المركز الثالث القصة القصيرة قصة الغيبوبة 45.7 درجة للكاتب محمد أبو الفتوح/مصر

جلس في المساء شرد ذهنه وهو يتابع سحابات الدخان التى تنبعث من سيجارته نحو الأفق وكأنها تفر منه ومن رائحة سيجارته النفاذة.
أفاق من شروده وتلفت حوله وأخذته الدهشة وتسائل ماذا حدث؟ ماهذا الذي يري؟ تلفت الي الشارع فرأي نفس مايراه في المقهي .
أين ذهب الناس؟ ماهذه المخلوقات التي يراها؟
أجسام بشريه ووجوه غريبة
هذا المخلوق له جسم رجل له وجه أرنب وهذا له وجه ثوروهذا مخلوق له جسد لفتاة لها وجه غزال ويتابعها مخلوق له وجه ذئب.
وراح في نوبه هستيريه من الضحك وهو يتسائل مع نفسه ماذا حدث؟
أخرما يتذكره أنه كان إنسان يعيش وسط بشر. والآن لم يعد هناك بشر
هل أصابه الجنون؟ أم أنه نائم ويحلم؟ وتحسس جسده ووجهه حتى يتأكد أنه مستيقظ وليس بنائم . ولكن ما هذا؟ إنه يتذكر أنه لا يرتدي نظارة فمن أين أتت؟ وقال في نفسه لعل هذه النظارة السخيفة هي من جعلتنى أري
وجوه الناس هكذا ورفع النظارة عن عينيه واندهش اكثر فقد رأي كل الناس هياكل عظمية تسير بجوار بعضها البعض لافرق بين رجل أو إمرأة أو بين غني او فقير وفي لحظات بدأت الأضواء من حوله تتخافت وتحول كل هيكل إلي كومة من العظــام وبدأ الــظلام يـسود وتخدر جسده
وراح في غيبــــوبه.