مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زهرة اللوتس ... بقلم الكاتبة الفلسطينية سميحة خليف- مجلة نجوم الأدب والشعر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




زهرة اللوتس ... بقلم الكاتبة الفلسطينية سميحة خليف- مجلة نجوم الأدب والشعر Empty
مُساهمةموضوع: زهرة اللوتس ... بقلم الكاتبة الفلسطينية سميحة خليف- مجلة نجوم الأدب والشعر   زهرة اللوتس ... بقلم الكاتبة الفلسطينية سميحة خليف- مجلة نجوم الأدب والشعر I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 28, 2015 10:55 pm


تبخترت بجمالها على حواف النهر ، وجلست تتأمل جريان النهر الذي يتخلله رقصة الزنبقات على سطحه ، ليضفي نكهة جمالية على تأملها ، وجاء هو كعادته يستريح على ضفة النهر بعد يوم شاق في العمل ، جاء الغروب بشمسه النائمة ، فبدأت الزهور بالإنقباض ، فنفضت جسدها عن المقعد تجري صوب النهر، لترى ضمور الزنبقات ، فتطاير شعرها الطويل بهبوب الرياح ، فشده الإنتباه لجمال رفرفته ، فقرر التعرف عليها ، فنفض التراب عن ملابسه ، وبدء الركض بإتجاهها ، ولما صار بالقرب منها توقف متأملا ساكتاً ، وبعد لحظات ... دفنت زهور اللوتس نفسها تحت سطح الماء ، ومالت الشمس للإختباء وراء الجبال ، فأخدت أنفاسها مستعدة للذهاب لبيتها ، أدارت نفسها مئة وثمانون درجة ، فرأته بقربها ، نظرت إليه بغرابه وقالت : هل هناك خطباً ما ؟
نظر إليها ، فتوسعت عيناه تعجباً ، وأخذ نفساً عميقاً ، ورد بصوت مرتبك : لا ، أنا أعتذر منك.
أتت تتفوه بكلمه انتظر ، لكنه برفه عين تلاشى من أمامها ، وفي كحلة الليل جاء في أحلامها ، فرأته فارس أحلامها ، وبدء قلبها بنبضات الحب يتكلم .
أما هو بعد رؤية وجهها ، مشى مهموم البال ، منكسر الأحلام ، وقال في نفسه : هي ابنة الأمير ، وأنا مجرد مزارع ابن فقير ، ومسح عرقه عن جبينه ومضى إلى بيته منكسر الحب .
مضى يومين على ما حدث ، وكانت هي تأتي النهر بالمكان نفسه لعلها تراه ، لكن ... لم يكن يأتي ، أُشغل بالها لعدم حضوره ، فقد تيمم قلبها به وأحبته رغم فقره الذي ظهر على هيئته ، وأرادت البوح له بما يخفيه غلاف قلبها ، وأنها ترضى به كما هو .
شُعلت نار الحب في قلبها ، وعندما ترى تلك الزنبقات البيضاء المتفتحة ترقص ، ترى وجهه الجميل يغني لها ، فيبتسم ثغرها ، وعندما يطل الغروب على النهر، تركض لترى ضمور بتلاتها البيضاء ، وعندما تدفن الزنبقات نفسها تحت الماء ، تعود للبيت .
في اليوم الرابع ، قررت أن تخبئ نفسها بين الشجيرات المنتشرة حول النهر ، لعله يظهر ، وآمالها لن تخيب ، فقد ظهر بجانب النهر ، فقد كان يمر كل يوم وعندما يراها يلذ بالفرار خوفاً من قتله لأنه نظر عيناها ، فجلس وأخد راحته في الإستراحة ، وسرح في تأمل النهر وزهور اللوتس ، وفجأة ظهرت أمامه مبتسمة ، وقالت : مساء الخير .
نهض عن الأرض مرتعشاً ، وطأطأ رأسه أرضاً ، وقال : مساء الخير أيتها الأميرة ، وأعتذر عن وقاحتي للنظر إليكِ .
ضحكت وردت قائلة : لا تعتذر ، فأنا وقعت في شباك حبك من ذاك اليوم ، وانتظرك دوماً هنا لأراك وأتكلم معك ، لكنك لن تأتي .
احمرت خدوده خوفاً ، لكن ... بعد مهلة رفع رأسه ، وتكلم : إن أنتِ وافقتني بما أباح لكِ قلبك ، فإن قوانين قصرك ستعدمني شنقاً وتعاقبك ، وإن وافقت أنا على ما أردت أنتِ ، فسوف تتبرأ عائلتي عني خوفاً من أن يمسها ضرر من عائلتك ، فأنا مزارع فقير وأنتِ أميرة .
زادت ثقته بما قال ، فتحدث لها : ما رأيك أيتها الأميرة ، ألا تجدين كلامي منطقياً .
ردت عليه بنبرة أمر : أنا سأنتظرك هنا ، وسوف نتزوج أنا وأنتَ على ضفة النهر بحلول المساء ، إياك أن لن تأتي .
فرد قائلاً : لن أتي ، فهذا زواج لن يتم ، أنا أقنعت نفسي ، فعليكِ أنتِ أن تقبلين بمنطق الحياة .
أدار نفسه ومشى ، فرفعت صوتها قائلة : إن لن تأتي غداً ، سأرمي بروحي بالنهر، وهو لم يعرها انتباهاً كونها أميرة تحب الدلع ، وأقسم على نفسه أنه لن يأتي النهر مجدداً ، وأن يرحل بعائلته عن المملكة ، لكي ينسيها حبه ، وخوفاً عليها من أسرتها المالكة .
أتى اليوم الخامس ، حضرت نفسها بأن تكون الليلة عروساً ، وأتت بصحبة رجل الدين ، على ضفة النهر ، ليكتب وثيقة زواجهم ، مضت الدقائق سريعاً ولم يأتي ، أشغلت تفكيرها بتأمل الزهور المتمايلة لحناً مع تدفق النهر ، متأملة بأن يأتي بين الثانية واللحظة ، أطل الغروب من جديد ، ولن يظهر ، فأعطت نفسها أملاً جديد بقدومه ، ركضت إلى النهر ، فشاهدت تساقط بتلات الزهرة ونظرت إلى قرنتها الخضراء وهي تنحني نحو الماء لتلقي بذورها لبدء دورة جديدة من النمو ، آلت إلى نفسها بفكرة الموت ، ونظرت بعيناها هنا وهناك لعله يأتي ، لكن ... دون جدوى .
صعدت على الصخور المتراكمه بجانب النهر ، وأغمضت عيناها وقالت في نفسها : لقد صدقت القول يا حبيبي ، منطق الحياة مؤلم جداً ، لعل الموت هو السبيل للتخلص من أوجاع الحب ، نظرت إلى النهر مودعة ، فانتظرت غوص زهور اللوتس تحت الماء لتغوص معها ، وعندما بدأت الزنبقات بالإختفاء تحت الماء قفزت للنهر ، فكتب رجل الدين وثيقة موتها ، وحاول جهده أن يجد ذلك الشاب الذي أحبته ، ليخبره بما آل به مصير الأميرة ، لكن ... دون أمل فلن يجده ، فقرر أن يمشي بين الناس ويقول " قصة زهرة اللوتس التي قد قدمت نفسها قرباناً للحب ".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زهرة اللوتس ... بقلم الكاتبة الفلسطينية سميحة خليف- مجلة نجوم الأدب والشعر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المركز الرابع عشر سميحة ناصر ... فلسطين عن قصتها زهرة اللوتس
» مقال ..بقلم الكاتبة الفلسطينية سميحة خليف- مجلة نجوم الأدب والشعر
» ملحمة الصحراء ... بقلم الكاتبة الفلسطينية سميحة خليف- مجلة نجوم الأدب والشعر
» سندريلا الشام يرويها جرذ من العرب ... بقلم الكاتبة الفلسطينية حنين خليف - مجلة نجوم الأدب والشعر
» أميرة الشام والوحش ... (القدس) ... بقلم الكاتبة الفلسطينية سميحة خليف- مجلة نجوم الأدب والشعر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: أرشيف الكاتبة سميحة ناصر-
انتقل الى: