ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺩﺍﻉ
ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﻣﺮﻡ ﻳﻨﻈﺮ ﻭﺣﺪﺗﻪ، ﻧﺎﺩﻯ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺭﻱ : ﺃﻻ ﻣﻦ ﻧﺎﺻﺮ
ﻳﻨﺼﺮﻧﺎ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻣﻌﺪﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﻣﻬﺒﻂ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ؟ .. ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺣﺪﺍﻗﻬﻢ
ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻜﻦ ﺻﻤّﺖ ﺁﺫﺍﻧﻬﻢ ﻓﻼ ﻣﻦ ﺳﺎﻣﻊ ﻣﺠﻴﺐ .. ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻠﺒﺪﺓ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ،
ﻫﺰّ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺃﺩﺍﺭ ﻇﻬﺮﻩ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﻜﺜﺮﺗﻬﻢ .. ﻟﻜﻦ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﻧﺰﻟﺖ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﺆﻟﺆ
ﻣﻨﻈﻮﻡ ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺃﺧﺘﻪ ﺯﻳﻨﺐ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
- ﻋﻼﻡ ﺩﻣﻮﻋﻚ ﻧﺎﺯﻟﺔ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ؟..
- ﻧﺤﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻳﻌﺰ ﻋﻠﻲ ﺩﺧﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ
ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺘﻠﻲ .
- ﻛﻢ ﻗﻠﺒﻚ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺎ ﻧﻮﺭ ﻋﻴﻨﻲ ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻟﻤﻴﻚ .!
ﺻﺎﺡ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ: ﻳﺎ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ.. ﻳﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ.. ﻫﻠﻤﻮﺍ ﻟﻠﻮﺩﺍﻉ ﺍﻷﺧﻴﺮ .
ﺑﺮﺯﻥ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻳﺘﻌﺜﺮﻥ ﺑﺄﺫﻳﺎﻝ ﺍﻟﻔﺠﻴﻌﺔ.. ﻭﺻﻠﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺤﻄﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ .. ﺃﺧﺬﺕ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻘﺒﻠﻪ ﻭﺑﻨﺖ ﺗﺸﻤﻪ.. ﻭﺯﻳﻨﺐ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺬﻫﻮﻟﺔ..
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﺗﻘﺪِّﻡ ﺇﻟﻲ ﺟﻮﺍﺩﻱ؟..
ﺟﻤﻌﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻌﺜﺮ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺑﻠﺠﺎﻡ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ , ﻭﺿﻌﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ
ﺑﺨﻠﺪﻫﺎ : ( ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ , ﻛﻴﻒ ﺃﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﺟﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻨﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ؟) .. ﻭﺑﻘﺖ
ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺗﺸﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺘﻄﻲ ﺻﻬﻮﺓ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ ﻭﻳﺴﻴﺮ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻭﺋﻴﺪﺓ .. ﺻﺎﺣﺖ
ﺑﻪ : ﺃﺧﻲ ﻳﺎ ﺣﺴﻴﻦ ﻗﻒ ﻭﺗﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﺩﻙ .. ﻧﺰﻝ , ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻗﺎﻟﺖ
ﺍﻛﺸﻒ ﻟﻲ ﻋﻦ ﺻﺪﺭﻙ.. ﻛﺸﻒ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺒﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﺷﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻧﺤﺮﻩ ﻭﺗﻮﺟﺖ
ﻧﺤﻮ ﺃﺭﺽ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻩ ﻳﺎ ﺯﻫﺮﺍﺀ ﻳﺎ
ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺹ ) ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺭﺩﺕ ﺇﻟﻴﻚ
موضوع: لحظة وداع... بقلم الكاتب العراقي فلاح العيساوي - مجلة نجوم الأدب والشعر 
الإثنين أكتوبر 26, 2015 12:47 pm
