إيفاق
ينصت الجميع، وحدي أتكلم، مجلس قضاء عرفي، أحكم حكما جائرا ضد أكبر عائلتين،يخضعون مجبرين، يقبلون يدي..لم أعد أصلي في آخر صف؛ يقدمونني للإمامة على كل الحافظين، لا أجيد قراءة الفاتحة، أتلعثم في المعوذتين..تبدل وجه زوجتي العبوس، صارت تنتظر عند الباب عودتي قرب الصباح، تخلعني الحذاء، تدلك قدمي، لم تر بيت أبيها منذ سكنا هذا القصر، رغم معاملتي السيئة لها.. نظرت بتعجب حينما سألتها عن أبنائنا العشر، قالت بأدب هو طفل واحد، سمعت الشيطان يوسوس لها: له زوجة أخرى، لم تتلفظ بما يبدي ذلك، طلقتها حينما لمحت غضبا بوجهها.. لن تفوتني رحلة الحج القادمة، أريد أن أؤكد لقب" حاج" ، لم يعجبني نعتي "أستاذ" رغم أميتي.. برد الشتاء قارس، أرتدي ملابسا صيفية، سقف بيتي كالغربال؛ يتساقط المطر على رأسي، أتحرر من شخصية الحاكم، ينتبه لورقة بيدي عاقل بداخلي، أتذكر جيدا.. أحضرها لي شخص منذ بضع سنين، أخلعتني حقا! ،..أنظر حولي، يهزم واقع يحاصرني أحلام يقظتي.