عين الرضا
نشر أحدهم منشورا طويلا عن خليفة رسول الله ،عمر بن الخطاب ، واستقى معلومات من مصادرها ،ولم يقل شيئا من عندياته ، يريد أن يقول لن أقل شيئا من عندي ،وهذه هي المصادر المعروفة والموثوقة لدى الجميع ، يعني يريد أن يظهر نفسه بصورة الشخص المحايد والبريء ،وهو ليس كذلك بل يقصد الذم والقدح وبيان المثالب كما يفهمها هو.
ولو كان منصفا أو بريئا لقال ،إن عمرا لقبه الرسول بالفاروق وهذه أعظم من التيجان والنياشين ، ولو كان بريئا كما يريد أن يصور نفسه لقال إن عمر من العشرة المبشرون بالجنة ، وأين من ذلك الفضل فضلا يدانيه ،وأين يقف القدح فيه أمام هذه البشرى ؟ليقدح من يقدح ويذم من يذم ويشتم من يشتم ويبوء بإثمه.
المختبيء تحت ستار الموضوعية غفل بل تعمد التغطية على أجل أعمال عمر ، ذلك العمل الاستراتيجي الذي له أهميته في حماية الاسلام وعدم القضاء عليه في مهده ،ولو لم يفعل لما انتشر الإسلام شبرا خارج حزيرة العرب هذا إذا لم يندثر ويقضى عليه.
إن ذلك الفهم الاستراتيجي العميق لخطر الامبرطورية الرومانية والفارسية ما دعاه للقضاء عليهما ، وليحضر البريء قائدا له مثل هذا الفهم الاستراتيجي العميق.
ليخبرنا ذاك هل يجرء سادته على المشي في الشارع ، مقابل الذي يتوسد نعاله وينام تحت شجرة آمننا مطمئننا.
ليخبرنا هل من يصبر على الجوع ويحمل كيس الدقيق على ظهره لإطعام الجياع يشبه بمن يتمتعون بأفخر أنواع الطعام من سادته.
ليخبرنا مقامه السامي عمن يقول :
إذا ندّ بعير من أبل الصدقة في العراق ، سئل عنه عمر ، مقابل الذين يضيعون المليارات من ممتلكات الشعب فضلا عن إضاعة الشعب نفسه.
ليخبرنا مقامه السامي عن الذين لاموا عمر للبسه ثوبا كاسيا ، يزيد عن نصيبه من الغنائم ، فيجيب هذا نصيبي ونصيب ابني عبد الله فصلته ثوبا، مقابل الثياب التي تجهز في بيوت الأزياء العالمية بمبالغ تزيد عما أنفقه عمر طوال عمره.
كتبه لكم الشاعر: فضل أبو النجا.