عشق
أمعنَ النظرَ بولهٍ إليها، وهي تتكئ على الجدار صامتة حزينة، انغمست عيناه بها، احتلّتها كلّها، وتوزّعتْ بكامل جسدِها المُنهَكِ، سرى في داخله شعورٌ جارفٌ نحوها، تقدّم باتجاهها يحملُ صندوق ذكرياته الجميلة معها، تسمّرَ بُرهة وهو مافتئ يلتهمُها بعينيه، تمنّى لو تنطقُ ولو بكلمة.. اقترب أكثر، فاضتْ عيناه دموعاً، وهو يرى أخاديدها النازفة، سحبَها برقّةٍ، ضمّها إلى صدره؛ بكى بحرقةٍ، وهو يعيدُ تثبيت خارطة الوطن على الجدار..