ﺧﻲ.. بقلم الكاتب المصري حسين عبد الجيد- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ؛ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺫﺍ ﺧﺒﺮﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻭﺯﺍﺧﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺏ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،
ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎً ﻭﻧﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺼﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﺠﺎﺭﺑﻬﻢ ؛
ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻧﺘﺰﻭﺩ ﺑﺨﺒﺮﺍﺗﻬﻢ ، ﻓﻼ ﻧﻀﻴﻊ ﻭﻗﺘﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ
ﻟﻌﻠﻤﻬﻢ ﺑﻌﻤﻘﻪ ﻭﻏﺪﺭﻩ ﻭﺷﺪﺓ ﺃﻫﻮﺍﻟﻪ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻳﺘﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ، ﻓﻼ ﻳﻨﻬﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﺴﺨﺮ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ،
ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺃﺣﺐ ﻓﺘﺎﺓً ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻘﺒﺢ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻬﺎ
ﺫﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﺐ ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ ،
ﺟﻠﺴﺖ ﻭﺃﺧﻲ ﺃﺣﺼﻰ ﻟﻪ ﺳﻠﺒﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﻗﻨﻌﻪ ﺑﻮﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻱ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻋﻠﻤﻪ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺃﻣﺜﻠﺔً ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻳﺤﺒﻬﺎ
ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺤﻤﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﺪﺍﻩ ﺃﺣﺪ ،
ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﻣﻨﻬﺎ ، ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺃﻭﻝ ﺳﻨﺔ ﺯﻭﺍﺝ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻀﺢ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺃﻣﺎﻣﻪ ،
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺴﺒﻪ ﺑﺄﻓﻈﻊ ﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﺶ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ،
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﻭﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻧﺠﻴﺐ
ﻣﺤﻔﻮﻅ ،
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻪ ﺑﺪﺃ ﻳﻌﻲ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ؛ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻜﻴﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻜﺎﺋﺪ ، ﻭﺗﻜﺒﻠﻪ ﺑﻘﻴﻮﺩ ،
ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﺃﺧﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻬﺎ ، ﻣﺘﺴﻠﻼً ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ
ﺣﻀﻨﻲ ﻳﻤﻸﻩ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ ،
ﻗﺺَّ ﻋﻠﻲَّ ﻣﺎ ﻻﻣﺴﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻟﻴﺘﻨﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﻛﻼﻣﻚ ﺃﺧﻲ ، ﻗﻠﺖ : ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺭﻓﻌﺖ ﺳﺒﺎﺑﺘﻲ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ