ﺣﻴﻦ ﻳﺤﺘﻀﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺛﻢ ﻳﻤﻮﺕ..ﻭﺗﺨﺘﻔﻲ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ , ﺗﻈﻠﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ
ﻗﺎﺗﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ , ﻓﺘﻜﺴﺐ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺟﻮﺍ ﻣﻤﺰﻭﺟﺎ ﺑﺎﻟﺸﻜﻮﻙ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻏﻤﻮﺽ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺒﻬﻤﺔ.. ﻳﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺻﻨﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺃﻥ ﻳﻠﺘﻬﻢ ﻛﻞ ﺟﺴﻢ ﻳﻌﺒﺮ ﺑﺄﺳﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ,
ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎ ﻳﻨﺎﺩﻳﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ , ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮﻩ ﻳﻤﺰﻕ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻐﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻮﻡ , ﻳﻨﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﻨﺪﻱ ﻣﻔﻘﻮﺩ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ , ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ
ﻭﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺠﺪﻩ .
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﻳﺎﺕ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺗﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺤﺮ ........
ﻳﻤﺸﻲ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ , ﻟﻜﻲ ﻳﺤﺼﺪ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻘﺤﻂ ,
ﻟﻜﻲ ﻳﻐﻨﻲ ﻟﻠﻤﺤﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﺃﻏﻨﻴﺘﻪ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ/ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ..
ﻧﺰﻝ ﻓﻲ ﻫﻮﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﻭﺍﺳﻌﺔ , ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻨﻒ , ﻻ ﺯﺍﻝ ﻳﻨﺰﻝ ﻭﻳﻘﻔﺰ ﻓﻮﻕ
ﺍﻷﺳﻼﻙ ﺍﻟﺸﺎﺋﻜﺔ ..ﻭﺻﻞ , ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻓﺮﺃﻯ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﻌﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ , ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﺛﻢ
ﻗﻬﻘﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﺒﺎﻻﺓ , ﻭﺍِﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮﻫﺎ ,. ﻋﺎﻧﻘﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ , ﺭﺩﺕ ﺑﻨﻔﺲ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﺿﻄﺮﺏ ﻭﺍِﻣﺘﻘﻊ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺌﻴﺐ ﻗﺎﻝ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ , ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻛﻴﻒ
ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ؟ ﻣﻤﺘﻌﺎ ﺭﺑﻤﺎ .. ﻣﺎﺃﺩﻫﺸﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻮﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺘﺌﺒﺎ . ﺣﺎﻭﻝ
ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ , ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ , ﻛﺎﻥ ﺿﻌﻴﻔﺎ ...
ﺻﻴﺤﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻓﻢ ﻣﻘﻬﻮﺭ ﺗﻜﺎﺩ ﻻ ﺗﺼﻞ ﺍﻷﺫﻥ ﺍﻟﺼﻤﺎﺀ ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺮﻗﺖ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻱ ﻭﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻹﺳﻤﻨﺖ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺘﻮﻩ :
_ ﺍِﻓﻌﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ , ﺍﺿﺮﺑﻮﻧﻲ ..ﻋﺬﺑﻮﻧﻲ ﺍِﺫﺑﺤﻮﻧﻲ ..ﻓﻠﻦ ﺃﺣﻴﺪ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺗﻲ .. ﻟﻦ ﺃﻧﻔﺬ
ﺭﻏﺒﺎﺗﻜﻢ .. ﻟﻦ ﺃﻇﻞ ﻋﺒﺪﺍ ﺫﻟﻴﻼ ..ﺗﺄﻣﺮﻭﻥ ﻓﺄﻧﻔﺬ.. ﻻ ﺗﺘﻌﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ..ﺍﺳﻤﻌﻮﺍ ﺟﻴﺪﺍ
ﺍﻃﺮﺩﻭﺍ ﻛﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﺟﻤﻜﻢ ﺍﻟﻼ ﻣﻌﺔ ﻭﺍﺳﻤﻌﻮﺍ ﻣﺎ ﺳﺄﻗﻮﻟﻪ
ﻟﻜﻢ ...
_ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻛﺴﻴﺢ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﻳﺠﺮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﻲ ﻳﺤﻤﻮﻧﻪ، ﻭﻳﺤﻤﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺷﻴﻄﺎﻥ
ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﻔﺲ ..
ﺃﻻ ﺗﺴﻤﻌﻮﻥ ﻧﻴﺮﻭﻥ ﻳﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻧﻪ ﻭﺳﻂ ﺭﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻭﺭﻗﺔ
ﻭﺭﻳﺸﺔ . ﻳﻘﺮﺃ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ .. ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﺍﻟﻐﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺮﺏ ﺩﻣﺎﺋﻜﻢ ﻓﻲ ﺁﻧﻴﺔ ﻣﻦ
ﻃﻴﻦ ؟
ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻠﻬﺮﺏ , ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻸﺳﻒ . . ﻋﻮﺩﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻧﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﻌﺘﻮﻩ ﻭﻣﺎ
ﺗﺮﻭﻧﻪ ﺃﻣﺎﻣﻜﻢ ﺧﻴﺎﻝ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻪ ................