المبارك
كانتْ محاولاتُهُ في تغيير بابِ دارهِ تبوءُ بالفشل دائماً ؛ لأنَّ جدار البيت لا يتحملُ ضربةَ فأسٍ،هكذا كان يبدو للجميع بميلانهِ وانكسارِ ظلهِ.في يومٍ عاصفٍ سقطتْ بيوتُ الفقراءِ من حولهِ وبقيَ شامخاُ كمسمارٍ في لوحٍ خشبيٍّ محترق.تجمّعَ الناسُ أمامَ بابِ دارهِ وأخذوا البركةَ من أطرافه ،بعض النّساء جلبنَ الحنّاء وأخذنَ يرسمنَ على مفاصله أثار أكفّهنَ.ذاع صيتُ الباب وامتلأ البيتُ العتيق بالهدايا والأضاحي ..البئر القديم في باحتهِ أصبحَ عينُ الشّفاء يتقاتلُ المرضى على شربة ماءٍ منهُ. وصلتْ أخبار أهل الدار إلى مسامع المقامات العليا ،والحركات المسلحة التي تحكم البلاد؛أرسلوا عيونهم لتحري الحقيقة ،فرجعت بأصدق الأنباء.بعثوا إلى صاحبنا وامروه بتسليم الدار إلى دائرة الأوقاف لأنّ فيه قبر وليٍّ صالح.تحيّر الرجل بين إنكار ذلك وقبوله وافتضاح أمره فيما بعد. مرّ إبليس جنب الدار وهو يرى حشود الفقراء حول بابٍ عتيق.سأل عن قصتهِ ؛فعلم القصة كاملةً .في الليل جاء بجنده وهدّموا الدار،وأرادوا افتلاع الباب فلم يستطيعوا،اجتهدوا بجمع شياطينهم أعجزهم الباب ؛ فهرب بعضهم خوفاً من المسخ،وانتظر البعض الآخر معاول أهل الحكم.