أنا خائفة ... بقلم الكاتب ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻐﺘﻮﺭﻯ-مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻫﺬﺍ ﺻﻮﺕ ﺃﺑﻲ ﻳُﺮﻫِﺒُﻨﻲ ! ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺟﻴﺪﺍً ، ﻟﻴﺘَﻪُ ﻻ ﻳﺄﺕِ ، ﻭَﻳَﺪَﻉَ ﺃﻣﻲ ﺑﺤﻴﺮﺗﻬﺎ ﻭﺧﻮﻓﻬﺎ
ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ، ﻓﺤﻴﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺍﻧﻜﻤﺶُ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺃﺑﺤﺚُ ﻋﻦ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻜﺎﻥ ﻷﺧﺘﻔﻲ ﻋﻨﻪ ، ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ ﺑﺄﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ، ﻻ ﻳﺮﺣﺐ ﺑﻮﺟﻮﺩﻱ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺪﻩ ! ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺗﻜﻮﻳﻨﻲ
ﻫﻮ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺃﻣﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺮﻏﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻄﺎﺋﺸﺔ ﺑﻤﻌﺴﻮﻝ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ..... ﺃﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ
ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭﻗﺘﻬﺎ ! ؟ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﻣُﺸﻴﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﺑﻲ ﺭﻏﻢ ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻄﺮﺕ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻋﻤﺖ ﺑﺼﺮﻩ ﻭﺑﺼﻴﺮﺗﻪ ، ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻗﻨﺎﻉ ﺃﻣﻲ ﺑﻘﺘﻠﻲ ﻭﺑﻴﺪﻳﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ
ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗُﻄَﻤْﺌِﻦ ﺧﻮﻓﻲ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﺑﺄﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺣﺪ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﺗﺼﻞ
ﺍﻟﻲَّ ! ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﺃﺑﻲ ﺗﺘﻠﻤﺲ ﺃﻣﻲ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻲ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻤﻞ
ﻭﺑﺒﻮﺡ ﻣﺨﻨﻮﻕ ! ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺃﺳﻤﻊ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺗﺼﻞ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺐ ﺃﻣﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﺘﻠﺠﻠﺞ ﺍﻟﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻼ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻭﻳﺮﺗﺠﻒ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﺜﻠﻬﺎ .
ﺃﻱ ﻇﻠﻢ ﻫﺬﺍ ! ﺃﻱ ﻇﻼﻡ ﺩﺍﻣﺲ ﻫﺬﺍ ! ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻮﺀﻭﺩﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻲ ! ﻓﻌﻠﻲ
ﺍﻷﻗﻞ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻟﻢ ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻭﻻ ﻣﺮﺣﺐٌ ﺑﻮﺟﻮﺩﻱ ﻭﺃﻧﺎ
ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻲ ﺃﻣﻲ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻏﺎﻣﺾ ﻣﻈﻠﻢ ﻣﺠﻬﻮﻝ ...... ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻤﻨﻲ ﺃﻥ
ﺃﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺃﺑﻲ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻛﻜﻞ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻣﺜﻠﻲ ﻛﻲ ﺃﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺣﺒﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻩ ، ﻛﻨﺖ
ﺃﺗﻤﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻫﻨﺄ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻭﺩﻻﻝ ﺃﻣﻲ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺑﺸﻮﻕ ﺭﺅﻳﺘﻲ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﻮﺭ ﺣﻤﻠﻲ ، ﺃﻱ
ﺫﻧﺐ ﺍﻗﺘﺮﻓﺘﻪ ﻛﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺼﻴﺮﻱ! ؟
‏( ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻨﺼﻨﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺍﻵﻥ ؟ ﻗﻠﺖ ﻟﻚِ ﻧﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻣﺒﻜﺮﺍً ....
ﺧﻼﺹ ﺃﻧﺖِ ﺻﻤﻤﺖِ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﻟﺤﻤﻞ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺫﻧﺒﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻬﺮﺍﺀ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﺑﻪ ﺷﺄﻥ ! ﺍﻵﻥ ﺧﻠﺼﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ...... ﺿﻌﻲ ﻭﺣﺪﻙ ﺃﻡ ﺗﺮﻳﺪﻳﻨﻨﻲ
ﺃﻥ ﺃﺿﻊ ﻣﻌﻚ! ؟ ، ﺣﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻲ ﻧﻘﻮﺩ ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ ﻭﺣﺘﻲ ﺍﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﻛﻴﻒ ﺳﺄﺻﻄﺤﺐ ﺳﻴﺪﺓ
ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﺃﻱ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ ؟. ‏)
ﻳﺎ ﺭﺏ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﺳﻮﺍﻙ ﺭﻏﻢ ﺟُﺮﻣﻲ ، ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺧﻠﺼﻨﻲ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ، ﺃﻧﺖ ﻭﺣﺪﻙ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺤﺎﻟﻲ ﻭﻏﻨﻲ ﻋﻨﻲ ﻭﻋﻦ ﺳﺆﺍﻟﻲ ...... ﺳﺄﻛﺘﻢ ﺻﺮﺍﺧﻲ ﻣﺎ
ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻛﻲ ﻻ ﻳﻔﺘﻀﺢ ﺃﻣﺮﻱ ..... ﺍﺳﺘﺮﻧﻲ ﻳﺎ ﺭﺏ ...... ﻳﺎ ﺭﺏ .
ﻻ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ...... ﻻ !
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻴﻨﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺣﺪﻱ ، ﻻ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ
ﺃﺳﺘﻌﺘﺒﺮﻳﻨﻨﻲ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺎﻣﺔ !
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻋﻠﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﻗﻠﺒﻲ ، ﻓﻠﻘﺪ ﻗﺘﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺗﺮﻛﻚ ﻭﺣﺪﻙ
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻈﻼﻡ .... ﻭﺣﻴﻦ ﺳﻴﺄﺧﺬﻙ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺼﻴﺐ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻗﺘﻠﻲ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻠﻦ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ
ﺃﻣﻨﻌﻪ ﻛﺄﺿﻌﻒ ﻭﺃﺗﻔﻪ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻳﺤﺎﺟﻲ ﻋﻦ ﺿﻨﺎﻩ ﻭﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻩ ، ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﺒﺔ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻘﺪ
ﻭﻗﻊ ﻛﻠﻴﻨﺎ ﺃﺳﻴﺮ ﻟﻠﻈﻠﻢ ، ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴُﻔْﺼَﻞُ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ