مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المركز الرابع القصة القصيرة قصة الأرض الحلم 45 درجة للكاتب محمد عارف الأخرس/فلسطين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سوزان عبدالقادر




عدد المساهمات : 11030
تاريخ التسجيل : 12/09/2015

المركز الرابع القصة القصيرة  قصة الأرض  الحلم 45 درجة للكاتب محمد عارف الأخرس/فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: المركز الرابع القصة القصيرة قصة الأرض الحلم 45 درجة للكاتب محمد عارف الأخرس/فلسطين   المركز الرابع القصة القصيرة  قصة الأرض  الحلم 45 درجة للكاتب محمد عارف الأخرس/فلسطين I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 19, 2016 8:20 am

بدأ الليل يدنو, وهو واقف أمام نافذته الواسعة قليلا , راح يمد نظره بعيدا بعيدا ، هبت نسمة لعوبة ,حركت سكون أشجار الحديقة,رسمت على ثغره ابتسامة عابثة.
تفتحت عيناه هناك ,على ذلك البيت الطيني الشارد قليلا عن بيوت القرية المتواضعة, كم عشق الطين والحجارة!!وهو يرى أمه تبادر إلى تشيد (خشة ) جديدة, تضاف إلى (( قصرهم )) المنيف .
كانت أيام فرح لا تنسى ،عاش بين أبوين أرضعاه الحب والعطف ممزوجا بفتات الطعام البسيط ,ذاق مرارة الأيام قبل حلاوتها, وشرب كؤوس الفاقة والحرمان, لكن ذلك كان دافعا له ليجد ويكدح
يعمل دون كلل ولا ملل حتى بات من أغنياء قريته , ليس بشطارته ,كما كان يردد دائما , بل بتوفيق الله ,فالمعطي غير بخيل.
شرد بعيدا بعيدا , ها هي حقول القمح تموج أمام عينية كأمواج الذهب , وقد عبثت بسنابلها المثقلة أيدي نسمات عجولة, وغسلت وجهها قطرات الندى المنمنمة, ما زال يذكر مواسم الحصار هناك.. المناجل ,العرق اللذيذ وهو يتصبب من أجساد الحصا دين , الأناشيد وهي تحارب فيهم التعب والكسل .,ياه...يا لروعة تلك المواسم!!
عشق تلك الجنان عشقا ليس له مثيل، حفظ أسماء الأراضي عن ظهر قلب...
- آه يا سنديانة !!ترى ما أخبار المكاشير, العين ,أم العلك , رأس عويص , الجلايل ,خلايل شريم ,غابة عويص، المضيرات,عين البلد ,.. وغيرها..وغيرها ؟؟
شرد بعيدا حقا...ستون سنه مرت بالتمام والكمال على تلك الليلة المشؤومة ,ينتفض كلما لاحت صور التهجير أمام خياله, واقتحمت عليه خواطره.
لا يكره شيئا كرهه العدد (48) !! أي عام نحس ٍ كان؟ !! أي تهجير فظيع من ارض العسل واللبن والبرتقال, أرض هداة البال؟!
****
وصل إلى المقهى الغارق في الخضرة ,(مقهى النباتات) , يذكره تماما بهناك, آخ يا هناك!! طلب كأسا كبيرة من الشاي ذات مواصفات يحفظها النادل , عادت الخواطر تقتحم عقله وقلبه معا , ما زال يذكر ذلك (الخازوق ) الذي أكله,تهجير مروع في ظلال الموت والرعب والإرهاب المبرمج, كان قد اشترى قطعة ارض هناك, دفع دم قلبه ثمنا لها, ما "تحت البلاطة " وما فوقها . لم تكتمل فرحته, فقبل أن يجني باكورة إنتاجها حدث ما حدث, مازال يذكر كيف تشبث بأرضه رافضا الرحيل, رغم توسل القريب والبعيد, لم يقنعه سوى صدى أخبار المجازر التي طالت أكثر من قرية هناك .
لم يقتنع احد من معارفه وأصدقائه انه سينجو من الجنون آن ذاك
ابتسم في نفسه , لكنه نجا, وان لم تندمل الجراح بعد ،والحنين لتلك البساتين لم يجف.
- لكنني,قال في نفسه, كافحت وكافحت , وامتلكت هنا -على أية حال-مثل ما امتلكت هناك, واليوم, نفسي في أرضك يا (أبو خليل) ,متى سيتحقق هذا الحلم .؟
انه موقع ولا أروع ؟ يكفي اسمها ,وادي العسل.
ولكن الشراء بمبلغ كهذا مغامرة غير محمودة العواقب, مجازفة رهيبة , في ظل هذه الأوضاع...كل شيء بات على" كف عفريت "وما حصل له هناك ،هل يتكرر هنا ؟؟!!(لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) أنقذه من هواجسه صوت أقدام تقترب
مرحبا يا أبو احمد اللي ماخذ عقلك..
أهلا هلا (أبو خليل) اقعد..اقعد..اشرب قهوة.
هذا قهوته مالها مثيل...
.عارف ، يا الله أنت كريم وإحنا منستاهل
- اقعد يا ابن الحلال..اقعد
- الصحيح قهوته طيبه مثل نفسه .
بدا صوت رشفات القهوة يتقاطع مع خشخشة أغصان شجرة الكينا العملاقة التي تظلل المكان, عيونهما تتبادلان الحديث ، انه صاحب الأرض الحلم، كثيرا ما ثار النقاش بشان صفقة شرائها ولم ينته,أصلح أبو احمد جلسته ,وضع الفنجان شبه الفارغ على (طربيزة) أكل الزمان على وجهها وشرب..تنحنح:
- بعدين يا أبو خليل ..ما بدك تخلصنا من هالقصة؟؟!!!
أية قصة يا رجل ؟!آه، وادي العسل ,ولو أبو احمد عاجز عن خمسين ألف ورقة ؟!
- بهذا السعر.. الله وكيلك الخسارة مضمونة , ازحزح اشويه .
انت عارف الأمر مش بيدي لحالي يا أبو احمد
وأنا بخمسين مش شرّا بها الظروف ؟!
هو بالك احسنلك , لا يصير فيك زيّ زمان , تشتري من هون وتخرب من هون.
فال الله ولا فالك, أقول لك.. ما بدي اشتري...لأنا راجعين يعني راجعين...
- خليها على الله ...مليح إن ظلينا....
تكملش.. والله ما بنطلع من هون هاي المرة إلا على السنديانة, على ارض الجلايل.
يا سيدي...اللي بعيش بشوف
مالك يا رجل؟ عمري ما شفتك يأسان هيك ؟؟؟!!!
,كأنك مش سامع قديش في مؤامرات ها الأيام على حق العودة اللي بتحكي عنه؟ والله خايف إنّا ما منستاهل هالبلاد؟!
له يا رجل الأرض أرضنا منستاهل ونص .
والله كل ما قلنا هانت بتشد
يهمش ، ما بعد الضيق إلا الفرج.
على كل حال تتعبش راسك بالنسبة لوادي العسل..
ليش عاد ؟
لأنها تقريبا.. انباعت
حاول أبو أحمد إخفاء صدمته وتأثّره , اتّقدت النار في داخله , قفز الدم إلى وجهه رغم انفه, وهو يسأل :
قول وغير ..ومين سعيد الحظ عاد؟
بتعرفو , أبو خالد ,راح خليل يخلص الموضوع معه اليوم , وهاي شكله جاي ؟.
بدأ الاضطراب يتضح أكثر فأكثر على أبي احمد , صوته, نظراته ,حشرجة أنفاسه, بريق عينيه,
- السلام عليكم
عليكم ..آه بشر يا خليل
والله ما زبطت يا عم..
ليش يا ابن الحلال ؟
دفع سبعة ثلاثين ألف.. و بالتقصيت
قَصّته هَم ّ , وأبوك عرف
عرف وانجن, منتي عارف اللي إحنا فيه؟!
والله محنا عارفين نتلقاها منين , وهسّ يا أبو احمد ما بدك تنطق هالجوهرة وتخلصنا ؟
بتبيعو بخمسة وثلاثين , والدفع قبل الرفع
ولو من خمسين لخمسة وثلاثين؟!
الخمسين طلبك.. بتقدر تطلب مية ألف ؟
طيب خليهم سبعة وثلاثين, قد ما دفع الزلمة ؟
روح أربعين ألف ,بس أقساط..
له .. يا سيدي خمسة وثلاثين .. خمسة وثلاثين, مبروك
- وهاي( شك) بخمسة آلاف, وبعد ما تتنازلوا بسلمكم الباقي على داير مليم ..
إن شاء الله ألف مبروك.. الفاتحة

لم يستطع أن يخفي مشاعره, وأخيرا الحلم يتحقق , غمرت ألوان الفرح قلبه وكيانه . قال لأبنائه, وهو يزف لهم الخبر السار مساء:
كنت مستعد ادفع أربعين, لو أصروا.
قال احمد في لهجة تمور بالضيق:
لكن يا أبي ألا ترى؟! الأحوال تسوء يوما بعد يوم, والله أنا شايف هالشروة مغامرة...
له يا احمد هذا وادي العسل يا با؟ و الموقع ما لو مثيل..
يا سيدي..المهم انك مبسوط...وحققت حلمك
تسلم ..يالله عاد خلينا نفكر لنا بمشروع مليح نعوض هالمصريا ت
خلينا نبني لك فيها مصيف قبل كل شي.. يابا؟
والله فكرة بتجنن, ليش لع.هههههههههههه
*****
مضت سنة على شراء الأرض ,جنى خلالها أبو احمد من الخير ما جنى كان غارقا في أفكاره ..عينه تتابع غروب الشمس الساحر ,اقبل عليه المهندس احمد, وبيده صحيفة, لونه متغير تماما,وملامح وجهه اختفت تحت هاله من القلق.
مالك يا احمد...يا ساتر
والله ما أنا عارف شو بدي أقول لك
قول وخلصني ..
الأرض
أي ارض يا ولد؟!!
أخشى أن يضيع الحلم يا أبي.
أنا ناقصني الغاز...خلصني شو في
هاي( أولاد عمنا) بقولوا إنهم بدهم يبنوا جدار فاصل , على أمل احدوا من العمليات داخل الخط الأخضر.
وما يبنوا اللي يبنوه إحنا مالنا..
ناشرين خرائط اليوم بالجريدة .وخايف انه الجداراللعين يبلع قسم من أرضنا ,ولو إني مش متأكد .

سقط أبو احمد على الأرض.. تلاحقت أنفاسه ,واربد وجهه..ثم..

مضى أسبوع عليه في المستشفى, تجاوز الخطر هذه المرة أيضا ,كان احمد شبه متأكد.. الجدار اللعين سيقسم أرضهم الحلم نصفين, هذا يعني إنها ستضيع , وعندها لن يجني منها عسلا ولا بصلا , أراد أن يزف إليه الخبر بالتقصيت,خشية أن يسمعه من غيره (مبهرا) بصورة تقضي عليه , الحمد لله لقد مرت الأمور بسلام ..
لا أنت اليوم ممتاز يا حج ..الحمد لله
الله يبشرك بالخير يا( أبو البشاير )
ضحك احمد وهو يقول:
صحتك عندنا أحسن من كل الأراضي إللي خلقها ربنا يا حج ..
هذا قضاء الله يا ولدي, قدر ولطف ، بعدين اتوكل على الله , إن شاء الله ما بظل لا جدار ولا غيره ...وبترجع لك كل أراضيك وأولها الجلايل..
ربك كريم ,والله كل ما أشوف صورة هاللعين .. بنهد حيلي يا بني؟!
يا رجل.. إذا جدار برلين راح!!
يدخل الطبيب..
عقبال جدار بلعين يا سيدي !!.. الظاهر طابت لك القعدة يا ,أبو احمد ! ما بدك تخرج؟ بكفي عاد..
-الله يبشرك بالخير يا دكتور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المركز الرابع القصة القصيرة قصة الأرض الحلم 45 درجة للكاتب محمد عارف الأخرس/فلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المركز الرابع القصة القصيرة جدا قصة عِلاقة43.5 درجة للكاتب عبدالحسين رشيد العبيدي/العراق
» المركز الثالث القصة القصيرة قصة الغيبوبة 45.7 درجة للكاتب محمد أبو الفتوح/مصر
» المركز الثالث القصة القصيرة قصة الغيبوبة 45.7 درجة للكاتب محمد أبو الفتوح/مصر
» المركز الأول القصة القصيرة جدا قصة منسوب 46.5 درجة للكاتب محمد خالدي/ المغرب
» المركز الرابع مكرر القصة القصيرة جدا قصة مداعبة43,5 درجة للكاتبة نبيلة الشيخ/اليمن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ سوزان عبدالقادر :: المسابقات-
انتقل الى: