طريق العشق
استيقظ من نومه مبكرا ...ليشم عبق نسيم الصباح
فتح النافذة علي مصراعيها ...
انبعث منها بريق الشمس ...
نظر الي السماء الصافية..وقد ارسلت خيوطها الحريرية لتداعب الكون كله ليأخذ نفسا عميقا يشعر بعده بالراحة والتطهر..وأنه قد ولد الي الحياة من جديد..
وكأن هذا اليوم هو يوم فارق في حياته القادمه.....
كالعادة..أتم عمل الروتين اليومي الصباحي....
كان يتعجل مرور الوقت للقائها ..
راح يلملم أشياءا في جعبته ..وباكورة ورود كانت منثورة في فناء حديقة منزل عائلته ...وقد عطرها بعبق المسك استعدادا للقاء من رسمها في خياله حورية من حوريات الجنة .
لقد عرفها منذ زمن ليس ببعيد وكأنه مع موعد مع القدر عن طريق احد مواقع التواصل الاجتماعي ..تحادث معها ..واندمجت روحهما بدون مقدمات ...
سافر معها الي عالم الخيال..ارتسمت البسمة علي شفتيه
لقد وجد ضالته اخيرا بعد ان ظل يبحث عنها عقودا من الزمان .
تواعدا سويا علي اللقاء ..
خرج من بيت عائلته الذي يقطن به ويمر بالشارع العام بمدينته...فيري وقع أقدام المارة واصواتهم ..وكلاكسات السيارات ..وأصوات الشاحنات وهي تحدث ضجيجا يخرج كل من يسمعه عن وقع شعوره...لم يأبه بكل ذلك ..
ولكنه كان يسير بخطوات ثابته يتهادي برغم قساوة الجو وحرارته.
اتجه الي الحديقة العامة وسط المدينة حيث تمتلأ بالاماكن الخضراء والمناظر الجميلة التي تبعث علي النفس الراحة والطمأنينه..ليري في طريقه ميدان وسط المدينة وقد اصبح مقلبا للقمامة ومرتع للحيوانات الضالة والنفايات ..وروائحها الكريهة التي انبعجت من هذا المكان الذي كان في سابق عهده نافورة جملت المدينة ومكانا جميلا لتجمع العاشقين لسنوات عديدة يتبادلون فيه التصاوير التي ستذكرهم بهذه اللحظات في زمن النسيان ...
اغرورقت عيناه بالدموع لما وصل اليه حال مدينته الجميلة ..التي طالما حافظت علي جمالها لسنوات عديدة ...ثم فقدت بريقها وتحولت الي مرتع للحيوانات والنفايات ...
مضي قدما في طريقه وقد اوشك الوصول الي الحديقة العامة
يفتح جواله يبحث عن اسمها ثم يضغط علي زر الاتصال وقد رسمت علي وجهه البرئ ابتسامة ...وظهر علي عينه بريق من الفضة والذهب ...
انتهت المدة المحددة للاتصال ..ولا إجابة
انتابه شعور بالخوف لعدم استجابتها لطلب اتصاله...
يمر قدما في طريقه ويدقق النظر في كل ما حوله ..لتأتيه في التو واللحظة مكالمة تليفونية عابرة ...انها تستعد للقائه ..
رقص فرحا مسرورا ...ولكنه قد بكر الحضور ...
جلس في الحديقة العامة تتفقد عيناه جمال المنظر وظل يرقب وصولها من بعيد ...ويتحفز لهذا اللقاء الاول ...
اسند ظهره الي الاريكة التي كان يجلس عليها ...تمر اللحظات تلو الاخري ..لتاتي لحظة تلونت فيها السماء متبرجة بألوان قوس قزح ...
ظهر القمر في وضح النهار جاء من بعيد في صورتها الملائكية الخجولة وثغرها المتبسم يخفي بداخله أسنان لؤلؤ...لوحت بيديها من بعيد ...
اطلقت سهام عيونها التي كانت كمسدس سريع الطلقات يثقب جدار القلب والعقل في آن واحد ...
عيون يسكن خمرها في مقلتيها وحمرة خجل انارت ارجاء المكان ..
ااخترق السهم جدار قلبه فاصابته في مقتل ....
انتفض واقفا في مكانه ... اقتربت منه لكي تصافحه...
أمعن النظر في مقلتيها ....
تصافحا بالايدي فعانقت راحتيهما بعضهما ...
لم يتمالك نفسه إلا وقد وقع اسير هواها ...
عاودت النظر مرة اخري اليه واطلقت سهما جديدا لترسم به طريقا الي الحياة ..
أيقن في هذه اللحظة ان المسافة بين عينيها ووقعتها
هو طريق العشق ...