ﺍﻧﻜﺴﺎﺭ
(1 )
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻫﻨﺎ ﻳﺴﺘﻨﺰﻑ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻛﺴﺎﻋﺔ ﺭﻣﻠﻴﺔ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺣﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﺘﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ
ﻣﻠﻸ ﻭﺃﻟﻤﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ ، ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻜﺘﻆ ﺑﺎﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﺠﻮ ﺧﺎﻧﻖ ﺣﺪ ﺍﻟﻀﺠﺮ ﻟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻃﺒﻴﺐ
ﻇﻨﻨﺎﻩ ﻟﻦ ﻳﺄﺕ ﺃﺑﺪﺍ ، ﻟﻠﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ، ﺑﺼﻤﺖ ﻭﺻﺒﺮ ﻧﺎﻓﺬ ﺃﺗﺎﺑﻌﻬﻢ
، ﺃﺭﺍﻗﺐ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺘﺜﺂﺀﺏ ﺑﺒﻂﺀ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻲ ... ﻫﺬﻩ ﺗﻀﻊ ﺯﻳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻠﺘﻮ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﻮﻥ
ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﻭﻣﻦ ﺁﻥ ﻵﺧﺮ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ ﻣﺮﺁﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﻓﻴﻬﺎ ... ﺗﺤﺮﻙ ﺟﻔﻨﻴﻬﺎ ﻭﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ
ﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻓﻮﻕ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﻐﻠﻘﻬﺎ ﻟﺘﻜﺮﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ، ﻭﺗﻠﻚ ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ ﺟﺪﺍ
ﻻﺗﻜﺎﺩ ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺩﻗﻴﻘﺘﻴﻦ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ
، ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺨﺪﺭ ﻟﺬﻳﺬ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻱ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﻋﻴﻨﻲ ﺑﺪﺃﺕ - ﻛﺤﺎﻝ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ -
ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻌﺎﺱ .
(2 )
ﺩﻟﻔﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻹﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﺳﺘﻔﺎﻗﺖ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﻋﺴﺔ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻴﻬﻤﺎ ﺑﻔﻀﻮﻝ ﺷﺪﻳﺪ ، ﻟﻜﺄﻥ ﺍﻟﺒﺪﺭ
ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻛﺘﻤﺎﻟﻪ ﻳﻌﺎﻧﻖ ﻧﺠﻤﺔ ﻻﻣﻌﺔ ﺃﻛﺎﺩ ﺃﺟﺰﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺼﻴﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺎﻟﺤﺴﺮﺓ ﻷﻧﻬﺎ
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﺗﻠﺘﺼﻖ ﺑﻪ ﻳﻄﻮﻗﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻛﻘﻄﻌﺔ ﻣﺎﺱ ﻳﺨﺸﻰ ﻓﻘﺪﻫﺎ ﺑﻞ ﻟﻜﺄﻧﻪ ﻳﺨﺸﻰ ﻧﻈﺮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻄﻔﻠﻴﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ ... ﺳﻤﻌﺘﻬﻢ ﻳﺘﻐﺎﻣﺰﻭﻥ ... ﺗﺆﻛﺪ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺰﻭﺟﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﻢ ﺗﻘﺴﻢ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻟﻮ
ﻛﺎﻧﺎ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﺍﺣﺘﻀﻦ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﺟﺢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﻭﺗﺴﺘﺸﻬﺪ
ﺑﺨﺎﺗﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻳﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺟﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎ ، ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ ﺑﺎﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻲ
ﺷﻐﻞ ﺑﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﻻﺳﻤﻪ ، ﺗﻮﺣﺪﺕ ﺍﻹﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ .. ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ... ﺃﻣﺎ ﻫﻤﺎ ﻓﻜﺎﻧﺎ ﻛﻌﺼﻔﻮﺭﻳﻦ ﻳﺤﻠﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻠﻢ ﺟﻤﻴﻞ
، ﻛﻨﻐﻤﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﻳﻜﻮﻓﺴﻜﻲ* ﻟﺘﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺗﺎﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﻭﻛﺤﺠﺮ ﺃﻟﻘﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ
ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻝ ﻓﺘﻬﺸﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻻﻑ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻔﻄﺮ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺗﺨﻠﻊ ﻋﻨﻬﺎ .... ﻧﻈﺎﺭﺗﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ .
* ﺑﻴﺘﺮ ﺇﻟﻴﺘﺶ ﺗﺸﺎﻳﻜﻮﻓﺴﻜﻲ : ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﺭﻭﺳﻲ
موضوع: ﺍﻧﻜﺴﺎﺭ... بقلم الكاتبة المصرية مرام بشير صديقي - مجلة نجوم الأدب والشعر 
السبت أكتوبر 24, 2015 7:42 am
