وبيْنَــــا أنا ما بيْـنَ بَيْــنِي وَ غَفْلَتـي
أفتِّـشُ عن أَيْـنـي لأنْـفكَّ من أسْري
وَلا شُغْلَ لي إلا َّ سُؤَالٌ مَــؤَرِّقٌ
يُسَـاورُ تَفـْـكيري فَيَسْري وَ يَسْتَشْري
تَسَــــوَّرَني الآيُ الكريــمُ بنفــْحـــةٍ
يكــــادُ لها الوِجدانُ ينـدَك ُّفي الإثــــْر
فألـْقـيْـتُ عـَـنــّي كلّ وهْمٍ ٍ وَ صـُورةٍ
وقمْــتُ إلى الآيات أجْلـــو بها إصْري
كأنـّـــيَ بالرّحمـانِ ِفي كــلّ آيـــــةٍ
يُخاطِـبُـني وجهًــا لوجــهٍ بلا سِتـْــر
يقولُ بمعنَى اللفظ ِ: عبدِي أما تـرى
إحاطـةَ أمْري في الخفاء ِ وَ في الجهْر
فأنـَّـــى تُوَلــّي فالوجـودُ بأَسْــــِر هِ
أسيـرٌ مُطيــــعٌ مستجيبٌ إلى أمـري
و هل يقبلُ المخلـوقُ إلاّ مَشيـئَـتي
وَ كلّ جُزَيْءٍ فيهِ أوْدَعْـتـُـــه سِـرّي
ألمْ تسمـعِ ِ الأكوانَ في كلّ لحظـــةٍ
بكلّ معـاني الحمدِ تلهــجُ وَالشّكْــِر
وقد كَان حِذوي غصـنُ تِيــنٍ ٍتمايَلـَتْ
ترا نيمُ في أوراقِــــهِ وجْدًا على الإثــر
وصــــرتُ أرى في كلِّ شيءٍ معانِيًـــا
معاينة ً آلَــت إلى الكشْفِ و الخُبْــر
وصـرتُ أرى ربّي بـِنور ِ بصيــرتـي
لطيفـًـا لطيفـًــا لطفـُـــه دائمًـا يسري
تمَـلـَّكـَّـني حـالٌ تمـَــنـَّـيْــتُ لـَـــوْ أنـا
أعيـشُ بمَـا أحسسْتـُـهُ بَاقِيَ العُمْـر
كأنّـــيَ بالأشـيـاءِ تهْـــتَـــزُّ إذ ْتَــرى
مقاديـرَ بالإمْـــدادِ في ذاتِـــها تجْـــري
كأنـِّي أراها وهـْـي تُبـْدِي تواصُلاً
تقـولُ أما تنْـــفـك ُّ مـن رِبقـَـة الأســر
أسِيرَالهوى ليْسَ الهوى من ترى الهوى
هَواهُ ولكنْ في الهوى نـُكهةُ الأسر