الرَّسمُ بلوْنٍ واحدْ
.....................
ماذا لو أرسمُ ،
والرَّسْمُ تحقَّقُ،
أو لخيالى صرتُ أشاهدْ
أرسمُ شعبًا عربيًّا
يزحفُ نحو الأقصى
أرسمُ طبْعًا وطنًا وألوِّنه
تجْمعهُ الفُرْشاةُ بلونٍ
واحدْ
ليس يفرِّقه المسْتعمرُ ..
لو ظلَّ الثائرُ منَّا
فى كرْم البيْدر صامدْ
أرسمُ فوق الأوراقِ إمامًا
جاء يوحِّد فِقْه سَقِيفتنا،
ومذاهبنا
أرسمُ طبعًا للأُمَّةِ قائدْ
أرسمُ ملهمتى حين تودِّعنى
بنعومةِ قُبْلتها
قبل ذهابى للحربِ،
وما ملَّت شوقَ عناقى؛
حين أعاودْ
أرسمُ عينَ مُعلَّقةٍ واجلةٍ
فوق الكعبةِ،
أرسمُ وادى عبقرَ
حين يُدثِّر جُلَّ بلاغتنا
فى صدْر الصَّحْراء الناهدْ
أرسمُ مقبرةً
ضَّمت أُمِّى الريفيَّةَ،
معتزمًا أنْ أقرأ فاتحةً ،
أدعيةً
حين أمرُّ بها
أنثر دمعى عند مرور القمر الشاردْ
لكنَّ الصبَّارَ هنالك مشغولٌ بالموتى
ليس معى - عند رواحى - عائدْ
أرسمُ دارةَ جدِّى
وبدون تماثيل الجبس
وشرفتها سيدة الظلِّ المُتقاعدْ
المرْسمُ يأخذنى لأُطوِّفَ فى لُغتى
مُصْطحبًا فى قافلتى
الإطنابَ الزاهدْ
نفدت ألوانى
ما جدوى الرسم؛
فلم يبقَ سواه الحلم
بلون غرامى المُتباعدْ