ﺃﻧﺎ ﺃﻧﺖ.. بقلم الشاعر ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﻭﻣﻼﻧﻲ ﺟﺒﺎﺭﺓ ‏- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻟﻦ ﺍﻋﻮﺩ ...
ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻋﺪﺕ ،
ﻓﺰﻣﺎﻧﻲ ﺍﻧﺖ .
ﻟﻦ ﺍﻛﻮﻥ ...
ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ،
ﻓﻤﻜﺎﻧﻲ ﺃﻧﺖ .
ﻭ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻙ ﻋﺪﻡ
ﻭﻃﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭ ﺍﻷﻟﻢ
ﺯﻣﻦ ﺑﻼ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻭ ﻻ ﻣﺘﻢ
ﻷﻧﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﺍﻧﺖ .
ﺃﺣﻴﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ
ﻭ ﺍﺗﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ
ﻓﺎﻟﻘﻤﺮ ﻻﻳﻨﻴﺮ
ﺇﻻ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺷﻤﺴﻲ .
ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺗﻮﺩﻳﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ
ﻓﺎﺭﺣﻠﻲ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺷﺌﺖ
ﻭ ﻣﺘﻰ ﺷﺌﺖ
ﺇﻧﺴﺤﺒﻲ ﻭ ﺍﺭﺣﻠﻲ
ﺩﻭﺑﻲ ﺍﻭ ﺗﺒﺨﺮﻱ
ﻭ ﻟﻦ ﺃﺿﻊ ﻟﻬﺠﺮﻙ ﻋﺮﺍﻗﻴﻞ
ﻑ "ﺍﻧﺎﺍﻧﺖ " ﻻ ﺃﺣﺒﻚ !...
ﻻ ﺍﺣﺒﻚ ﻣﺴﺎﻓﺮﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻲ
ﺗﺤﺖ ﻏﻴﻤﺔ ﺷﺤﻴﺤﺔ
ﻣﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ
ﺇﻟﻰ ﻇﻞ ﺷﺠﺮﺓ ﻛﺎﺫﺑﺔ
ﻻ ﺃﺣﺒﻚ ﺷﻼﻻ
ﻳﻨﻬﻤﺮ ﻣﻨﻲ ﻟﻴﺮﻭﻱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻻ ﺃﺣﺒﻚ ﻗﺼﻴﺪﺓ
ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻲ ﺗﻜﺘﻤﻠﻴﻦ
ﻟﺘﺨﺮﺟﻲ ﻣﻦ " ﺃﻧﺎﺃﻧﺖ "
ﺣﺮﻓﺎ ﺣﺮﻓﺎ
ﻧﻨﺴﺠﻪ ﻣﻨﺎ ﺟﺮﺣﺎ
ﻛﻼﻣﺎ ﻛﻠﻤﺎ
ﻧﻄﻠﻘﻪ ﻧﻐﻤﺎ
ﻳﺨﻔﻒ ﺳﻘﻤﺎ
ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺏ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦ .
ﺇﺭﺣﻠﻲ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﺇﺫﺍ ﺷﺌﺖ
ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺣﺒﻚ !...
ﻻ ﺃﺣﺒﻚ ﻫﻴﻔﺎﺀ
ﺳﻤﺮﺍﺀ ﺃﻭ ﺷﻘﺮﺍﺀ
ﺗﺰﻟﺰﻟﻨﻲ ...
ﺗﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻲ
ﺻﻮﺕ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ
ﺗﻐﺬﻳﻨﻲ ﺗﻔﺎﺣﺎ
ﺗﺪﻟﻠﻨﻲ ....
ﺗﺤﺮﺭﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻄﺶ ﻣﻜﻴﻦ
ﻻ ﺍﺣﺒﻚ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ
ﺧﻠﻴﻠﺔ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ .
ﺣﺘﻰ ﻭ ﺇﻥ ﺭﺣﻠﺖ
ﻭ ﺍﻳﻘﻨﺖ ﻳﺎ " ﺃﻧﺎﺃﻧﺖ "
ﺃﻧﻚ ﺗﻔﻀﻠﻴﻦ
ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ " ﺃﻧﺎ " ﻭ " ﺃﻧﺖ "
ﻓﺒﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ...
ﺧﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﺇﻟﻴﻚ
ﻛﻠﻲ ﺍﻧﺎ ...
ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ،
ﻛﻠﻲ ﺃﻧﺎ ...
ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ،
ﻛﻠﻲ ﺃﻧﺎ ...
ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﻤﺘﻴﻦ ،
ﺃﻭ ﺧﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻧﺎ
ﻛﻞ ﻧﻬﺎﺭﺍﺕ ﻋﻤﺮﻱ
ﻭﺩﻋﻲ ﻟﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻞ ﺣﺰﻳﻦ ،
ﺧﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻧﺎ
ﻛﻞ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺗﻲ
ﻛﻞ ﺿﺤﻜﺎﺗﻲ
ﻛﻞ ﻧﺸﻮﺍﺗﻲ
ﻭﺩﻋﻴﻨﻲ ﻣﻊ ﺍﻷﻧﻴﻦ ،
ﺧﺪﻱ ... ﺧﺪﻱ ...
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ
ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻲ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺟﻤﻴﻞ ،
ﺧﺪﻱ ﺍﻧﺎ ....
ﺧﺪﻱ ﻣﻼﻛﻲ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ
ﻭﺩﻋﻴﻨﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﻀﺎﺭﻱ
ﻭﻛﻞ ﺿﺮﻱ ﻭ ﻣﺮﺍﺭﻱ ﺍﻷﻟﻴﻢ
ﺍﻗﺎﻭﻡ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ .
ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ؟
ﻳﺎ " ﺃﻧﺎﺃﻧﺖ "
ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﺒﺪﺭ
ﻭ ﻛﻞ ﻧﺠﻮﻡ ﺍﻟﺜﺮﻯ
ﺗﻌﺎﺗﺒﻨﻲ ... ﺗﺴﺄﻟﻦﻱ
ﻣﺎﺫﺍ ﺟﺮﻯ ...
ﻟﻤﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻫﺪ
ﺯﻫﺪﻱ ﻓﻲ ﺿﻴﺎﺋﻬﺎ ،
ﻭﻗﺒﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺭﺍ
ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ...؟
ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺎﻃﺮﺍﺕ
ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺸﻼﻻﺕ ﺍﻟﺴﺎﺧﻴﺎﺕ
ﺗﻠﻮﻣﻨﻲ ...
ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ :
" ﺃﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻏﻴﺜﺎ ...؟
ﺃﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻄﺮﺍ ؟ "
ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ...؟
ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺿﺮﺓ
ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻬﺪ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﺎﺕ ﺧﻤﺮﺓ
ﻭﺃﻥ ﻟﻲ ﻣﻀﻴﺌﺔ
ﻭﻧﺎﺿﺤﺔ ﺯﻟﻞ ﺃﺧﺮﻯ
ﺗﻨﻴﺮ ﻛﻴﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ
ﺗﻐﻤﺮﻧﻲ ...
ﺗﻤﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻮﻗﺪ
ﺗﺴﻘﻲ ﺭﻭﺣﻲ ﻛﻮﺛﺮﺍ
ﺗﺴﻜﺮ ﻓﺆﺍﺩﻱ
ﻣﻦ ﺭﺣﻴﻖ ﻣﻄﺮ ﺍﻟﻨﻬﺪ
ﻓﻼ ﻭﺍﻟﻠﻪ ...ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﻳﺎ ﻋﺮﻭﺳﺔ ﺍﻟﺨﻠﺪ
ﻳﺎ ﺗﺎﺝ ﻫﺎﻣﺘﻲ
ﻳﺎ ﺳﻮﺍﺭ ﺭﻓﻌﺘﻲ
ﻭﻳﺎ ﻗﻼﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺪ
ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ
ﻋﻤﺮﻱ ﻭﺣﻴﺎﺗﻲ ﻳﺎ " ﺍﻧﺎﺍﻧﺖ "
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﺤﺪ ./..