مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قطار الصعيد ... بقلم الكاتب المصري تامر أبو طالب ـ مجلة نجوم الأدب والشعر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سوزان عبدالقادر




عدد المساهمات : 11030
تاريخ التسجيل : 12/09/2015

قطار الصعيد ... بقلم الكاتب المصري تامر أبو طالب ـ مجلة نجوم الأدب والشعر Empty
مُساهمةموضوع: قطار الصعيد ... بقلم الكاتب المصري تامر أبو طالب ـ مجلة نجوم الأدب والشعر   قطار الصعيد ... بقلم الكاتب المصري تامر أبو طالب ـ مجلة نجوم الأدب والشعر I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 11, 2015 8:01 pm

تحرك القطار من محطة بورسعيد الباسلة فى تمام الثامنة والنصف صباحا فى صباح شهر رمضان بتكاسل ويحمل بين عرباته الحلم والأمل والحزن والألم هو يحمل الحياة داخلة الحياة بكل معانيها وما تحويه
وسرعان ما نفض عنه الكسل واستمد حيويته ونشاطه من شموخ القناة ونقاء الطبيعة وجمالها
يتوقف القطار فيما يقابله من محطات ينزل منه من انتهت رحلته ويركب مسافرون جدد يبدءون رحلتهم
يتوقف القطار فى تمام الثانية عشر ظهرا فى محطة الزقازيق عاصمة الشرقية اهل الكرم
يركب نادر القطار وهو يودع الاهل والأصدقاء عائدا إلى القاهرة ورغم الزحام الشديد يجد نادر مكانا يجلس فيه
ويتحرك القطار وينتظم الركاب فى اماكنهم ويتأمل نادر من نافذة القطار التى يجلس بجوارها الوجوه الطيبة واختلاط الريف بالمدنية وكان الماضى والحاضر يتعانقان
وفجأة يقطع تأمل نادر صوت رجل يأتى من العربة التى تسبق عربته وينادى بصوت عالى
لمن الصندوق الذى به طيور مذبوحة ؟
لم يرد احد وساد الصمت لحظات وكاد نادر ان يقول هو ملكى ولكن ارجو ان تسوى الطيور وتعطينى إياه
فنادر شخصية مرحة يحب الضحك ويكره الحزن وسريع التعرف على الآخرين بسهولة ولكنه صمت وكأن شيئا ابتلع لسانه وغاص فى نوم عميق على غير عادته العاشقة للتأمل فيما حوله والتحاور مع من حوله ولكنه غالبا تأثير الصيام والسهر
وفجأة يقطع نومه يد قوية تهزه فيفتح عينيه بتثاقل ثم يغلقها ويفتحها وكأنه نسى انه يركب القطار ويحاول استعادة الذاكرة
فوجد الراكب الذى يجلس أمامه يسأله : اين ستنزل ؟
فسأله : أين نحن ؟
فقال الراكب : نقترب من محطة شبرا الخيمة
فقال نادر للراكب : يااه مر الوقت سريعا اشكرك على ايقاظى
وقام نادر فاقد التوازن يترنح بجسده الخفيف يمينا ويسارا مع حركات القطار وكأنه كان نائما مع اهل الكهف
توجه نادر للأمام معتقدا انه يقلل المسافات ومع تخطيه العربة التى كان يجلس بها وولوجه إلى العربة التى تليها وجد تواجد كثيف لرجال الشرطة يمينا ويسارا ولمح بينهم صندوق كرتون عالى بعض الشىء
وهنا تذكر الرجل الذى كان ينادى على الصندوق وفى لحظات ربط بينه وبين ذاك الصندوق الذى تحرسه الشرطة
وهنا وصل فضول نادر الى اقصى مدى وترجل متباطئاً من بين رجال الشرطة ومحاولا اختلاس النظرات لمحاولة معرفة ما بداخل الصندوق
وفجأة يتوقف نصف جسده العلوى مع تحرك نصف جسده السفلى وكأنه فى مشهد من فيلم كارتون
تتحرك قدماه وتتسمر رأسه أمام الصندوق وتجحظ عيناه وتعلو نبضات قلبه
ثم يصرخ نادر فيمن حوله
قتيلة فى الصندوق
فيرد عليه احد رجال الشرطة فى برود اثار غضبه
نعرف انها قتيلة
فتعلو نبرات صوت نادر ويوجه غضبه لرجل الشرطة وهو فى قمة الانفعال
يا رجل أقول لك قتيلة فى الصندوق وترد على بهذا البرود
فيتدخل اكبر رجال الشرطة سنا عجوز شاب شاب شعره فى عمله بعد ان فطن ان الشاب دخل فى صدمة عصبية فوقف حائلا بينه وبين الصندوق
بوجه بشوش قال له هدئ من روعك يا بنى لقد اخبرنا السلطات وينتظرنا رجال المباحث الجنائية وفريق من الطب الشرعى فنحن نقوم بواجبنا على اكمل وجه اذهب قبل ان يتحرك القطار ولا تستطيع النزول
فتحرك نادر فى هدوء وكأنه تم تخديره تتضارب الانفعالات والأفكار داخله
كيف فى نهار رمضان هناك من تجرأ على قتل إمرأة
لم يقتلها فقط وتركها تلفظ انفاسها الاخيرة فى هدوء بل فصل الرأس واليدين والقدمين عن الجسد !
ما هذا الذى يحدث كيف وصل البشر الى هذا التوحش ؟
وأى شيء يجعل الانسان يتحفز لقتل أخيه الإنسان ؟!
ظل نادر سائرا شريد الفكر مذهولا مما رآه ولم يكن متوقعا
رجل يركب قطار فينام فيصحو ليجد أمامه جثة ممزقة إلى اشلاء
يدخل نادر بيته ظاهرا على وجهه وجوم شديد
فتسأله زوجته عن ما اصابه
فيقص عليها ما رآه
فتذهل الزوجة ولا تصدقه فى أى حرف مما قاله رغم انها تعلم عنه الصدق ولكنها قصة أقرب إلى الخيال
يحاول نادر ان ينسى الحادثة ولكنه لا يستطيع أن يبعد ما شاهده من مناظر عن عقله وكأن المشاهد حفرت داخلة
وفى اليوم التالى يتصفح نادر الجريدة فيجد الحادثة منشورة ومازالت القتيلة مجهولة والبحث جارى عن لتحديد هويتها ومن ثم معرفة الجانى فيذهب مسرعا بالجريدة لزوجته حتى تصدقه
فتقرأها وتربت على كتفه تقول له هون عليك وحاول ان تنسى هذه الحادثة القاسية
وتمر الايام لم يتحدث نادر مرة اخرى مع احد عن هذه الحادثة
ولكن بعد اسبوعين جاءه ضيف فى مقر عمله من الشرقية صديق عمره محسن الذى تربى معه وعاشا اسعد ايام الطفولة والشباب
و اخذهما الحديث الطيب باستعادة الذكريات الجميلة ومضى الوقت سريعا وحان موعد الانصراف من العمل فطلب نادر من محسن ان يرافقه إلى المنزل لتناول الغداء سويا وحتى يرى اولاده
ولكن محسن اعتذر لارتباطه بميعاد هام فى الشرقية وهو من النوع الذى يحب ان يلتزم بالمواعيد ولكنه طلب من نادر ان يرافقه لمحطة القطار ليكون اخر من يراه فى القاهرة
ولكن لاحظ محسن تغير وجه نادر من البشاشة إلى الضيق
فبادره محسن بالسؤال وقال له هل انت ايضا مرتبط بموعد ؟
وهنا شعر نادر ان محسن لاحظ تغير وجهه وخوفا من ان يفهم الامر بطريقة خاطئة فأضطر ان يقص عليه حادثة قطار الصعيد
ولكن كانت المفاجأة بعد ان انتهى نادر من قصته
وجد محسن يبتسم ويقول له هل شاهدت الحاجة سامية وهى مقتولة ؟
فاندهش نادر من تعليقه وفغر له فاه
وقال له هل تعرف القتيلة ؟!
فقال له لا
بل أنا اعرف الجانى
فازداد اندهاش نادر وتسارعت على لسانة الكلمات لدرجة انه تلعثم وخرجت بصورة كوميدية من فمه جعلت محسن ينخرط فى قهقهة عالية
وقال له ماذا تقول ؟
فقال له نادر قصصت عليك ما اعرف فالدور عليك لتقص على ما تعرف لتكتمل الصورة
فقال له محسن القتيلة سيدة فى العقد الخامس من العمر تسكن بإحدى قرى محافظة الاسماعيلية وتشتهر بطيبتها وكرمها الزائد مع الغريب قبل القريب
وكان يسكن بجوارها رجل يعمل سائقا وزوجته من بلدتنا وكانت تعطف عليهما شدة فقرهما وكانت تتخذهما أبناء لها نها كانت عاقر ولا تنجب ولكن سولت لهما نفسيهما بسرقة هذه السيدة السخية اعتقادا منهما انها تملك كنزا لا ينضب ، علما بأن راتب زوجها متوسط ولكن كانت تملك عقارا ورثته عن ابيها وتعيش على ريعه وتصرف اغلبه فى مساعدة الفقراء
ولكن اعتقدوا من شدة سخاءها وكرمها معهما ومع الغير انها تملك أموالا طائلة
فقامت الزوجة بزيارتها فى منزلها وغافلتها وقامت بوضع المخدر لها فى الشاى وبعد ان غابت عن الوعى صلت بزوجها ليدخل ويقوم بذبحها ثم تقطيعها اشلاء ووضعها فى الصندوق الكرتون كما رأيت وبعد ان انتهيا ظلا تشان فى المنزل عن الكنز الموعود وبعد ان اتعبهما البحث لم يجدا سوى مبلغ عشرة جنيهات و سوارين مذهبين كانت تلبسهما وهذا كل ما حصل عليه بعد هذه الجريمة النكراء
فضاعت احلامهما وضاعت معه الإنسانة الوحيدة التى كانت تعطف عليهم ويرق قلبها لحالهم فقد كانت تعطيهم اضعاف ما حصلوا عليه
وهذه هى كل القصة
ولكن نادر كان تائها فى عالم اخر فهزه محسن وقال له اين ذهبت ؟
فقال له هناك حلقة مفقودة فى روايتك
فقال محسن ماهى ؟
قال نادر كيف تم اكتشاف شخصية القتيلة ومن ثم اكتشاف الجانى ؟!
فقال محسن له هل رأيت الصندوق الكرتون الذى كانت توضع فيه القتيلة ؟
فقال له نادر نعم
فقال محسن هو من حل اللغز ومعه حبل
وقبل ان تزيد دهشة نادر وتزيد اسئلته استرسل محسن فى الحديث
وقال له هذا الصندوق كان صندوق بسكويت يتبع مصنع صغيرا موجود فى احدى مراكز الاسماعيلية ومع الذهاب للمصنع اخبرهم انه يتعامل معه ثمانية تجار جملة فقط فى قرى ومراكز الاسماعيلية ومع تضييق التحرى على تجار الجملة وسؤالهم عن اين تذهب الصناديق الفارغة كانت ردود الجميع انهم يستخدمونها فى تخزين بضائع اخرى لأنها كبيرة وقوية إلى ان اخبرهم احد تجار الجملة بأن هناك سيدة من اهل البلدة كانت تتردد عليه فى بعض الاحيان لشراء بعض البضائع بسعر الجملة لضيق حالتها وهو كان يبيع لها بأقل من السعر لمساعدتها لشعوره بققرها واحتياجها وقد طلبت منه هذه السيدة احدى هذه الصناديق لاحتياجها لها فاعطاها اياها بلا تردد ولكنه لا يعلم اسمها واين تسكن وانها منذ فترة لم تمر عليه ولكنه اعطاهم اوصافها
ومع سؤال القسم التابع له هذه البلدة عما اذا كان هناك ابلاغ عن مفقودين فأبلغهم مأمور القسم بأن هناك بلاغا من زوج عن غياب زوجته وعدم معرفة مكان تغيبها
ومن هنا تم التعرف على القتيلة وبقى ان تتعرف الأجهزة الأمنية على الجانى
ولكن احتارت الاجهزة الامنية فى البحث فاغلب النساء فى الريف تتشابهن فى الشكل والملبس
ولكن كان هناك حبل مربوط به الصندوق كان الأمل الوحيد لرجال الامن
فالحبل مميز ولا يستخدمه إلى سائقين النقل فى جر العربات الآخرى عندما تتعطل
ومع البحث المضنى عن السائقين فى هذه البلدة وجدوهم جميعا معهم الحبل ولا يوجد بينهم من فقد حبل الجر
ومع البحث عمن كانت تختلط بهم القتيلة فعلموا انها كانت تخالط الجميع حيث انها شخصية ودودة
وحامت الشكوك حول الزوج هل استدعى احد للتخلص من زوجته ليرث العقار الذى تملكه ؟
ومع زيارة الجهات الامنية للزوج فى منزله ومحاولة الاستدلال من محادثته على التأكد مما وصلوا إليه من استنتاجات
ولاحظ ضابط المباحث عند زيارة الزوج فى منزلة سيدة فى منتصف العشرينات تقوم على خدمته و تنطبق عليها الاوصاف التى ادلى بها التاجر
فاعتقد الضابط انها عشيقته وأنهم اصابوا فيما وصلوا اليه من استنتاجات
وعند سؤال الزوج عن شخصية هذه السيدة ومدى قربها منهم
قال الزوج هى جارتنا وكانت زوجتى تعتبرها هى وزوجها بمثابة ابناءها فنحن لم ننجب وهذه السيدة وزوجها فقراء ولا يملكان ما يساعدهما على العيش
فقام الضابط بسؤال الزوج وأين زوجها ؟
فقال له الزوج هو يعمل خارج البلدة ويأتى كل فترة إلى زوجته يعطيها ما جمعه من مال قليل ويجلس معها يومان ثم يعود إلى عمله
فسأل الضابط الزوج ماذا يعمل زوجها ؟
فبادر الزوج الضابط بسؤاله
هل تشك فيها ؟
قلت لك هذه كانت فى مثابة ابنائنا هى وزوجها وانت ترى بنفسك مدى وفائها
فقال له الضابط دون ان يكترث بحديثه ارجو ان ترد على سؤالى
فقال الزوج هو يعمل سائقا على عربة نقل مملوكة لأحد تجار الفاكهة
وهنا تنفس الضابط الصعداء وقبض على هذه السيدة وطلب بضبط وإحضار زوجها
واستخدم الضابط المكر والدهاء الايقاع بالجانى
وبعد ان قامت الجهزة الامنية بالقبلى الزوج وله امام الضابط خبره بأن زوجته اعترفت على كل شىء ولا داعى من الإنكار
فحاول الرجل جاهدا ان يمسك اعصابه ويخبر بط بأنه لا يعرف عن ماذا يتحدث ولكن الضابط اخرج الحبل مسرعا من درج مكتبه وقال له وبصماتك التى لى الحبل شىء
فانهار الرجل واعترف بكل شىء
فقام الضابط بإدخال زوجته عليه وهو يعترف وأمرها بالصمت وبعد ان انتهى
جاء دور الزوجة لتحكى هى الاخرى دورها فى الجريمة سهولة ودون ادنى انكار راعة الضابط ومكره فى الايقاع بهما تنم عن خبرة وحنكة فى هذا المجال
انهى محسن حديثه وها قد انتهيت من قص كلما ترغب فى معرفته قد انتهى ايضا مشوارنا فقد وصلنا الى القطار
فابتسم نادر وقال سبحان الله فعلا الدنيا مهما كبرت صغيرة ومهما اتسعت ضيقة وقام بتوديع صديقه وانصرف إلى منزله
ولكن لم تنتهى القصة بعد مع نادر
فنادر لا غنى له عن ركوب القطار فى تنقلاته وزياراته المتواصلة للأهل
وكلما ركب القطار
لا يستطيع ان يمنع نفسه من النظر أرفف لعربة التى يجلس بها
ولو شاهد صندوقا فوقه وارتاب فيه
يسأل عن صاحبه
وان كان صاحبه يجلس فى مكان اخر
يسأله لماذا لا تضع حاجياتك على رف قريب منك
وتحدث المشكلات بعدها
ويتمنى نادر ان تنتهى مأساته ومعاناته وينسيه الزمن هذه الحادثة الأليمة التى انطبعت داخله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قطار الصعيد ... بقلم الكاتب المصري تامر أبو طالب ـ مجلة نجوم الأدب والشعر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ سوزان عبدالقادر-
انتقل الى: