ﺭﺅﻳﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ المصري ﺩ/ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺣﺴﻦ ﺑﻘﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ ﻭ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ المصري / ﺃﺣﻤﺪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﺨﻮﻳﻠﺪﻱ- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻣﻘﺪﻣﺔ -:
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻬﻤﺲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻳﻨﻄﺒﻊ ﺫﻟﻚَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻨﻲ؛
ﻓﺎﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻛﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺗﺴﺠﻞُ ﻣﺒﺪﻋﺎ ﺑﻨﻜﻬﺔ ﺍﻟﺘﻔﺮﺩ، ﻭ ﺗﻤﻨﺤﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ
ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻢ ﻗﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻠﻖ ﺃﻭ
ﻳﺘﻤﻠﻖ ... ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪِ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻳﺴﺘﺤﻖ؛ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻟﺪﻯ
ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎﺯﻟﺔ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪﻉ؛ ﺛﻢ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ؛ ﻳﻠﻴﻬﺎ ﺗﺠﺴﻴﻢ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ، ﻭ ﻟﻜﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺳﻨﺘﻌﺮﺽُ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺗﻔﺼﻴﻼ ﻭ ﻧﺤﻦ ﻧﺒﺤﺚ
ﺳﻮﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ... ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ
ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺯﻫﺮﺓ ﺑﺪﻳﻌﺔ ﺗﺠﻠﺲُ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺤﺮٍ ﺑﺴﺎﻋﺔ ﻋﺼﺎﺭﻱ، ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﻫﻤﺴﺖْ ﻟﻬﺎ ﻧﺴﺎﺋﻢ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭِ
ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﺩﻭﻧﺖْ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻣﻘﻮﻟﺔ : ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺤﺐ .
ﺃﻥ ﺃﻱ ﺑﻨﺎﺀ ﻟﻐﻮﻱ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﻳﻌﺎ، ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺱ ﻗﻮﻱ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،ﻭ
ﺳﻨﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚُ ﺍﻻﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﺘﻤﻞ
ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻ : ﻭﻋﻲ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ..ﺛﺎﻧﻴﺎ _: ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺔ .. ﺛﺎﻟﺚﺍ
_: ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﻭ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﻰﺀ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ .
ـــــــــــــ ﺍﻟﻨﺺ ــــــــ
ﺳِﻔْﺮُ ﺍﻟﺘَّﻮﺳُّﻞ
ﻓﻴﺾُ ﻣﻦ ﺍﻟﻨَّﻬﺮِ ﺃﻡْ ﻣــــﺎﺀٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞِ
ﻻ ﻋﺎﺻﻢَ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﻣﻦ ﺣﺮْﻓﻴْﻦِ ﻓﻰ ﺍﻟﺠُﻤﻞِ
ﻻ ﺯُﺭْﻗَﺔُ ﺍﻟﺒﺤـــــــﺮِ ﻓﻰ ﻋﻴْﻨﻴْﻚِ ﺗﺄْﺧُﺬُﻧﻰ
ﻭﻻ ﻳﺪﺍﻙِ ﻫُﻤَﺎ ﺃﻭ ﺭَﺟْﻔَــــــــــــﺔُ ﺍﻟﻘُﺒَﻞِ
ﻫﺬﺍ ﻧَﺒِﻰٌّ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠْﺒَﻴْﻦِ ﺃﺭْﺳَﻠَــــــــــــــﻪُ
ﺳﻔﺮُ ﺍﻟﺘَّﻮﺳُّﻞِ ﻓﻰ ﺍﻷﻟــــــــﻮﺍﺡِ ﻭﺍﻟﻨُّﺰُﻝِ
ﻫﺬﻯ ﻧُﺒﻮﺀﺓُ ﻗﻠﺐٍ ﻻ ﺃﻛﺬِّﺑُـــــــــــــــــــﻪُ
ﻫُﺰِّﻯ ﺇﻟﻴــﻚِ ﺟـــﺬﻭﻉَ ﺍﻟﻮَﺟْﺪِ ﻭﺍﻛْﺘَﻤِﻠِﻰ
ﺃﻗﺴﻤﺖُ ﻣـﺎ ﻋَﺒَﺮَﺕْ ﺃﻧْﺜَﻰ ﺑِﺬَﺍﻛِﺮَﺗِﻰ
ﻭﺃﻧﺖِ ﻭﺣـﺪﻙِ ﺣﺮﻑُ ﺍﻟﻠﻪِ ﻓﻰ ﺍﻷﺟﻞِ
ﺃﻭ ﺭﺑَّﻤـــــــــــــﺎ ﻧَﻔَﺜَﺖْ ﻧَﻔَّﺎﺛﺔٌ ﻗﺮَﺃَﺕْ
ﺧﻄﻮﻁَ ﻛﻔِّﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪَّﺟَﻞِ
ﻳﺎ ﺃﻧﺖِ ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓً ﻻ ﺷﻲﺀَ ﻳُﺸْﺒِﻬُﻬـَﺎ
ﺁﻟﻠﻪُ .. ﺃﻭﺩﻋﻚِ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀَ ﻓﻰ ﺍﻷَﺯَﻝِ
ﺃﻡ ﺃﻧﻚِ ﺍﻟﻐﻴﺐُ ﻓﻰ ﻟﻮﺡٍ ﺳﻴﺴْﺘُﺮُﻩُ
ﻣﻦْ ﻳﺴْﺘَﻤِﻊْ ﻓَﺸِﻬﺎﺏٌ ﺇﺛــﺮَ ﻣُﺘَّﺼِﻞِ
ﺇﻧِّﻰ ﺍﺗَّﻜﺄْﺕُ ﻋﻠﻰ ﺭُﻛْﻨﻰ ﻭﻣِﺴْﺒَﺤﺘِﻰ
ﻓﻠْﺘَﻐْﺴِﻠﻰ ﻏُﺮَّﺗِﻰ ﻣﻦ ﻃُﻬْﺮِ ﻣُﻐْﺘَﺴَﻞِ
ﺃﻧـﺎ ﺑﻼ ﺧﻄﺄٍ ﻓﻰ ﺍﻟﺤـﺐِّ ﻳُﺨْﺠِﻠُﻨِـــﻰ
ﻭﻣﺎ ﻋﺒﺜﺖ ﻛﻤــــــﺎ ﺍﻟﻌﺸَّﺎﻕُ ﺑﺎﻟﺤِﻴَﻞِ
ﺑﻜﺮٌ ﺃﻧــﺎ ﺭﺋﺘﻰ ﻗﻠﺒـﻰ ﻭﻗﺎﻓﻴَﺘِﻰ
ﺇﻧِّﻰ ﺍﺩَّﺧَﺮْﺕُ ﺃﻧﺎ ‏( ﺣﻮَّﺷْﺖُ ‏) ﻓﻰ ﺃﺟﻠﻰ
ﺣﺘَّﻰ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮﺕْ ﺭُﺅْﻳﺎﻙِ ﻓﻰ ﺧَﻠَﺪﻯ
ﺗَﻔَﺠَّﺮَ ﺍﻟﻤــــــــــــﺍﺀُ ﻣَﻜْﻴَّﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﻞِ
ﺯُﻣِّﻰ ﺑِﻜَﻔَّﻴْﻚِ ﺃﻭﺟـــﺎﻋﺎً ﺳﺘَﻨْﺰِﻓُﻨِﻰ
ﻓﻤﺎﺀُ ﻫﺎﺟﺮَ ﺩﻣﻊٌ ﺳﺢَّ ﻣﻦ ﻣُﻘَﻠﻰ
ﻛﻢْ ﺃﻟﻒِ ﻣﻠﻴﻮﻥَ ﻗﺪ ﺣﺠُّﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻌﻰ
ﻛﻢْ ﻫﻢْ ﻭﻛﻢْ ﺷﺮﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﺩﻣْﻌﻰَ ﺍﻟﺒَﻄَﻞِ
ﻓﺎﻟﻨﻮﻡُ ﻓﻰ ﺳﺤﺮِ ﺍﻷﺳﺤﺎﺭِ ﻣُﻨْﺘَﺒِﻪُ
ﻭﺍﻟﻔﺠﺮُ ﻟﻜَّﺄ َﻻ ﻳﺄﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞِ
ﻭﺍﻟﻠﻮﺡُ ﻳﻜﺘﺐُ ﻋِﻠﻴُّﻮﻥَ ﻭﺍﻗْﺘَﺮَﺑُﻮﺍ
ﻻ ﺫﻧﺐَ ﺳﺠَّﻠﻪُ ﺟﺒﺮﻳﻞُ ﻓﺎﺑْﺘﻬِﻠِﻰ
ﻣﺎ ﺫﻧﺐُ ﻗﺎﻓﻴﺔٍ ﺃﻥْ ﻗﺎﻝَ ﺷﺎﻋِﺮُﻫَﺎ
ﻭﺍﻟﺮُّﻭﺡُ ﺗﺒﺤﺚُ ﻓﻰ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡِ ﻋﻦ ﻣَﺜَﻞِ
ﺧَﺮَّﺕْ ﻣﻼﺋﻜﺔُ ﺍﻟﻘَﻠْﺒﻴﻦِ ﺳَﺎﺟِﺪﺓً
ﺗﺒﻜﻰ ﻭﺗﺸﻔﻊُ ﻟﻠﻌَﺒْﺪَﻳﻦِ ﻭﺍﻟﺮُّﺳُﻞِ
ﺣﺘَّﻰ ﺗﻮﺿَّﺄﺕُ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻣُﺴْﺒِﻐَﺔً
ﻋَﻠَّﻤْﺘِﻨِﻰ ﻟﻐﺔَ ﺍﻷﺷﻮﺍﻕ ِﺑﺎﻟﺨَﺠَﻞِ
ﻭَﺛِﻘْﺖُ ﻓﻰ ﻗَﺪﺭﻯ ﻻ ﺣُﺰْﻥَ ﻳﻐْﻠِﺒُﻨﻰ
ﻭﻧِﻤْﺖُ ﻣﻦ ﻛﺴﻞٍ ﻓﻰ ﺛﻮﺏِ ﻣﺘِّﻜِﻞِ
ﻭﻛﺎﻥَ ﻓﻰ ﻋﻴْﻨِﻰَ ﺍﻟﻨَّﻮْﻡُ ﺍﻟﻤُﺤﺎﻝُ ﻓﻤﺎ
ﺇﻟَّﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻖِ ﺍﻷﻭﺟﺎﻉِ ﻭﺍﻟﻌِﻠَﻞِ
ﺇﻧِّﻰ ﺍﻣْﺘﻠﻜﺘُﻚِ ﺭﻭﺣﺎً ﻻ ﺃﺟﺴِّﺪﻫﺎ
ﻣﻬﻤﺎ ﻳﺘﻮﻕُ ﻋﻨﺎﻕُ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻟﻠﻘُﺒَﻞِ
ﺇﻧﻰ ﺃﺳﻴــــﺮُﻙِ ﻻ ﻓَﺪﻭٌ ﻭﻻ ﺑَﺪَﻝٌ
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻄَّﻠﻴﻖُ ﺑﺴﺎﺡِ ﺍﻷﺳﺮِ ﻓﺎﻋﺘﻘﻠﻰ
ﺟُﺪﺭﺍﻥُ ﺳﺠﻨﻚِ ﻣﻦ ﺧُﺒﺰٍ ﻭﻣﻦ ﻟﺒَﻦٍ
ﺳﻠﻮﻯ ﺑﻤﺎﺋﺪﺓٍ ﻣﻦ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮُّﺳٌﻞِ
ﻫِﻴﺌِﻰ ﻟﺒﻌﺚٍ ﻓﻼ ﻣﻮﺕٌ ﻳُﻔَﺮِّﻗُﻨﺎ
ﻓِﻰ ﺍﻟﺤﺐِّ ﻻ ﻣﻮﺕَ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﺮُّﻭﺡُ ﻟﻸﺯﻝِ
ﺇﻧَّﻰ ﺍﻟﺘَﺠَﺄْﺕُ ﺇﻟﻴﻚِ ﺍﻵﻥَ ﻣﻦ ﻭﺟﻌﻰ
ﻣُﺪِّﻯ ﻳﺪﻳﻚِ ﻭﺧِﻴﻄﻰ ﺍﻟﺠُﺮْﺡَ ﻭﺍﻧْﺪَﻣِﻠﻰ
ﺟﺮْﺣِﻰ ﻭﺇﺑْﺮَﺗُﻚِ ﺍﻟﻤﻠْﺴﺎﺀُ ﻣُﻌْﺠِﺰَﺓٌ
ﺗَﺨِﻴﻂُ ﻟﺤﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﻋَﻈْﻢٍ ﻟِﻤُﺤْﺘَﻤَﻞِ
ﺻﺪَّﻳﻘﺔٌ ﺭَﺗَﻘَﺖْ ﻣﺎ ﻛﺎﻥَ ﻣﻦ ﻭﺟﻊٍ
ﻗﺪْ ﺩﻭَّﻧﺖْ ﻋﺠﺒﺎً ﻓﻰ ﻋُﺸْﺒَﺔِ ﺍﻷﻣﻞِ
ﺫﺍﺗﻰ ﻭﺫﺍﺗُﻚِ ﺿﻮﺀٌ ﻗﻠﺐُ ﺳُﻨْﺒُﻠﺔٍ
ﺗﻨﻤﻮ ﺑِﻴﺎﺑِﺴﺔٍ ﻣﻦ ﺩﻣﻊِ ﻣُﺒْﺘَﻬِﻞِ
ﻟﻮ ﺿﺎﻕَ ﺻَﺪﺭُﻙِ ﻳﺎ ﺭُﺅْﻳﺎﻯَ ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻰ
ﻃُﻮﻓِﻰ ﺑﻘَﺎﻓِﻴَﺘِﻰ ﺳﺒْﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﻣَﻬَﻞِ
ﺇﻧِّﻰ ﺗَﺠﺎﻭَﺯْﺕُ ﻛﺎﻷﻃﻔﺎﻝِ ﻓﻰ ﻧَﺰَﻗﻰ
ﻋﻔﻮﺍ ﻓﻼ ﺗَﻐْﻀَﺒﻰ ﻣﻦْ ﻃﻔْﻠِﻚِ ﺍﻟﺮَّﺟُﻞِ
ﺷﻌﺮ / ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺣﺴﻦ
ـــــــــــــــــ
ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﻒَ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻨﺘﺄﻣﻞ؛ ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ
ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ، ﻭ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻙُ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ؛ ﻓﺎﻷﻭﻟﻰ ﻧﺤﻦ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﻣﻌﺎﻥ ﻣﺠﺮﺩﺓ، ﺃﻭ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺟﺰﺋﻴﺔ، ﻭ
ﺗﺮﺩ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕِ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ؛ ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻨﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ ﺣﻴﺔ ﻭ ﻣﺪﺭﻛﺎﺕ ﻛﻠﻴﺔ،ﻭ
ﺗﻨﺒﺜﻖ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻗﻨﺎ . ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻨﺎ ﻭ ﺃﻭﺷﺎﺟﻨﺎ ، ﻭﻳﺘﺴﻖ
ﺇﺷﻌﺎﻋﻬﺎ ﻣﻊ ﻧﺒﻀﻨﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ... ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺍﻗﺮﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺩ/ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺣﺴﻦ ‏( ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻲ ‏)
ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺭﻏﻢ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﺗﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ، ﻭ ﺃﺳﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻋﻞِّ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺧﻠﻖ ﻧﺼﺎ ﻣﻮﺍﺯﻳﺎ ﻟﻪ ، ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺴﺮﺍ ﻟﻠﻌﺒﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﺘﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭ
ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ... ﻭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺪﻉ ﺗﻘﻀﻲ ‏( ﻋﻠﻢ ... ﺷﻌﻮﺭ ﺻﺎﺩﻕ ... ﻣﻌﺮﻓﺔ
ﻣﺴﺒﻘﺔ ‏) ﻭ ﻟﻮ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻟﻠﻘﺼﻴﺪﺓ ﻋﻨﺪَ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺳﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ -:
ﺃﻭﻻَ : ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺗﻪِ ‏( ﻟﻐﺔ _ ﺻﻮﺭﺓ _ ﻭﺯﻥ ‏)
ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ
ﺛﺎﻟﺜﺎ : ﺧﻠﻖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﺄﻭﻳﻞ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ
ﺛﻢَّ ﻧﺘﻄﺮﻕُ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﻭ ﺗﺠﺴﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﻌﺪ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ
ﺳِﻔْﺮُ ﺍﻟﺘَّﻮﺳُّﻞ
ﻓﻴﺾُ ﻣﻦ ﺍﻟﻨَّﻬﺮِ ﺃﻡْ ﻣــــﺎﺀٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞِ
ﻻ ﻋﺎﺻﻢَ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﻣﻦ ﺣﺮْﻓﻴْﻦِ ﻓﻲ ﺍﻟﺠُﻤﻞِ
ﻻ ﺯُﺭْﻗَﺔُ ﺍﻟﺒﺤـــــــﺮِ ﻓﻲ ﻋﻴْﻨﻴْﻚِ ﺗﺄﺧﺬﻧﻲ
ﻭﻻ ﻳﺪﺍﻙِ ﻫُﻤَﺎ ﺃﻭ ﺭَﺟْﻔَــــــــــــﺔُ ﺍﻟﻘُﺒَﻞِ
ﻫﺬﺍ ﻧﺒﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠْﺒَﻴْﻦِ ﺃﺭْﺳَﻠَــــــــــــــﻪُ
ﺳﻔﺮُ ﺍﻟﺘَّﻮﺳُّﻞِ ﻓﻲ ﺍﻷﻟــــــــﻮﺍﺡِ ﻭﺍﻟﻨُّﺰُﻝِ
ﻫﺬﻯ ﻧُﺒﻮﺀﺓُ ﻗﻠﺐٍ ﻻ ﺃﻛﺬِّﺑُـــــــــــــــــــﻪُ
ﻫُﺰِّﻯ ﺇﻟﻴــﻚِ ﺟـــﺬﻭﻉَ ﺍﻟﻮَﺟْﺪِ ﻭﺍﻛﺘﻤﻠﻲ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺳﺌﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ ﻣﻴﺮﻭ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺳﻢ ﻟﻮﺣﺔ ...؟ ! ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺃﻧﻪ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﺇﻻ
ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ، ﺛﻢ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ... ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃ ﻣﺒﺪﻋﻨﺎ
ﻳﻬﻤﺲُ ﻟﺘﺮﺍﺗﻴﻞ ’’ ﺍﻟﺴِﻔْﺮ ’’ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﺇﺫﻥ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻜﺬﺑﻬﺎ
ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ، ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﻟﻠﻌﺸﻖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ؛ ﻓﻴﻌﺮﺽُ ﻟﻨﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ
ﻳﺘﻄﻠﻊ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ؛ ﻛﺘﺠﺴﻴﺪ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ، ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺴﺔ ﻳﺪٍ؛ ﻛﺘﺠﺴﻴﺪ ﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ، ﻭ ﻳﺸﻌﻞُ
ﺍﻻﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ؛ ﻛﺘﺠﺴﻴﺪ ﻟﻠﺤﻴﺮﺓ، ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻓﻊ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﻦ ‏( ﺍﻟﺤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺒﺎﺀ ‏) ﻛﺪﻻﻟﺔ
ﺃﻛﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻧﺜﻰ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﻐﺔٍ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﺮﻭﻓﻬﺎ ﻣﻠﻤﺢ ﻟﺮﻭﺣﻬﺎ؛ ﻟﻐﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻜُﺮﻩ، ﻣﻬﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﺳﻄﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻮﺍﺯًﺍ ﻟﺨﻂ ﺍﻟﻨﺼﻴﺐ
ــــــــــــــ
ﺃﻗﺴﻤﺖُ ﻣـﺎ ﻋَﺒَﺮَﺕْ ﺃﻧْﺜَﻰ ﺑِﺬَﺍﻛِﺮَﺗِﻲ
ﻭﺃﻧﺖِ ﻭﺣـﺪﻙِ ﺣﺮﻑُ ﺍﻟﻠﻪِ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻞِ
ﺃﻭ ﺭﺑَّﻤـــــــــــــﺎ ﻧَﻔَﺜَﺖْ ﻧَﻔَّﺎﺛﺔٌ ﻗﺮَﺃَﺕْ
ﺧﻄﻮﻁَ ﻛﻔِّﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪَّﺟَﻞِ
ﻳﺎ ﺃﻧﺖِ ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓً ﻻ ﺷﻲﺀَ ﻳُﺸْﺒِﻬُﻬـَﺎ
ﺁﻟﻠﻪُ .. ﺃﻭﺩﻋﻚِ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀَ ﻓﻲ ﺍﻷَﺯَﻝِ
ﺃﻡ ﺃﻧﻚِ ﺍﻟﻐﻴﺐُ ﻓﻲ ﻟﻮﺡٍ ﺳﻴﺴْﺘُﺮُﻩُ
ﻣﻦْ ﻳﺴْﺘَﻤِﻊْ ﻓَﺸِﻬﺎﺏٌ ﺇﺛــﺮَ ﻣُﺘَّﺼِﻞِ
ﺇﻧِّﻲ ﺍﺗَّﻜﺄْﺕُ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﻨﻲ ﻭﻣِﺴْﺒَﺤﺘِﻲ
ﻓﻠْﺘَﻐْﺴِﻠﻲ ﻏُﺮَّﺗِﻲ ﻣﻦ ﻃُﻬْﺮِ ﻣُﻐْﺘَﺴَﻞِ
ﺃﻧـﺎ ﺑﻼ ﺧﻄﺄٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤـﺐِّ ﻳُﺨْﺠِﻠُﻨِـــﻲ
ﻭﻣﺎ ﻋﺒﺜﺖ ﻛﻤــــــﺎ ﺍﻟﻌﺸَّﺎﻕُ ﺑﺎﻟﺤِﻴَﻞِ
ﺑﻜﺮٌ ﺃﻧــﺎ ﺭﺋﺘﻲ ﻗﻠﺒـﻲ ﻭﻗﺎﻓﻴَﺘِﻲ
ﺇﻧِّﻲ ﺍﺩَّﺧَﺮْﺕُ ﺃﻧﺎ ‏( ﺣﻮَّﺷْﺖُ ‏) ﻓﻲ ﺃﺟﻠﻰ
ﺣﺘَّﻰ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮﺕْ ﺭُﺅْﻳﺎﻙِ ﻓﻲ ﺧَﻠَﺪﻱ
ﺗَﻔَﺠَّﺮَ ﺍﻟﻤــــــــــــﺍﺀُ ﻣَﻜْﻴَّﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﻞِ
ـــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻘﺪ ﻓﺮﻕ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ؛ ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﺤﺮّﻙ ﺑﺎﻟﺪﻓﻊ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﺗﺤﺮّﻙ ﺑﺎﻟﺠﺬﺏ ... ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺃﺑﻠﻎُ ﺃﺛﺮﺍ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺘﻴﻢ؛ ﻷﻥ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﻋﻨﺪﻩ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺍِﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ، ﻓﻌﻼ ﺃﻭ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳُﻌﻠﻨﻪ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﻣﺒﺪﻋﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﻛﺬﻟﻚَ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻧﺜﻰ ﺳﻮﺍﻫﺎ، ﺛﻢ ﻳﻠﺞ ﺑﻔﻠﺴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺬﻳﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺏِ ﻭ ﺍﻟﺒﻌﺪِ؛ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﺭﺳﺎﻡ ﺳﺮﻳﺎﻟﻲ ﺳﻘﻂَ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﻓﺄﺑﺪﻉ
ﻟﻮﺣﺔ ﺗﻮﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ... ﺃﻣﺎ ﻣﺒﺪﻋﻨﺎ؛ ﻓﺮﺳﻢ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻝ ﺗﻠﻬﺐَ ﺃﻓﺌﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦ، ﻭ
ﻫﻮ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﺮﻭﻋﺔ ﻣﻌﺸﻮﻗﺘﻪ ﻭ ﻃُﻬﺮ ﻣﻘﺼﺪﻩ ﻭ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﺹ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻛﻲ
ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﺎﻟﻌﻔﺎﻑ ﻭ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﻳﺰﻋﺰﻋﻬﺎ ﺃﺣﺪ؛ ﻛﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ؛ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ
ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻄﻠﻘﺖْ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻐﺘﻪ ﻭ ﺍﺑﺪﺍﻋﻪِ؛
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐِّ ﻻ ﻣﻮﺕَ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﺮُّﻭﺡُ ﻟﻸﺯﻝِ
ﺇﻧَّﻰ ﺍﻟﺘَﺠَﺄْﺕُ ﺇﻟﻴﻚِ ﺍﻵﻥَ ﻣﻦ ﻭﺟﻌﻲ
ﻣُﺪِّﻯ ﻳﺪﻳﻚِ ﻭﺧﻴﻄﻲ ﺍﻟﺠُﺮْﺡَ ﻭﺍﻧْﺪَﻣِﻠﻰ
ﺟﺮْﺣِﻰ ﻭﺇﺑْﺮَﺗُﻚِ ﺍﻟﻤﻠْﺴﺎﺀُ ﻣُﻌْﺠِﺰَﺓٌ
ﺗَﺨِﻴﻂُ ﻟﺤﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﻋَﻈْﻢٍ ﻟِﻤُﺤْﺘَﻤَﻞِ
ﺻﺪَّﻳﻘﺔٌ ﺭَﺗَﻘَﺖْ ﻣﺎ ﻛﺎﻥَ ﻣﻦ ﻭﺟﻊٍ
ﻗﺪْ ﺩﻭَّﻧﺖْ ﻋﺠﺒﺎً ﻓﻰ ﻋُﺸْﺒَﺔِ ﺍﻷﻣﻞِ
ﺫﺍﺗﻰ ﻭﺫﺍﺗُﻚِ ﺿﻮﺀٌ ﻗﻠﺐُ ﺳُﻨْﺒُﻠﺔٍ
ﺗﻨﻤﻮ ﺑِﻴﺎﺑِﺴﺔٍ ﻣﻦ ﺩﻣﻊِ ﻣُﺒْﺘَﻬِﻞِ
ﻟﻮ ﺿﺎﻕَ ﺻَﺪﺭُﻙِ ﻳﺎ ﺭُﺅْﻳﺎﻯَ ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻰ
ﻃُﻮﻓِﻰ ﺑﻘَﺎﻓِﻴَﺘِﻰ ﺳﺒْﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﻣَﻬَﻞِ
ﺇﻧِّﻰ ﺗَﺠﺎﻭَﺯْﺕُ ﻛﺎﻷﻃﻔﺎﻝِ ﻓﻰ ﻧَﺰَﻗﻰ
ﻋﻔﻮﺍ ﻓﻼ ﺗَﻐْﻀَﺒﻰ ﻣﻦْ ﻃﻔْﻠِﻚِ ﺍﻟﺮَّﺟُﻞِ
ﺳﺄﻟﺖُ ﻣﺮﺓَ : ﻫﻞ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﺒﺪﻋﺎ ..؟ ! ﺍﺑﺘﺴﻤﺖُ ﺣﻴﻨﻬﺎ ، ﻭ ﺗﻤﻨﻴﺖُ ﻟﻮ ﻋﻠﻘﻮﺍ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﻭ ﻗﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ
ﺳﺘﺎﺋﺮ ﻓﺆﺍﺩﻫﺎ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﺍﻑ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻟﻠﺤﻈﺔ، ﺗﻬﻤﺲُ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ ﺃﺣﺒﻚَ، ﻭ ﺃﺭﺣﻞ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ،
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺿﺤﻚُ ﻭ ﺃﻋﻴﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ : ﺃﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕِ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ...؟ !! ﺑﻼ ﺷﻚَ ﺃﺟﺪ ﻟﺪﻯ
ﻣﺒﺪﻋﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ... ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻲ ﺛﻮﺑﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺣﺐ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﻟﺸﺪﺓِ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﻨﺎ ﻟﻠﺤﺐ ﺫﺍﺗﻪ، ﻧﺼﻮﺭ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﺑﺎﻟﻤﻼﻙِ ﻭ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ
ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﺤﻘﻴﻘﺘﻨﺎ، ﻧﺘﺠﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﻔﻘﺪﻩ، ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻼﻣﺢ ﻋﻴﻮﺑﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ
ﻧﺼﻄﺪﻡ ﺑﻮﺣﺪﺗﻨﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﻧﻔﺮّ ﺇﻟﻴﻬﺎ؛ ﺃﻣﺎ ﺣﺐ ﺍﻟﺤﺐ ﺫﺍﺗﻪ؛ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﺑﺎﻟﻜﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻢ
ﻋﻨﻬﻤﺎ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺴﺪﻩ ﻣﺒﺪﻋﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ؛ ﺣﺘﻰ ﺃﻭﻗﻔﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ’’ ﺇﻧِّﻲ
ﺍﻣْﺘﻠﻜﺘُﻚِ ﺭﻭﺣﺎً ﻻ ﺃﺟﺴِّﺪﻫﺎ ’’ ﻟﻴﺒﺮﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﺷﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕِ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺭﻭﺣﻴﻦ ﺻﺪﻗﺎ ﻓﻲ ﻋﺸﻘﻬﻤﺎ؛ ﻓﻤﺎ
ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺇﻻ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻻﺷﺘﻌﺎﻝ ﺍﻻﺷﺘﻴﺎﻕ، ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺿﻌﻔﺎ ﺃﻭ ﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺔ؛ ﺇﻧﻤﺎ ﺁﻓﺎﻕ ﺗﺄﺟﻞ ﺭﺣﻴﻞ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ...
... ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻠﻚَ ﻣﺒﺪﻋﻨﺎ ﻭ ﺃﻧﺖَ ﺍﻷﺳﻴﺮ ﺍﻟﺤﺮ !! ﻭ ﻣﺎ ﺃﺭﻭﻋﻚَ ﻭ ﺃﻧﺖَ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚَ ﺳﻨﺒﻠﺔ ﺗﻄﺤﻨﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻰ ﺍﻹﺧﻼﺹ !! ﻣﺎ ﺃﺑﻬﺎﻙَ ﻭ ﺃﻧﺖَ ﺗﻘﺪﻡُ ﻟﻬﺎ ﻫﺪﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻛﻤﺎ ﻃﻔﻞ ﺗﺴﻤﺢ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺩﻣﻌﺘﻪ، ﻭ
ﻣﺎ ﺃﺑﺪﻋﻚَ ﻭ ﺃﻧﺖَ ﺗﺘﺮﻙُ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺩﻻﻻﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ
ـــــــــــــــ
ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ؛ ﻳﻠﻔﻆُ ﻛﻞّ ﻭﻫﻢٍ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﻗِﺒﻠﺔ ﺍﻻﻣﺘﻼﻙ؛ ﻟﻴﺮﻛﻊ ﺃﻣﺎﻡ ﺷﻬﻮﺓٍ ...
ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ ﺣﺪﻭﺩﻩ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﻭ ﺍﻟﺼﺪﻕ، ﻭ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ، ﻭ ﺍﻹﻳﺜﺎﺭ ... ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ... ﻣَﻦ ﺍِﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻬﺰﻭﻣﺎ؛ ﻓﻬﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻮﻫﻢ ؛ ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻧﺖْ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺒﺪﻋﻨﺎ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ . ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺃﻟﻮﺍﺡ ﺍﻟﻔﻦ ﻭ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ، ﻭﻫﻮ ﻳﺆﺩﻱ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﺟﻴﻪ ؛ ﻟﻴﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ، ﺃﻥ ﺃﺣﺒﻮﺍ ﻟﺘﺒﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ
ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ... ﻟﻌﻞّ ﺃﺑﺮﺯ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻘﻖ ﺗﻮﺍﺻﻼ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ، ﺑﺸﻜﻞ
ﺇﺑﺪﺍﻋﻲ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﻴﺔ، ﻫﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ؛ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺘﺎﻡ
ﺑﺨﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ .. ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺄﺗﻰ ﺇﻻ ﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺘﺤﺼﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ، ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﺩﻻﻟﻴﺔ ﻭ
ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﺼﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻤﺴﻪ ﻭ ﺟﺪﺍﻧﻲ ﻟﺪﻯ ﻣﺒﺪﻋﻨﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺣﺴﻦ ..
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻱ ﺭﺅﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖْ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻷﺩﺑﻲ؛ ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻛﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ
ﻭ ﻣﻬﺎﺭﺗﻪ، ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ، ﻭ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ؛ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺕ، ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩ ﻗﺒﻮﻟﻨﺎ ﻟﻠﻨﺺ ﻫﻮ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﻭ ﻣﻮﺍﻗﻔﻨﺎ .
ﻟﻠﺮﻭﺡ ﻫﻤﺴﺎﺕ ﺗﻐﺎﺯﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ، ﺗﺨﺘﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ، ﻭ ﺗﺠﻤﻊ ﺃﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﺮﺍﻗﻲ ... ﺗﺤﻴﺘﻲ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ / ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺣﺴﻦ ‏( ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻲ ‏) ﻭ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﺣﺒﺎﺋﻲ
ﻓﻲ ﺃﺳﺮﺗﻨﺎ ﺇﺿﺎﺀﺍﺕ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻭ ﺇﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ، ﻭ ﻟﺮّﺏِ ﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ/ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ —