل يا قاتل ابنتي ، إن الله منتقم جبار ...
قاطعها القاضي قائلاً :
أكمل ما تود قوله ها نحن نسمعك كما تمنيت.
لم يلفظ بحرف واحدٍ و ساد الصمت القاعة للحظات ،
كانت تلك الملامح يعرفها
فصرخ قائلا ً:
أماه أماه نعم أنتِ أمي ، ارتجف قلبها و قالت من هى أمك يا قاتل ابنتي من تقصد آيها الجاحد الظالم ؟
قال: أنتِ أمي أتذكر ملامحك تماماً ، حين كنت طفلاً كانت تلك الأيادي تداعبني ، ذلك الوجه الشاحب ، كان يوماً مبتسماً بشوشاً ، إن مرت عشرات الأعوام ، لن تمحى من ذاكرتي أساريرك ، اقتربي من ولدك لتعرفيه .
بدأ يذرف الدمع و تخرج الكلمات من فمه متقطعة في حزن و شجن
فقال: اقتربي بالله عليكِ فكم أنا مشتاق للمسة من يدك الحنون ، فلم تستجب له لِما تحمل يداه من إثم ..
تابع كلامه قائلاً :
حسناً سأخبرك ما يطمئن قلبك ، كنتِ دائمة التحذير أن لا أقترب من صندوق والدي رحمه الله ، فعصيتك و فتحته ، وجدت به سلاحاً قديماً ، ظننت أنه من حقي أن ألهو به ، فخرجت منه رصاصة أصابت قدمي اليمنى ، أسرعتِ نحوي خائفةً ، بكيتِ كثيراً خوفاً علي ، حملتيني مسرعة إلى الطبيب و أصيبت قدمك أنتِ أيضاً و لم تشعري بجرحك من شدة القلق على ابنك العاصي ، قال الطبيب أن أثر الرصاصة سيبقى له ندبة أبد الدهر ، اقتربي ها هى قدمي اليمنى ، و ها هى تلك الندبة....
كانت دقات قلبها سريعة و كأن قلبها سيقفز من بين أحشائها ، اقتربت بخطى متثاقلة و كأنها تحمل الجبال على أكتافها ، ترتجف من شدة القلق ، كان الصمت يسود القاعة إلا من ضجيج دقات قلبها و صوت بكاء الجالس خلف القضبان ،
وسط هذا السكون صرخت صرخة مدوية ؛ قائلة :
ولدي و الله لأنك أنت ولدي ، يا سيدي القاضي أخرجوا لي ولدي ، لا تقتلوه كما قُتلت أخته ، لم يكن لي سند غيرها و قد ماتت ، أتقتلونه هو الآخر ؟ من يرأف بي ؟
أرجوك سيدي القاضي إرحم ضعف أم عجوز و لا تقتل ولدي ، أنا أم القتيلة تنازلت عن حق ابنتي ، و أنا أم القاتل أرجوك أن ترحمه.
هنا أعلن القاضي أن تُعاد المحاكمة لاختلاف أركان القضية .
بجلسة المحكمة........
قال القاضي : نظراً لثبوت بنوة الابن لأم القتيلة و كذلك ثبوت فاحشة الزنا للقتيلة بناءً عليه حكمت المحكمة بمعاقبة القاتل بالسجن عاماً واحداً مع إيقاف التنفيذ حيث أنه كان في حالة دفاع عن الشرف .
هنا سقطت الأم مغشياً عليها من هول ما سمعت ، فلم تكن تدرك من الأمر شيئاً ، و لم تكن تعلم لِمَ قُتلت ابنتها.
تحرر السجين من سجنه ، هرول مسرعاً ليلقي بنفسه بين ذراعي أمه ، لكن كان على موعد مع القدر ، وجد أمه تلفظ أنفاسها الأخيرة ، احتضن يدها و ظل يقبلها ، أغرقت دموعه يدها ، و بصوت عذاب الفراق خاطبها ، قائلاً :
لا تتركيني يا أمي ، تعذبت كثيراً من شدة الحرمان ، بحثت عنكم بموطننا القديم ، وجدته خراباً و دماراً ، انتقلت من وطن لآخر أبحث عن وطنٍ آمنٍ ، لم أجد غير حضنك يا أمي ، و بعد أن وجدته تتركينني ؟!
رُحماكِ بولدك يا أمي ، رُحماكِ بقلب بات أشلاء متناثرة في كل الأوطان...
كانت تلك آخر لحظات لها في الحياة ، فارقت الدنيا حسرة على ابنتها ، و هو فقد الوطن الآمن الذي بحث عنه سنوات ، هنا أطلق صرخته لتدوي بكل الأركان ، ليعلن صداها أن الإنسان ضحية أخيه الإنسان .
*************************
القراءة النقديّة:
__________________________
عرف الأدب العربيّ القديم أشكالا نثريّة متعدّدة من مقامة، و خطابة، و نادرة، و حكاية عجائبيّة، و ما فتئ بعد ذلك ينفتح على الحضارة الغربيّة بفعل اِنتشار حركتيْ التّرجمة و الطّباعة، فوفدتْ عليه فنونٌ مستحدثة طارئة لم يكن له سابق عهد بها كالرّواية، و المسرحيّة، و القصّة القصيرة، و قد أسهم عدّة روّاد في تطوير هذه الفنون و نذكر من بينهم:
محمود تيمور، طه حسين، مبارك ربيع.....
و لطالما كانت القصّة أو الأقصوصة مرآة عاكسة لنبض الواقع و ما يعتمل داخل نسيجه المعقّد من مفارقات و متناقضات. فماهي مقوّمات البناء القصصيّ في نصّ "بئر الحرمان للكاتب و القاصّ المصريّ محمد وجيه ؟ و كيف تشكّلت الحبكة الدراميّة في المرويّ ؟
ورد عنوان القصّة مركبّا إضافيّا "بئرُ الحرمانِ"، يتكوّن من اِسمين أوّلهما نكرة (مضاف). أمّا الثّاني فمعرفة بالألف و اللاّم و مجرور (مضاف إليه). و قد لا نجانب الصّواب إذا اِعتبرنا أنّ الكاتب قد جمع منذ العتبة النصيّة المؤتلفَ (بئر) إلى المختلفِ (الحرمان)، و المتجانسَ إلى المتنافِر ليشحن الخطاب الحكائيّ بدلالات موجبة و أخرى سالبة كي يدفع المتقبّل إلى الإجتهاد في تفكيك المركبّ وإزالة اللّبس عمّا بدا غامضا أو مٌلغزا. فالبئر رمز للاتّساع و العمق و الامتداد، و عادة ما يقترن بحضور عنصر باعث على الحياة و الخصب و النّماء. أمّا ههنا فقد نضح حرمانا و فاض شجنا. فإلى أيّ مدى يعكس العنوان مضمون النصّ و أبعاده؟
اِستهلّ الكاتب نصّه بجملة اِسميّة مركّبة، فأمّا المبتدأ فمحذوف و تقديره (هو) و أمّا الخبر فورد متعدّدا:
"رحّالة من وطن لآخر/ يبحث عن ضالّته../ يجد داخله بقايا إنسان/ شريد فقد الأمان.."
و قد ساهم هذا الأسلوب الإخباريّ القائم على الوصف في رسم صورة البطل في النّص، فجاء متعدّدا لا يستقرّ على حال يدور دوران اللّيالي، و يتحرّك حركة الأفلاك. فالبطل مسكون أبدا بالمغامرة، و قد تمّ توظيف صيغة مبالغة في هذا السّياق (رحّالة) للدّلالة على هذا المعنى و تمتينه. فهو لا يعرف قرارا في المكان و لا ثباتا في الأحوال، يحكي الأيّام في تقلّبها و يشبه اللّيالي في دورانها. بل هو منهما أشدّ تقلّبا و أكثر دورانا، يتعبان من الحركة و لا يتعب، ينشدان السّكينة و الهجوع فيأبى إلاّ مقارعة الرّزايا و تحدّي الأقدار حتّى يأخذ الوهن من الزّمن و هو لا يزال يتابع مسيرته في بحثه المضني عن وطن لا يضيق به، بل يتّسع لآلامه و آماله. فحركته سعي دائب لا يعرف إلى الارتداد سبيلا و صورته زئبقيّة يصعب الإحاطة بملامحها. فمعينه الاختلاف و جوهره التّمرّد.
و تعاضد الصّفة المشبّهة (شريدٌ) صيغة المبالغة (رحّالةٌ) لتؤسّس لصورة البطل الإشكاليّ الذّي فقد الإحساس بالانتماء، بالهويّة، بالأمان. و لعلّ الجمل الاستفهاميّة في قوله:
+هل يجد مبتغاه و تتفتّح زهور البستان؟ أم يبقى بعتمة هذا الزّمان إلى أن يسكن اللّحد و يطويه التّراب ؟ قد عمّق إحساس (الهو) بالتّشظّي و التّيه و عدم الوصول إلى برد اليقين إذا كان سيبصر النّورمجدّدا أم أنّه سيشكو عثار الطّريق و يبكي ذاته المغيّبة أبد الدّهر؟ فنرى بما لا يدع مجالا للشكّ أنّ المسار الحدثيّ للنصّ قد اِنطلق من بؤرة توتّر و صراعٍ مع الذّات محتدمٍ قد يشهد تراجعًا أو خفوتا نسبيّا لاحقا، أو أنّه قد يصل إلى مرحلة الذّروة و طريق اللاّعودة. و لعلّ سخط البطل، و إدمانه الرّحيل عُزوفًا عن النّزول و القرار، حتّمَ على السّارد مجاراته، فسجّل اِنزياحا زمنيّا و أسلوبيّا عبر تمفصلات الخطاب القصصيّ، فقابل بين حاضر يأنفُ من مسايرته (يبحث/ يجد/ يبقى/ يسكن...)، و مستقبل يأمل في معانقته (هل يجد مبتغاه و تتفتّح زهور البساتين)، و ماضٍ اِرتمى بين أحضانه لينعم بالجنّة المشتهاة و القطوف الدّانية (وجدها/ سحرت/ تمنّاها). إلاّ أنّ طعم الشّهد لا يلبث أن يستحيل سمّا زعافا، و الحضن لا يلبث أن يصير شوكا، و الجنّة نارا.
و قد عبّر عن هذا التحوّل الدّلاليّ العميق بأداة الاستدراك " لكنّ" "لكنّها غابة لا تعرف درب العشق...و جدها بفراش رجل آخر...."
فنتبيّن ممّا تقدّم أنّ السّرد لم يلتزم بالخطيّة، و إنّما كان متقطّعا، يراوح بين الاسترجاع و الاستشراف، و بين هذا و ذاك تنبهر أنفاس البطل و السّارد و المتلقّي المشارك في عمليّة إنتاج النصّ من خلال الترقّب المضني و التّاويل. أَوَ يكون ذلك مبرّرا مقنعا لتنوّع أشكال التّبئير في المرويّ و عدم ثبات الكاتب على رؤية بعينها لبناء معماريّة النصّ؟
يقسّم جيرار جينات عمليّة التّبئير إلى ثلاثة أصناف وهي حصيلة مقارنة معلومات الرّاوي بمعلومات الشخصيّة التّي يتناولها التّبئير:
أ. التّبئير الصّفر:
و يُعبّرُ عنه بالسّارد كليّ المعرفة، فلا يتموقع الرّاوي في هذه الرّؤية خلف الشخصيّة و لكنّه" فوقها كإله دائم الحضور".
و آية ذلك قوله:
"كانت دقّات قلبها سريعة و كأنّ قلبها سيقفز". فالسّارد يعلم هواجس البطل و أفكاره.
ب. التّبئير الدّاخليّ:
و تكون الرّؤية فيه مقتصرة على الشخصيّة أي تُعبّر عن وجهة نظر شخصيّة فرديّة ثابتة أو متحرّكة و تكون معرفة الرّاوي هنا على قدر معرفة الشخصيّة الحكائيّة. و ليس أدلّ على ذلك من قوله:
"حسنا سأخبركِ بما يطمئن قلبكِ، كنت دائمة التّحذير أن لا أقرب من صتدوق والدي رحمه الله فعصيتكِ و فتحتهُ، وجدتُ به رصاصة أصابت قدمي اليمنى..."
فنحن نتعرّف على أفعال الشخصيّة و أحوالها من خلال ما تبوح به.
ج. التّبئير الخارجيّ:
هو ذاك الذّي تكون بؤرته خارجة عن الشخصيّة المرويّ عنها، و بالتّالي فالرّاوي أو القارئ يعرف أقلّ من الشخصيّة التّي يروي عنها كما يعتمد فيه كثيرا من الوصف.
و برهان ذلك قوله:
"اِقتربي هاهي قدمي اليمنى، و هاهي تلك النّدبة". التّبئير هنا يتمّ بالعين المجرّدة يعني بما نراه فقط.
و قد اِرتبط اِستخدام هذه التقنية برغبة السارد في إشاعة جوّ من التّشويق و إحاطة الشخصيّة بالغموض من خلال كتم المعلومات المتعلّقة بها.
نستشفّ ممّا تقدّم أنّ الكاتب أثقلته خطوب الحياة فتخفّى وراء شخوصه مستعملا رؤى سرديّة متنوّعة لتكشف عن رفضه لبعض السلوكيّات السياسيّة و الاجتماعيّة المتفشّية في عصره. كالحروب و ما يتبعها من ظلم و قهر و اِستبداد و كالخيانة و الغدر: "أنا ضحية الحروب و الظلم ، أنا ضحيتك أنت ، ضحية كل صامت على الظلم و القهر و الإستبداد ، أنا البريء الذي فقد أسرته منذ سنوات ، لم يجد خلالها قلباً حنوناً ، و حين وجد ذلك القلب ، كان ككل القلوب المتحجرة ....."
أسبابٌ حمّلها الكاتب مسؤوليّة ما حصل من اِنتكاسة للشخصيّة المحوريّة في النصّ في علاقتها الجدليّة الصّادمة بالحبيبة/ الوطن/ الأمّ الثكّلى المكلومة التّي فقدتْ اِبنتها جرّاء الوقوع في المحظور. ثمّ اِبنها قاتل وحيدتها: "أماه أماه نعم أنتِ أمي ، ارتجف قلبها و قالت من هى أمك يا قاتل ابنتي من تقصد آيها الجاحد الظالم ؟" ،الأمر الذّي يبرّر لنا تطوّر الأزمة منذ بداية النصّ و حتّى نهايته. فلم نجد كما في النّصوص السرديّة حدثا صاعدا و أزمة يليه حدث نازل و خاتمة قد تؤول إلى اِنفراج العقدة.
فكانت الحبكة في نصّ "بئر الحرمان" حبكة دراميّة بامتياز، و قد يكون ذلك سبب اِختيار العنوان. فالنصّ لم يعرف فسحة أمل أو مهادنة، إنّما كان صراعا متواصلا بدايته موت و خاتمته جنائزيّة قاتمة: "كانت تلك آخر لحظات لها في الحياة ، فارقت الدنيا حسرة على ابنتها ، وهو فقد الوطن الآمن الذي بحث عنه سنوات ، هنا أطلق صرخته لتدوي بكل الأركان ، ليعلن صداها أن الإنسان ضحية أخيه الإنسان".
لذلك لم تكن اللّغة شاعريّة مجنّحة حالمة بل كانت شديدة، قاسية، تعوّل على معاجم متقابلة: الرّذيلة و الفضيلة/ العقاب و الجزاء/ الحياة و الفناء/ السعادة و الشّقاء/. و هو ما يفسّر اختيار قاعة المحكمة فضاء رئيسا تدور فيه الأحداث لتكتمل مقوّمات المحاسبة: محاسبة النّفس، الآخر، الإنسانيّة جمعاء. إذ القضيّة ليست مجرّد عشق و خيانة بل هي قضيّة وطن مسلوب
خانه أبناؤه و باعوه في المزاد بأبخس الأثمان. فلا غرابة أن تكون النّهاية تراجيديّة فاجعة يقضي فيها الكلّ نحبه ما عدا هذا المغدور الذّي بقي يلفظ أنفاسه الأخيرة في اِنتظار منقذ يرتق الجراح النّازفة.
و خلاصة القول إنّ القصّة القصيرة تستمدّ جزءا من جوهرها عبر التقاط الموقف المأزوم و نقله بطريقة فنيّة محكمة البناء و السبّك حتّى يحقّق الأهداف المرجوّة منه و هي في الغالب تبطين النصّ و تحميله جملة من القضايا الواقعيّة الشّائكة التّي يريد القاصّ لها منفذا و خلاصا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البناء القصصيّ و الحبكة الدراميّة في نصّ "بئر الحرمان" للقاصّ محمّد وجيه/ بقلم الكاتبة والناقدة أسمهان الفالح/ تونس_ مجلة نجوم الأدب والشعر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ سوزان عبدالقادر-
انتقل الى: