خيال مآته ... بقلم حسين عبد الجيد // مجلة نجوم الأدب والشعر

بمجرد أن انتهى من فنجان قهوته؛ لملم أشلاءه وركض خارجا من منزل حبيبته، تاركاً العروس والأهل والجيران والأصدقاء، وعلامات استفهام عديدة،
بني : مافعلته ليلة البارحة خطأ كبير في حقنا كعائلة مرموقة لها مكانتها، وعائلة عروسك أيضاً، أفبعد الخطوبة لسنتين متواصلتين تتركها هكذا ؟
العروس تتمتع بصفات عظيمة كالجمال والخلق الحسن والأصل الطيب، ولن تجد مثلها وأنت تحبها، وسنك تعدى الثلاثين،
ماذا يقول الناس ؟ راجع نفسك يا بني ، وعد معتذراً على ما بدر منك تجاه أولئك، شقتك على النيل تناديك والزاخرة بالأثاث الفاخر،
وقاعة الافراح تم حجزها في فندق خمس نجوم، أجبني يا بني، ما أسبابك ودوافعك التي تجعلك تفعل هذا الأمر الجلل؟ ا
البنت تبكي ليل نهار، والجميع حولنا يتساءلون ؟؟ ألم يعجبك طعامهم ؟ طعامهم شهي وهم أهل كرم، ألم يعجبك مقابلتهم لنا ؟
أنا أرى أنهم مبتسمون لنا ولمن كانوا معنا فهم معرفون للقاصي والداني بحسن الاستقبال،
راجع قرارك يا ولدي فخسارة أن نترك عروساً بهذه المواصفات والثراء،
فأنا أراه زواجاً ناجحاً بكل المقاييس،
ينظر إليها مستغربا، أمي أنا لن أعود إليها مهما استرحمت دقات قلبي، لم يابني؟ كل ما ذكرتيه عنها وعنهم رائع للغاية،
وجميعهم محل احترام وتقدير،
لكنني لن أتزوج ممن كان أبوها كخيال مآته.