المركز الثاني القصة القصيرة قصة زائرٌ لابد منه46.1 درجة للكاتب أحمد طرشان /مصر

ﺃﺗﻤﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻙ ﻭﺃﻧﺜﺮ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﻓﺮﺣًﺎ ﺑﻠﻘﺎﺋﻚ ﻓﺎﺩﺧﻞ ﻣﺮﺣﺒًﺎ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ،
ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺮﺣﺒﻮﺍ ﺑﻚ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺭﺣﻤﺔً ﺑﻬﻢ ﻻﺗﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻣﺎﻣﻰ، ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻟﺘَّﺴﻠﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﻠﻔﻰ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ، ﺍّﺳﻒ ﺇﺫﺍ ﺿﺤﻜﺖ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻧﻚ ﻫﻨﺎ ﺑﺠﻮﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺴَّﺮﻳﺮ،
ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ ﺑﺼﺪﺭﻱ ﺃﻭ ﺑﺄﻧﻔﺎﺳﻲ، ﻗﻞ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺳﻠﻚ ﺣﺘَّﻰ ﺗﻤﻴﺘﻨﻲ ﺃﻧﻨﻯﻲ ﻣﻤﺘﻦ ﻟﻪ ﻓﻘﺪ
ﺃﻓﺴﺢ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻲ ﺣﺘَّﻰ ﺃﻧﻬﻲ ﻛﻞ ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ ﻭﺃﻋﺪ ﺃﻭﺭﺍﻗﻲ .
ﺻﺤﻴﺢً ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻛﻞ ﺟﺮﺍﺋﻤﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﺭﺍﺋﻲ ﻛﺎﻟﻜﻼﺏ ﺗﻨﻬﺶ ﻓﻲ ﻟﺤﻢ
ﺿﻤﻴﺮﻱ ﻭﺗﻨﺒﺢ ﺣﺘَّﻰ ﺗﻔﻀﺤﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻧﻜﺮﻫﺎ ﺑﻞ ﺇﻧﻲ ﻣﻌﺘﺮﻑٌ ﺑﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ
ﺍﻧﻈﺮ ﻟﻘﺪ ﺳﺠﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﺮﻓﻴًﺎ ﻭﻳﺎﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺳﺠﻠﺘﻬﺎ ﻓﺪﻳﻮ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺴَّﺎﻋﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻳﻘﻴﻦ ﻣﺴﺠﻠﺔ ﻭﻣﺼﻮﺭﺓ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺍﻟﺴَّﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﺜَّﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻨﻲ
ﺷﺎﻫﺪٌ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺟﻮﺍﺭﺣﻲ ﻭﻻﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺷﻬﻮﺩٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﻜﻔﻰ ﺑﻨﻔﺴﻰ
ﺷﻬﻴﺪًﺍً ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ
ﺑﻞ ﺇﻧﻨﻲ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﻗَّﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺑﺎﻟﺪَّﻓﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﺽ ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻧﺴﻴﺖ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ
ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺃﻭ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﺎﻧﻪ ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺧﺎﻓﻴﺔ.
ﻛﻨﺖ ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﻋﺰﻣﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﺏٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸَّﺎﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄَّﺒﻴﺐ ﻣﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﻞ
ﻭﺍﻟﺸُّﺮﺏ، ﻓﻬﻞ ﺃﻗﺪﻡ ﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪَّﻭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﻀِّﻴﺎﻓﺔ؟
ﺃﺭﺍﻙ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻭﻛﺄﻥ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻀَّﻴﻒ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻀﻴﻒ؟
ﻧﻌﻢ ﻋﻠﻤﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻀَّﻴﻒ ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻧﺖ، ﻓﻬﻞ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻰ ﻣﺸﺮﻭﺑًﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟَّﺬﻱ
ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻐﻴﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ، ﻻ ﺃﻗﺼﺪ ﻣﺸﺮﻭﺑًﺎ ﻳﻄﻴﻞ ﺃﺟﻠﻲ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻲ ﻋﻨﻜﻢ ﻭﺿﺎﺣﻜًﺎ
ﻗﻠﺖ :
ﺃﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻜﻢ ﻓﻴﺰﺍ ﻛﺎﺭﺕ ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ، ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﻄﻌﻢ ﺷﺮﺍﺏٍ ﻓﻲ ﻓﻤﻲ ﻛﺎﻟﻜﺎﻓﻮﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺰَّﻧﺠﺒﻴﻞ
ﻓﺎﺳﺘﺒﺸﺮﺕ ﺧﻴﺮًﺍ.
ﺩﺧﻠﺖ ﺃﻣﻲ ﻓﺠﺄﺓ، ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻓﻮﺟﺪﺗﻨﻲ ﻫﺎﺷًﺎ ﺑﺎﺷًﺎ ﻭﺑﻮﺣﻬﻰ ﻧﻮﺭً ﻭﺑﺸﺮ ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ
ﺍﺧﻮﺗﻲ : ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺩ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﻧﻀﺮﺓ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﻊ ﻗﺒﻠﺔً ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻨﻲ،
ﻭﺣﻔﻴﺪﺗﻲ ﻣﺮﻳﻢ ﺗﻌﺘﻠﻲ ﺻﺪﺭﻱ ﻓﻴﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﻣﻨﻌﻬﺎ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﻀﻨﻬﺎ ﻭﺃﻗﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ
ﻫﺬﻩ ﻟﻌﺒﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻊ ﻋﻤﺮﻱ .
ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻻ ﺗﺪﻣﻊ ﻓﺎﻟﺸَّﻴﺦ ﺟﻼﻝ ﺍﺑﻨﻲ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﺍﻟﺘَّﻘﻲ ﻗﺪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻚ، ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﻜﻔﻦ
ﺳﺮًﺍ ﻭﺃﻋﺪ ﻋﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺻﻤﺖٍ ﻭﻭﻗﺎﺭ ﻭﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﺣﻄﺘﻪ ﻋﻠﻤًﺎ ﺑﺎﻧﻨﻲ ﻛﺘﺒﺖ ﻭﺻﻴﺘﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻗﺎﺻﺮًﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻭﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀٍ ﻭﺫﻛﺮ
ﺃﺭﺍﻙ ﺗﺸﻴﺮ ﻟﻲ ﻓﺄﻛﻤﻞ ﻋﻤﻠﻚ ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻﺍﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ