- لابد أن تقتله.
- من؟
- .......!
- أنت مجنون.
- لماذا؟ أليس هذا ما تفكر فيه؟
- وهل كل ما أفكر فيه قابل للتنفيذ؟
- جرِّب!
- ليس بيني وبينه عداوة شخصية.
- لكنك تعاني منه.
- ابتعد عني. أنا لست إرهابي.
- ومن قال لك أن الإرهابي إرهابي؟
- ماذا تقصد؟
- إن صغارهم متحمسون وكبارهم متمتعون. إنهم يحلمون.
- لا أفهمك؟!
- يسعون للأفضل من وجهة نظرهم.
- هو أيضا يسعى للأفضل.
- بدأت تفهمني.
- بل زادت حيرتي.
- نحن نريد. وهو يفعل ما يريد. إنه يأخذ حقك.
- وهل أحصل عليه بموته؟
- ستتحقق رغبة الجميع.
- وهل كلهم يريدون؟
- اسألهم.
- كيف؟ أنت تعلم أن نصفهم عيون على النصف الآخر.
- جبناء. لكنهم يردون التخلص منه.
- ولماذا لا أكون مثلهم؟
- لأنك مختلف.
- لماذا؟
- أنا معك.
- وماذا سأستفيد إذا قتلته؟
- سيخلدونك.
- وسأموت!
- ستموت شهيدا.
- ولماذا لا يكون هو أيضا شهيد؟
- لأن الجميع يريد موته.
- آخرون سيستفيدون من موته.
- تقصد المتمتعون؟
- كيف يكون المتمتعون هم الأقل منه؟
- الأمر معه يختلف. هو متحمس لكن تغلبه مصلحته الشخصية. الآخرون يستفيدون في الخفاء. ويتمتعون.
- إذن لا فائدة من موته.
- إذا مات فَقَد المتمتعون أداة المتعة.
- سينكشفون إذن!
- أنت لا تفهم اللعبة. سيتفقون على أحدهم يبدو متحمسا ويرفعونه في المواجهة.
- وتذهب إلى غيري وتدعوه إلى قتله.
- تماما.
- ابتعد عني. أنت أيضا تبحث عن مصلحتك. كل ما يهمك هو أن تحقق الغرض من وجودك.
- بل أريد أن يرتاح الناس.
- وأنا أداتك؟!
- لا تفهمني خطأ. أنا أريد الخير لك. ماذا تستفيد من حياتك؟ أنت تعاني ولا أحد يسأل عنك. انظر حولك. كم مرة احترقت غضبا من أحدهم يركب سيارة فاخرة لا يبتاعها إلا اللصوص.
- وما أكثرها.
- أرأيت؟!
- ولماذا لا أصبح من المتمتعين؟
- لأنك لم تخلق لذلك. أنت مع الأغلبية. لا يمكن أن تسرق.
- جربني.
- أنت خلقت للخلود. فاسعى إليه.
- لا أريد خلودك. أريد أن أعيش.
- لم يعد في الدنيا ما يستحق الحياة من أجله.
- أنت منافق. كيف تقول ذلك وهي لعبتك؟
- مجبر عليها.
- بماذا تريد أن تقنعني؟ لن أقتله.
- إذا لم تفعل. ستظل تحترق. إنهم يأخذون كل شيء حتى نسمة الهواء.
- آه يا صدري.
- آلمتك؟
- أنت تؤلمني. والهواء يخنقني.
- عندي الحل. إنه علاجك.
- أريد أن أتحرر من هذه القيود التي وضعوها على لساني. على قلبي. على أحلامي. حرموني حتى الابتسامة.
- أولئك قد ماتوا. يمكنك أن تأخذ بحقك إذا قتلته.
- وما ذنبه؟ إنه أحد الورثة.
- الثأر يؤخذ ولو بعد حين.
- أنا أضعف من أن أفعل.
- بل أقوى من الوجود.
- أين تلك القوة؟
- خلف ضعفك. تحت قيودك الواهنة.انطلق.
- من أنت؟!
- لم تعرفني حتى الآن؟
- لا أراك؟
- أنا داخلك. لا يمكن أن تراني.
- أقتُله إذن؟
- تخلص من ضعفك أولا.
- أفعل إذا قتلتُه.
- بل لن تفعل إذا استعدت قوتك.
- لماذا؟!
- لأنه لن يصبح له ولأمثاله وجود.
- حيَّرتَني.
- اقترب مني وستصل إلى ما تريد.
- ألستَ بشيطان؟
- انه نائم.
- وهل ينام؟
- حين يدرك أن عمله يتم دون أن يصحو.
- تقصد بهم؟
- جنوده المخلصون.
- إنك أول شعاع نور.
- سأذهب الآن.
- أرجوك لا تفعل.
- أنا معك على الدوام.
- متى تأتيني؟
- حين تقترب مني.