ﻣﺮﺍﻫﻨﺔ..بقلم الكاتب المغربي أديب عدي_ مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻣﺮﺍﻫﻨﺔ
===
ﺧﻼﻝ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﻬﻰ ﺭﻫﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﻞ، ﻣﻨﺎﺻﺮﻭ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻳﻮﺯﻋﻮﻥ، ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﻢ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻭ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺷﺤﻴﻦ، ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﺩ
ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ، ﻣﺤﺪﺛﻴﻦ ﺟﻠﺒﺔ ﺑﺤﻤﺎﺳﻬﻢ ﻭ ﺷﻌﺎﺭﺍﺗﻬﻢ .
ﺩﺧﻞ ﺣﻤﻴﺪﺓ، ﻭ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺭﻛﻨﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻞ ﻧﺎﻓﺬﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ . ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺩﻩ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺨﺮﻁ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺣﺰﺏ، ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ
ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻢَّ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﻏﺎﺩﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ،
ﺿﺤﻚ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ : " ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ، ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺴﺘﻨﺴﺦ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ". ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻔﺤﺺ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺷﺤﻴﻦ . ﺃﺧﺬ ﻗﻠﻤﺎً ﻣﻦ ﺟﻴﺐ ﻗﻤﻴﺼﻪ، ﺛﻢّ ﻭ ﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ
ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﻮﺭ . ﻭ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺟﺪﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺭ ﺭﻏﻢ
ﺃﻥ ﻋﻼﻣﺔ ﺳﻜﺮﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻌﻤﻮﻡ، ﻣﻠﻮﺣﺎً ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ، ﻭ ﺃﻗﺴﻢ ﺑﺄﻏﻠﻆ ﺃﻳﻤﺎﻧﻪ ﺃﻥ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻔﻮﺯ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ . ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻩ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ .
ﻭ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ، ﺗﺒﻴَّﻦ ﺃﻥَّ ﺍﺭﻫﺎﺹ ﺣﻤﻴﺪﺓ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺋﺒﺎً، ﺇﺫ ﻧﺠﺢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ،
ﻓﻘﺎﻡ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻟﻴﺘﻔﻘﺪﻭﺍ ﺣﻀﻮﺭﻩ، ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺜﺮﻭﺍ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ، ﻓﺴﺄﻟﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻭﻩ، ﻓﺎﺯﺩﺍﺩﻭﺍ ﺣﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ . ﻓﻜﺜﺮﺕ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ . ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻜﺮ ﻃﺎﻓﺢ . ﻗﺎﻡ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﻀﻮﻻً ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً ﻧﺤﻮﻩ ﻭﺑﻌﺪ ﺿﻤﻪ ﺃﺟﻠﺴﻪ ﻣﻘﻌﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ . ﺛﻢ
ﺃﻣﻄﺮﻭﻩ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﺗﺨﻤﻴﻨﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ، ﻭ ﻛﻴﻒ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ . ﺣﻤﻠﻖ ﻓﻲ ﻭ ﺟﻮﻫﻬﻢ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺎﺳﻚ
ﻗﻬﻘﻬﺘﻪ، ﺛﻢ ﺻﺎﺡ ﻣﻤﺘﻌﻀﺎً : ﺃﻧﺴﻴﺘﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﺎ؟، ﻫﻞ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﺣﻤﻴﺪﺓ ﺍﻟﻘﻤﺎﺭ ‏( = ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻦ ‏) ؟، ﺃﻧﺘﻢ
ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺧﻄﺊ ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻱّ ﺳﺒﺎﻕٍ ﻟﻠﺨﻴﻮﻝ، ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻲ
ﺃﻥ ﺃﺧﻄﺊ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﻕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ؟