ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ..بقلم الشاعرة العراقي عبدالله خزعل_ مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ
ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ٍ ﻣﺎﺕَ ﺍﻟﺼّﺪﻕُ ﻓﻴﻪ
ﻭﻋﺸﺶَ ﺍﻟﻜَﺬِﺏُ ﺑﻴﻦ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺦٌ ﻛﺒﻴﺮٌ ﻳﺘﻮﻛﺄ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎﻩ
ﻭﻳﻄﻠﻖُ ﺭﺻﺎﺻﺎﺗﻪ
ﻓﺮﺍﺩﻯ
ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻞّ ﻣَﻦْ ﻳﺴﻤﻌُﻬﺎ ﻳﻔﻜﺮّ ﻣﻠﻴﺎّ
ﻣﺎ ﺳﺮّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ؟
ﻋﻞّ ﻣﻦْ ﻣﺎﺕَ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻳﺴﻤﻊُ ﺩﻋﺎﺀﻩ
ﻭﻳﺴﺄﻝُ ﻣﻦْ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕُ ﻟﻪ ﻛﺎﻟﻌﺒﺎﺀﺓ
ﺃﻳﻬﺮُﺏُ ﺍﻟﺸﻴﺦُ ﻣﻦ ﻏﻮﻝ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ؟
ﻭﻧﺼﺐ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻭﻏﺪﺭِ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ؟
ﺃﻳﻦَ ﻭﺟﻬﺔ ُ ﺍﻟﺸﻴﺦ ؟
ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ٍ ﺍﻟﻜﻞّ ﺗﺎﺋﻪٌ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺎﺕ ِ ﺳﻴﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺸﻖ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻭﺍﺭﺗﺸﻒ ﻟﺤﻦ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ
ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﻳﺪ ؟
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺼﻐﻲ ﺇﻟﻴﻪ
ﻋﻠّﻪُ ﻳﻨﺴﻴﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺁﻻﻣﻨﺎ
ﺛﻢّ ﻧﻌﻮﺩ
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺴﻤﻊُ ﺻﺮﺧﺘﻪُ
ﻭﻧﺪﻭﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺠﻼﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
ﺃﺗُﺤﺮﻕُ ﻭﺭﻕَ ﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊِ !
ﻛﻠﻤﺎﺕُ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ؟
ﺃﻡْ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺬﻫﺐُ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ
ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ
ﺗﺒﺤﺚُ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﻓﺌﺪﺓٍ ﺻﺎﺩﻗﺔ
ﻭﺗﻔﺎﺭﻕُ ﺍﻟﻜﺬﺏَ ﻭﺍﻟﺮّﻳﺎﺀ
ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺪﻭﺭُ ﻭﺗﺪﻭﺭ
ﺣﺘﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﺭﺟﻞ ٍ ﻏﺮﻳﺐ ؟
ﻳﺆﻃﺮﻫﺎ ﺑﻤﺼﺤﻔﻪِ
ﻭﻳﻌﻠﻦُ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺰﺣﻒِ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ .
ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺤﺘﺮﻕُ ﻣﻌﺎﺑﺪُ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
ﻭﺗُﻜﺴﺮُ ﺁﻻﺕُ ﺍﻟﻐﻮﺍﻧﻲ
ﻭﻳﺒﺰﻍُ ﻓﺠﺮٌ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ...
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻌﻮﺩ
ﻓﺎﻟﺮﺟﻞُ ﺑﺎﻳﻊَ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺃﻋﻠﻦَ ﻳﻮﻡَ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ
ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻮﻛﺐٍ ﻳﺠﺘﺎﺯُ ﻛﻞَّ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻌﻮﺩ
ﺇﻧّﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻗﺘﻴﻼ
ﻣﻀﺮﺟﺎً ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ
ﻣﻨﺴﻴّﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﻣﻌﻠﻘﺎٌ ﺑﻌﻤﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ
ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺼﻮﺕ ﺿﻌﻴﻒ
ﺃﻳﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀُ ﻳﻌﻘﻮﺏ ؟
ﺃﻳﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ؟
ﻛﻴﻒ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺃﺧﺎﻫﻢ ﻭﺣﻴﺪﺍً
ﺩﻭﻥ ﺯﺍﺩ ٍ ﻭﻣﺎﺀ
ﻣﺎ ﺫﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻷﺑﻴﻬﻢ
ﺇﺫﺍ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ؟
ﺗﺮﻛﻨﺎﻩ ﻣﻌﻠﻘﺎً
ﺗﺄﻛﻞّ ﺍﻟﻄﻴﺮُ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻪ
ﻭﺭﻭﺣﻪ ﺗﺼّﻌﺪُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﺃﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺗﺮﻛﻨﺎﻩ ﻋﻨﺪ ﻣﺘﺎﻋﻨﺎ
ﻓﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﺐُ
ﻓﻲ ﺳﻜﺮﺓ ٍ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺀ
ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻳﺒﻜﻮﻥَ ﻛﺬﺑﺎً
ﻭﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺗﻔﻀﺢُ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ
ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺇﻥّ ﺃﺧﺎﻧﺎ ﺳﻮﻑ ﻳﻌﻮﺩ
ﺇﺫﺍ ﺟﻦّ ﺍﻟﻠﻴﻞٌ ﻭﺟﺎﻉ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮُ
ﻭﺯﺍﺩ ﺭﺟﺲُ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ
ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺇﻥّ ﺃﺧﺎﻧﺎ ﺳﻮﻑَ ﻳﻌﻮﺩ
ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘُﺪُﺱ ﻭﺷﻲﺀٍ ﺟﺪﻳﺪ
ﻓﻴﻤﺴﺢ ﺩﻣﻊَ ﺍﻟﺜﻜﺎﻟﻰ
ﻭﻳﺒﺪﺩُ ﺣﺰﻧﺎٌ ﻋﺘﻴﺪ
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻭﻳﻮﺳﻒْ
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻌﻮﺩ
ﻓﺄﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﺗﺪﻋﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﻭﺧﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻨﺪﺑﺎﺩ
ﻭﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ
ﻭﻫﻤﺲُ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻌﻮﺩ
ﻭﺍﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺣﻴﺪ
ﺍﺗﺮﻛﻮﻩ ﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ
ﻭﺳﺠﻼﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
ﻟﺘﻜﺘﺐَ ﺍﺳﻤﻪ ﺑﺄﺣﺮﻑ ٍ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ
ﻧﻘﺮﺃﻩ ﺑﻌﺪ ﻧﻮﻡ ٍ ﻋﻤﻴﻖ
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺦٌ ﻋﻨﻴﺪ
ﻳﺘﻮﻛﺄ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎﻩ
ﻭﻳﻄﻠﻖُ ﺭﺻﺎﺻﺎﺗﻪ ﻓﺮﺍﺩﻯ
ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﻭﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ
ﻭﻟﺒﺲ ﺍﻷﻛﻔﺎﻥَ
ﻣﻬﺮﻭﻻً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ
ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥُ ﺍﻟﻤﻮﺕُ ﺳﻌﺎﺩﺓ ً ؟
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻌﻮﺩ
ﻓﻜﻞّ ﺷﻲﺀ ﻏﺪﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎً
ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺴﺄﻝُ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺴﺪﻳﺪ
ﻳﺎ ﺃﺧﺎﻧﺎ ﻛﻴﻒَ ﺗﺮﻛﺖً ﺃﺑﺎﻧﺎ؟
ﻳﻌﺎﻟﺞُ ﺍﻟﻤﻮﺕَ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔٍ ﻣﻐﺒﺮﺓٍ ﺷﻌﺜﺎﺀ
ﻳﺎ ﺃﺧﺎﻧﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻚ ﺭﺃﻳﺘَﻪ
ﻭﺍﻟﺮﺻﺎﺹُ ﻳﺨﺘﺮﻕُ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﺍﻟﻮﺿﺎﺀ
ﻟﺒﻜﻴﺘَﻪَُ ﺣﺰﻧﺎً ﻭﺃﻗﻤﺖَ ﻋﻠﻴﻪِ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ
ﻳﺎ ﺃﺧﺎﻧﺎ ﺗﻨﺎﻫﺒﺘﻨﺎ ﺳﻴﻮﻑُ ﺍﻟﺮﺩّﺓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﻭﻫﺎﺫﻱ ﺩﻣﺎﻧﺎ ﺗﻨﺰﻑُ ﺑﺤﺮﻗﺔٍ
ﻭﻛﻢْ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻋﺰﻳﺰ ﻭﺷﻬﻴﺪ
ﻛﺜُﺮَ ﺍﻟﻤﻮﺕُ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻱ
ﻭﻋﺎﺩَ ﻭﺣﺸﺎً ﻋﻨﻴﺪ
ﻗُﺘِﻞَ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦُ ﻣﺠﺪﺩﺍً
ﻭﺳﺒﻴﺖْ ﻧﺴﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﻳﻮﻡِ ﺳﻌﻴﺪ
ﻳﺎ ﺃﺧﺎﻧﺎ ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ؟
ﻭﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﺗﺮَ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺜﻜﺎﻟﻰ
ﻭﺃﺣﺰﺍﻥ ﺁﺑﺎﺀٍ ﺑﺪﻣﻊٍ ﻋﺘﻴﺪ
ﻳﺎ ﺃﺧﺎﻧﺎ ﺃﻳﻦَ ﺃﻧﺖ؟
ﻓﻬﺬﻱ ﺟﻤﻮﻋُﻚ ﺑﺪﺩَ ﺃﺷﻼﺀﻫﺎ
ﺣﺮﻳﻖُ ﺍﻷﻣﺲ ﻭﺣﻘﺪٌ ﺟﺪﻳﺪ .
ﺃﺗﻌﻮﺩُ ﺃﻡ ﺃﻧّﻚ ﺗﻨﺘﻈﺮُ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ