الرحيلُ الكبير

كلُّ الدروبِ التي مشيتُها
أعادتني إليكِ
وكلُّ النجومِ التي سكنتُها
رهينةٌ لديكِ
وكلُّ البحارِ التي عبَرتُها
تثورُ عليكِ
فكيفَ تقولينَ إِنكِ رحلتِ
وكيفَ أُصدقُ الرحيلَ الكبيرْ
وأنتِ حياةٌ
وأنتِ العطاءْ
أنتِ طيورٌ
وأنتِ الفضاءْ
تسكنُ قلبي تُبعثرُ نبضيْ
كيفَ تقولينَ إِنكِ رحلتِ
وكيفَ أُصدقُ الرحيلَ الكبيرْ
وأنتِ السفينةُ
وأنتِ الشراعْ
أنتِ الرياحُ
وأنتِ الصراعْ
تسيرُ بعمريْ وترسمُ حُلُميْ
كيفَ أُصدقُ اتهامَ الطغاةْ
بأنَّ عِشقَنا جبانٌ صغيرْ
وأَن حبَنَا كصوتِ الصفيرْ
وأَنَّ حلمَنا صعبٌ قصيرْ
كيفَ أُصدقُ الرحيلَ الكبيرْ
وأنتِ السماءُ
وأنتِ الغيومْ
أنتِ الكواكبُ
وأنتِ النجومْ
تضيءُ اللياليْ وترنو لحاليْ
كيفَ أكونُ لغيرِكِ أميرْ
أَعشَقُ غيرَكِ وإليكِ أسيرْ
أُعانقُ غيرَكِ
أُضاجعُ غيرَكِ
وأنتِ الأميرةُ وأنتِ الولاءْ
وكلُّ النساءِ لديَّ سواءْ
تمرُّ أمامي مثلَ الهواءْ
أطيرٌ إليكِ وقلبي يطيرْ
وأَشعرُ أّني لحبي أسيرْ
حبيبي
أَتُنكِرُ اليومَ رحيلي الكبيرْ
أَكانَ أمامي غيرَهُ طريقْ
تلومُ رحيلي وأنتَ غريقْ
وكانَ الظلامُ لدينا رفيقْ
بعدي تعيشُ عمراً طويلْ
وتلقى نساءً كثيراً كثيرْ
فلا تنسى شكليْ
ولاتنسى وعديْ
ولاتنسى حباً
أصبحَ اليومَ للموتِ أسيرْ
حبيبتي
أُصدقُ اليومَ الرحيلَ الكبيرْ
لكني سأبقى رحيقَ الورودْ
وأنتِ الفراشةُ بلونِ الخدودْ
وأجعلُ اختياري رحيلاً كبيرْ
وأجعلُ طريقي إليكِ مُنيرْ
بَعْدَكِ نسيتُ كلَّ النساءْ
بَعْدَكِ
كلُّ النساءِ لديَّ سواءْ